صعدة برس -متابعات - بقلم / احمد عبدالله الشاوش
بإحراف من نور سيذكر التاريخ ويسطر المؤرخون المنصفون سيرة الرجل النبيل والقائد الحكيم واليمني الاصيل علي عبدالله صالح الذي جاءت به " الاقدار" الى قمة هرم السلطة في اليمن عبر انتخابه من ممثلي الشعب اليمني " مجلس الشعب التأسيسي رئيساً للجمهورية العربية اليمنية يوم السابع عشر من يوليو 1978 م في ليل حالك السواد ملئ بالمخاطر والمؤامرات وحمى الانقلابات وفوضى التجاذبات والصراعات المحلية والاقليمية والدولية .
وبتفاؤل وطموح كبير وارادة حرة وايمان صادق وشجاعة نادرة خرج المارد اليمني من بين ملايين اليمنيين لإدارة سفينة " النجاة" والشروع في وضع مداميك ومعالم الدولة اليمنية الحديثة رغم العواصف العاتية للشقيقة الكبرى واستمرار الرقص مع ثعابينها " السامة" التي قتلت الكثير من الوطنيين الشرفاء وحولت اليمن الى قسم شرطة يديرها " الهديان" من داخل السفارة " السعودية " بصنعاء الذي اشرف على اغتيال حلم الدولة اليمنية الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي عبر بعض مرتزقة الرياض من المشائخ والعسكريين والسياسيين والمثقفين الذين شكلوا جبهة مرعبة ولوبي متوحش لؤاد أي تنمية او استقلال للقرار السياسي والسيادي في اليمن..
وبثقة كبيرة وإصرار عجيب استطاع الرئيس صالح من خلال خبرته وتنقله بمدن وقرى وجبال وسهول وجُزر ومواقع اليمن الاستراتيجية ومجالسته للعلماء وكافة الطيف السياسي واختلاطه بالأدباء والمثقفين والمشائخ والاعيان ، والمامه بالعادات والتقاليد والاعراف اليمنية ان يصقل ذاكرته القوية ويكتسب الكثير من المهارات التي صنعت له شخصية " كاريزمية" وثروة معرفية ساعدته على " فهم" الواقع وتطلعات الشعب اليمني وادارة شؤون الحياة بكل جدارة واقتدار ، ليمض في رسم معالم الطريق وملامح المستقبل المحفوف بالمخاطر وانتشال اليمنيين من التبعية والثالوث الرهيب والبدء بعملية بناء " الانسان " التي مثلت المفتاح الحقيقي لانطلاق المارد اليمني الذي أغضب المتربصين..
وكم هي كثيرة الانجازات والمشاريع العملاقة التي تحققت خلال عهد الرئيس علي عبدالله صالح والتي لا ينكرها إلا جاحد او مريض ، ولاتستطع غرابيل الحاقدين أن تحجب شمسها الساطعة رغم الفقر والمعاناة قياساً بدول الجوار التي تملك تريليونات الدولارات ، بعد ان انشأ مع بقية الوطنيين الشرفاء آلاف المدارس ومئات المعاهد وعشرات الجامعات ، والمستشفيات والمراكز الصحية والطرقات ومؤسسات الدولة وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات والسدود والصناعات وتشجيع القطاع الخاص وحركة الاعمار المطردة وبناء جيش وطني لحماية البلاد ومكتسباتها بالتزامن مع القفزة النوعية في مجال التعليم وتخريج آلاف الاطباء والمهندسين والمحاسبين والاقتصاديين والقانونيين والفنيين المبدعين في مؤسسات الداخل وأكبر الجامعات الشرقية والغربية وانخراطهم في سوق العمل المحلي والخارجي بدءاً من دول الخليج ومروراً بأوروبا وامريكا مكونين سمعة طيبة بعد ان دخلوا معترك مجالات الحياة ، في حين فشلت العديد من دول النفط الغنية في تحقيق الكثير من احلامها الوردية بعد ان تحولت الى دول مستهلّكة ومستّهلكة بفعل الصفقات المشبوهة و بناء القصور الفخمة والشاليهات المريبة والشركات المضروبة والجمعيات المشبوهة وتمويل التطرف والارهاب وتهريب الاموال وسياسة الافساد وانتشار المخدرات وتدمير الامن القومي العربي بعد ان جعلت عملية بناء " الانسان " السعودي والخليجي بشكل عام في آخر اهتماماتها.
