صعدة برس -متابعات -
من بين انقاض الغارات الهستيرية لتحالف العدوان السعودي شهد مقر قوات الحرس الجمهوري في العاصمة صنعاء اليوم ولادة جديدة لقوات الحرس بعد أكثر من عامين من استهدافها المباشر في المؤامرة الكبرى التي تصدرها الفار المطلوب للعدالة بتهمة الخيانة العظمى عبد ربه منصور هادي تحت مسمى “هيكلة الجيش” قبل أن يستهدفها العدو السعودي بسلسلة طويلة من الغارات الغادرة سعيا إلى الاجهاز إلى أقوى تشكيلات الجيش اليمني التي كانت توصف بأنها” قوات النخبة الضاربة الأكثر تأهيلا”.

واحتضنت فعالية ” برنامج إعادة تأهيل وبناء وحدات وقوات الحرس الجمهوري” التي قادها اليوم رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في مقر قيادة قوات الحرس بصنعاء أكثر القادة العسكريين لهذا التشكيل العسكري المثير للجدل في حضور القائم بأعمال وزير الدفاع رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن حسين خيران وقائد قوات الحرس الجمهوري اللواء الركن علي بن علي الجائفي وأركان حرب القوات وقادة وزارة الدفاع والمناطق العسكرية.

وجاءت هذه الخطوة بعد مشاورات وطنية بين كبار قادة الجيش واللجان الشعبية ومراكز القرار السياسي والتي خلصت الأسبوع الماضي إلى إقرار إعادة التسميات السابقة لتشكيلات الجيش والشرطة والامن والتي طاولها التدمير العمدي والعبث في القرارات التي اصدرها الفار هادي في وقت سابق ضمن مخطط كبير لتدمير تشكيلات الجيش اليمني الأكثر قوة وتأهيلا.

وفي فعالية التدشين وجه الحوثي قيادة وزارة الدفاع باعتماد مليار ريال لإعادة جهوزية الوحدات في قيادة الحرس الجمهوري وفق رؤية وخطة تنفيذية وعملية، مشيدا بما يقوم به القائم بأعمال وزير الدفاع رئيس هيئة الاركان العامة وقيادة الوزارة من أدوار وطنية وأعمال متواصلة في سبيل الحفاظ على المؤسسة العسكرية وتماسكها وإعادة بنائها.

قوات الحرس الجمهوري (1)

وجاءت هذه الخطوة وفقا لمصادر عسكرية في سياق سلسلة ترتيبات شرعت فيها قيادة الجيش لاعادة تأهيل التشكيلات النظامية في القوات المسلحة اليمنية التي تعرضت خلال الفترة الماضية لأكبر مؤامرة تدمير تصدها الفار هادي وفريق مرتزقة الرياض، ضمن ما سمي خطة هيكلة الجيش التي انتهت ببعثرة مراكز هذه القوات واستبدل مسماها بــ ” قوات الاحتياط” بعدما فكك اوصالها وقضى على كل مراكز القوة فيها.

ويقول عسكريون إن قوات الحرس الجمهوري كانت الأكفأ تدريبا وتسليحا في الجيش اليمني، بالإضافة إلى القوات الخاصة، ويشيرون إلى أن هذه القوات شهدت تطورا كبيرا بعد إسناد قيادتها إلى نجل الرئيس السابق العميد السابق في الجيش اليمني أحمد علي عبدالله صالح، وزادت عدد ا لويته المدربه تدريبا عاليا حتى أصبح يمثل أكثر من ثلث الجيش اليمني.

ورغم اعمال الاجتثاث قادها الخائن هادي بحق هذه القوات الوطنية التي ظلت لسنوات هدفا لبربغاندا مطابخ الدعاية التابعة لقوى الوصاية والتي كانت تصفها عادة بـ قوات الجيش العائلي” إلا أن الذاكرة اليمنية ظلت تحتفظ بذكراها قوة ضاربة ونوعية في الجيش اليمني خصوصا وأنها حظيت طوال سنوات تأسيسها وتشكيلها باهتمام ورعاية كبيرة من نواحي التدريب والتأهيل والتسليح.

