صعدة برس -متابعات - لا يهدد تنظيم "داعش" منطقة الشرق الأوسط فحسب. فبعد أن تغلغل في السنوات الأخيرة في الفلبين، ها هي إحدى جزر الكاريبي تتحول إلى معقل له.
مخاوف سلطات ترينيداد وتوباغو، الدولة المتكونة من جزيرتين واقعتين جنوب البحر الكاريبي، تسربت مؤخرا إلى الصحافة الأمريكية.
وقد خصصت صحيفة "The New York Times" في الأيام الماضية عدة مقالات للحديث عن الوضع في هذا البلد الكاريبي الصغير الواقع على بعد 11 كيلو مترا من فنزويلا.
وبحسب تصريحات لوزير الأمن الوطني في ترينيداد وتوباغو، فقد انضم إلى القتال في صفوف تنظيم "داعش" بالعراق وسوريا في السنوات القليلة الماضية أكثر من 125 شخصا من السكان المحليين. مع العلم أن عدد سكان الجزيرتين لا يتعدى مليون وثلاثمئة ألف نسمة.
ولإيضاح خطورة هذه الظاهرة في ترينيداد وتوباغو، نجد بالمقارنة أن الولايات المتحدة بعدد سكانها الـ 300 مليون شخص قد انضم منها إلى صفوف "داعش" فقط 250 شخصا، بحسب لجنة الأمن القومي في الكونغرس.
الصحيفة الأمريكية، تحدثت عن قلق المسؤولين الأمريكيين من ظهور بيئة حاضنة للمتطرفين بالقرب من الولايات المتحدة، وتخوفهم من احتمال أن يشن مقاتلو ترينيداد العائدون من الشرق الأوسط هجمات على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في هذا البلد، وعلى المنشآت النفطية، أو حتى أن يصلوا إلى ميامي التي لا تبعد عن ترينيداد بالطائرة أكثر من ثلاث ساعات ونصف.
ويدرس مسؤولون أمريكيون الوضع في ترينيداد مشبهين إياه بخط إمداد نفط ينقل باستمرار شبابا مسلمين إلى سوريا حيث يحملون السلاح في صفوف تنظيم "داعش".
وتتمثل فرادة الوضع في ترينيداد وتوباغو في أن نحو 40% من سكان هذا البلد يتكون من أحفاد العمالة الوافدة التي جلبها الاستعمار في ذلك الوقت من "الهند البريطانية"، التي تشمل في الوقت الحاضر الهند وباكستان وبنغلاديش، ونصيب المسلمين من إجمالي سكان الجزيرتين يقارب 6%. وعلى الرغم من قلة عددهم إلا أن نشاطهم مرتفع للغاية.
ويمكن الإشارة إلى أن هذا البلد الكاريبي الصغير كان شهد محاولة انقلاب العام 1990، نظمتها "جماعة المسلمين" بقيادة ياسين أبو بكر.
وقد تمكن 114 مقاتلا مسلحا ببنادق كلاشنكوف من السيطرة على مبنى البرلمان، واعتقال رئيس الوزراء والنواب وكوادر القناة التلفزيونية الحكومية ومحطتي راديو.
وعقب ذلك، أعلن ياسين أبوبكر على الهواء الإطاحة بالحكومة، إلا أن الجيش تصدى للانقلابيين الإسلاميين، وبعد ستة أيام من حصار المؤسسات التي كانت بأيديهم، استسلم مسلحو "جماعة المسلمين"، وقُتل في الاشتباكات العشرات، وألحقت بالعاصمة "بورت أوف سبين" أضرار مادية قدّرت بنحو 32 مليون دولار.
ومع ذلك لم تختف هذه الحركة الراديكالية، إذ لا يزال قائدها ياسين أبوبكر طليقا، وهو على صلات ببعض الدول التي تسيطر عليها أنظمة أصولية.
كما أن أجهزة الأمن الأمريكية قبضت العام 2007 على عضو في "جماعة المسلمين" داخل الأراضي الأمريكية كان يحضر لشن هجوم على مطار كينيدي الدولي، وقد حُكم عليه العام 2012 بالسجن مدى الحياة.
المصدر:life.ru-روسيا اليوم |