صعدة برس - * الشيخ عبد المنان السنبلي
أربعٌ و عشرون عاماً لم نُرَحِّل فيها لاجئاً صومالياً واحدا .. تمنعنا أخلاقنا عن فعل ذلك، فكيف سنرحِّل يمنياً جنوبياً من بين أهله و ربعه في صنعاء أو تعز أو صعدة أو ذمار أو من أي محافظةٍ شمالية كانت ؟!! نحن أكبر من أن نقوم بذلك أيها الصغار ؟!
مع إحترامي لجميع إخواننا المحترمين من أبناء الجنوب، سأسرد بعض الحقائق التي قد لا يعرفها أولئك الأقزام الذين يدّعون إنتساباً للجنوب اليمني لعلهم يعرفونها…
هل يعلم أولئك القلة الضالة أنه لولا تواجد أبناء الشمال في عدن إبّان الإحتلال البريطاني بشكل مستمر لطمست هوية عدن العربية إلى الأبد، و أنه لولا إحتضان الشمال للثوار خلال ثورة 14 إكتوبر المجيدة و دعمهم بالسلاح و المال و الرجال لظل الإستعمار البريطاني هناك 139 سنةً أخرى دون أن تُطلق في وجهه طلقةً واحدة…
و هل يعلم أولئك المرضى أنه لولا إحتضان الشمال لعشرات الآلاف من أبناء الجنوب و التكفل بمعاشاتهم و رواتبهم كأي جندي يمني عقب أحداث 1986، لأرتكبت بحقهم أكبر و أفضع جريمة حرب عبر التاريخ…
و هل يعلم أولئك الجبناء أنهم لا يلقون في المحافظات الشمالية إلا كل ودٍّ و إحترام، بل أنهم يحظون هنا بمعاملة خاصة من قِبَل عامة الناس حتى أنه لم تسجل حالة مضايقة واحدة بحق فردٍ واحدٍ بسبب أنه جنوبي، و أنهم يجدون من الأمان و الطمأنينية و الترحاب ما لا يجدونه هناك في محافظاتهم و أسألوا الكثيرين… .
أيها الأقزام .. أتطردون و تُرحّلون أبناء وطنكم بينما الغزاة المحتلون يسومونكم سوء العذاب ؟!!
أيطردكم و يمنعكم المحتل الأمريكي من دخول قاعدة العند و يطلب منكم إثبات هوياتكم، فتصبون جم غضبكم على الباعة المتجولين من أبناء الشمال و تطلبون منهم ذات الطلب الأمريكي منكم ؟!!
عموماً مهما إرتكبتم أيها الحثالة و الذين لا تمثلون المزاج العام و الغالبية العظمى لشعبنا في الجنوب من حماقاتٍ بحق البسطاء الأبرياء من أبناء المحافظات الشمالية لا لشئ إلا لكونهم شماليين، فإن ذلك لن يغيّر من نظرتنا النابعة من إحساسنا الوطني و الأخلاقي تجاه إخواننا الجنوبيين في محافظات الشمال بأي حالٍ من الأحوال، فالعمالقة لا تُقزّمهم حماقات الأقزام، و لا نامت أعين الجبناء… |