قوات الحرس الجمهوري (2)

رأس الحربة …

في فعالية التدشين قال رئيس الثورية العليا ” ستجدون هذه القوات دوما هي رأس الحربة في قتال العدو والحرس الجمهوري اليوم غير الأمس ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأبطال والقادة الافذاذ العظام قوة احتياط ، اليوم أنتم يا ابناء الحرس الجمهوري حرس للجمهورية اليمنية في كل حدودها ومن واجبكم أن تنطلقوا للدفاع بكل ما أوتيتم من قوة فكل قطرة دماء تسقط بعزة وكرامة وشرف وهذه التضحية التي تقدم باستمرار هي لحماية الوطن من مشاريع الدمار والخراب والإرهاب والإستقواء ” .

وذكَر رئيس الثورية العليا بأول غارات العدوان السعودي التي استهدفت المكان المجاور للقاعدة التي شهدها حفل التدشين والتي قال أنها” مثلت صورة من صور استهداف القوى الوطنية والجيش اليمني” مشيرا إلى أن “أبناء الحرس كما غيرهم من ابناء اليمن والجيش يواجهون العدوان والدمار والخراب واستهداف المدنيين والأبرياء والكوادر الوطنية والنساء والأطفال وهو ما لا يمكن ان يسكت عليه ابطال الجيش في الحرس الجمهوري وكل ابناء الجيش ومن يوفون بالقسم العسكري وما يلزمهم من موقف وطني شجاع “.

واضاف “من المستحيل أن يتخلى ابناء وقادة الجيش اليمني عن واجبهم أو ان نقبل ان يكونوا في خانة المبعدين عن ممارسة اعمالهم ولن نقبل ان يتعرض الجيش لما تعرض له الجيش العراقي الذي حله المحتل ولن نقبل بالاحتلال ولن نقبل بحل الجيش من الاحرار والذائدين عن الامة والشعب “.

المهمات القادمة …

وإذ اشاد قائد قوات الحرس الجمهوري اللواء الجائفي بقرار إعادة تسمية قوات الحرس الجمهوري فقد تحدث عما يترتب على ذلك من مهام وواجبات تتبع التسمية.. مؤكدا أن الواجب العام والرئيسي هو الدفاع عن الوطن وكرامة اليمن والمؤسسة العسكرية اليمنية بكل امانة وإخلاص ، وان التعاون والتكامل حقق الصمود والانتصار خلال الفترة الماضية بكل صعوباتها والإرهاصات التي واكبتها والمؤامرات التي استهدفتها بتضحيات الشرفاء والوطنيين والحفاظ على الامكانيات والمعدات والأسلحة والحفاظ على نواة الجيش الحقيقي الذي يجب ان تكون علية القوات المسلحة بشكل عام .

وأكد اللواء الجائفي أن ضباط وصف وأفراد الحرس الجمهوري والمرابطين في كل مواقع الشرف والبطولة والجبهات سيظلون أوفياء لليمن والثورة والجمهورية والوحدة وكل القيم التي لأجلها تم الانتساب الى المؤسسة العسكرية وحمل رتبها .. منوها بالانتصارات التي يسطرها ابطال الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وما تمثله من دافع وقيمة عالية تنعكس على الجميع .

وطبقا لمصادر عسكرية فان الخطوات القادمة ستشمل اعادة تكوين هذه القوات وفق القوانين والانظمة السارية بعد ان كانت تعرضت للاستهداف المباشر للدمار من تحالف العدوان السعودي الاماراتي بالتزامن مع هجمات مباشرة شنتها مليشيا الاخوان والمليشيا العميلة التابعة لهادي والجنرال محسن في وقت سابق.

وكانت قوات الحرس الجمهوري حظيت بعناية كبيرة في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح بقيادة نجله العميد احمد الذي ابعد بصورة قسرية عن الحياة العسكرية في عهد هادي وعين سفيرا لليمن في الامارات حيث يخضع حاليا للإقامة الجبرية.
المستقبل نت