صعدة برس -متابعات - من داخل زنزانة صغرى في سجن رومية، استطاع المدير العام السّابق للأمن العام اللواء جميل السيّد أن يكوّن شبكة علاقات، بما فيها مع بعض حراسه من "فرع المعلومات" الذين كانوا ينقلون إليه مختلف التطوّرات عن داخل السّجن وخارجه.
ومع بداية حرب تمّوز وكان حينها الضباط الأربعة ما يزالون في سجن رومية، تواتر إلى سمع "اللواء" ما قاله المعاون نزار د. (الذي كان مقرّباً من العميد سمير شحادة قبل أن يتقرّب من اللواء وسام الحسن) بأنّ "المعلومات" قد جهّزت سجناً خاصاً في رومية، وهو أشبه بسجنٍ داخل السجن ويرتبط مباشرةً بقيادة "المعلومات" من دون المرور بإدارة السجون التابعة لقوى الأمن الدّاخلي.
لم يكتف العسكريّ بهذه المعلومة، بل جاهر أمام رفاقه بمعلوماته من أنّ هذا المبنى المستحدث والمؤلّف من طبقتين "سيستضيف" الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصرالله، بعد هزيمة المقاومة في الحرب.
يروي جميل السيّد أنّ تجهيز المبنى استغرق مدّة ثلاثة أشهر قبل اندلاع حرب تمّوز. ولكن مع تطوّر الحرب وترجيح الكفّة لمصلحة المقاومة وتسرّب تلك الأخبار عن "المعلومات"، فقد تقرّر على ما يبدو "التغطية" على هذا الأمر من خلال تغيير وجهة استعمال المبنى الجديد، مع ترجيح كفّة الحرب لمصلحة المقاومة. حيث بادر وسام الحسن وفريقه إلى اتّخاذ قرار يقضي بنقل الضباط الأربعة (جميل السيّد ومصطفى حمدان وريمون عازار وعلي الحاج) إلى ذلك المبنى.
وصار العسكريون يشيعون داخل السجن أنّ هذا المبنى كان مخصّصاً أصلاً لاستضافة الضبّاط للردّ على التسريبات بنيّة "المعلومات" تخصيصه لنصرالله تبعاً لتوقعاتهم عن نتيجة الحرب.
هذا فعلاً ما حصل. بعد أيّام قليلة على انتهاء الحرب، نُقل الضبّاط الأربعة إلى المبنى الجديد الذي كان شبيهاً بما يحكى عن "غوانتنامو"، ولم يكن يشبه أي سجن موجود في الدولة اللبنانيّة. كانت المربّعات الحديدية تحيطه من كلّ جانب بما فيها السّقف. كانت الرقابة أكثر وضوابط الأمن أيضاً.
لم يكن الضباط الأربعة وحيدين في هذا "السّجن الأمني" والمؤلّف من جناحين، وإنّما أودع فيه لاحقاً ابن شقيق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الموقوف بتهمة تمويل الإرهاب، وبعض "الموقوفين الإسلاميين" الذين يحملون الجنسيّة السعوديّة.
محاولة نقل السيّد إلى هذا السّجن في حينه، استدعى تمرّداً منه تبعته مفاوضات أسفرت عن مجيء وسام الحسن إلى رومية، حيث عقد مع السيّد جلسة مطولة على مدى أربع ساعات كانت نتيجتها تقديم ضمانات بشأن "المواجهات" وتأمين الاتصالات الهاتفيّة ومعاملة عائلات الضبّاط الأربعة.
لينا فخر الدين | السفير
|