وسيشهد التاريخ ان الرئيس علي عبدالله صالح أخمد الجبهات المستعرة في المناطق الوسطى والحروب مع جنوب اليمن وقضى على المؤامرات وقصقص أجنحة العملاء وأرسا دعائم الامن والاستقرار وأحدث نقلة نوعية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها بعد ان صهر الاحزاب اليمنية التي كانت تشتغل وراء الكواليس في مشروع وطني كبير مثل شمعة مضيئة في دروب الحرية ببوتقة الميثاق الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام وأطلاق العنان للديمقراطية والتعددية السياسية اليمنية التي كانت بمثابة ثورة زلزلت دول الخليج المستبدة وصعقت الكثير من الانظمة العربية الديكتاتورية في حين صارت محل اعجاب وحديث الغرب المنفتح.
ولذلك فإن المنصف يشهد محطات كثيرة وتحولات كبيرة ومتغيرات بلاحدود واكبت فترة الرئيس " الصالح " الذي مضى بشجاعة نادرة وعين ثاقبة وعقل رشيد في تحقيق احلام وطموحات الشعب اليمني وترجمتها قولاً وعملاً بتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م مع اخيه علي سالم البيض وكافة رجال الدولة اليمنية ليلتحم اليمنيين كالجسد الواحد في بناء اليمني الجديد رغم مؤامرات الجوار والعدو الصهيوني في زمن حرج يشهد العالم تفككه نتيجة للصراعات بي القطبين الروسي والامريكي وأدواتهم بالمنطقة ، ويواصل الرئيس صالح وقادة اليمن عملية البناء والتنمية في ظل قيم الديمقراطية ومناخات الحرية والتعايش السلمي والانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في سباق مع الزمن رغم العيون المريبة وحالات الترصد والترقب لكل الانجازات التي حيرت وارعبت دول الجوار رغم سلميتها وأهدافها النبيلة والمشروعة.
ومانزال وسنظل نستحضر انسانية وحكمة وتسامح الرئيس صالح بعد ان أصدر قراراً بعودة المعارضين اليمنيين والذين تم الاطاحة بهم وابعادهم قسراً للخارج قبل مجيء صالح الى السلطة وخروجهم الى القاهرة ودول أخرى بالعودة الى وطنهم والالتقاء باسرهم واصدقائهم وفي طليعتهم المشير عبدالله السلال والقاضي عبدالرحمن الارياني واحمد محمد نعمان والفريق حسن العمري وآخرين رغم المخاطر والتحذيرات منهم ، وكذلك العفو عن الجنود في أحداث معسكر عمران التي ارعبت العالم وأحداث الانفصال وغيرها من السيناريوهات المفتعلة للقضاء على وحدة الصف والوطن ومحاولة اغتيال الرئيس صالح والحكومة في مسجد دار الرئاسة وغيرها واثارة الفوضى عبر أدوات الداخل والخارج ولكن دون جدوى .
ورغم تلك العواصف والزلازل واصل الرئيس علي عبدالله صالح مسيرة البناء في كافة مجالات الحياة بعد ان صار عنواناً للتضحية والصمود والفداء ومؤمناً بالثوابت الوطنية رغم الدعايات والشائعات والحملات المغرضة بنغمة الستين مليار وايقاعات الحرس العائلي ، لتُثبت لنا الايام كم هي رخيصة كل تلك النُخب والأدوات الفاجرة والابواق المفلسة من الناصريين والاشتراكيين وجماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من الذين زايدوا حيناً من الدهر وباعوا في اول محطة شرفهم ومبادئهم وكوادرهم وشعوبهم للشيطان بعدان ارتموا في احضان الرجعية السعودية وسفارات واشنطن ولندن وباريس متدثرين بقناع الفضيلة الزائف
ليأتي الربيع العربي المعلب الذي ادارته غرفة واشنطن وتل ابيب ومولته دولة مملكة قطر المستبدة التي لا تؤمن بالديمقراطية والحرية وقيم العدالة لتدمر ما تبقى من الامن القومي العربي وهدم المنجزات ومحاولة الانتقام من الزعيم علي عبدالله صالح الذي لم يرضخ أو يضعف لحظة ما أمام الاغراءات واملاءات السفير الامريكي وملك السعودية وامير قطر وحكام الامارات لبناء القواعد الامريكية والصهيونية وبيع ميناء عدن وتأجير الجُزر والمواقع اليمنية الاستراتيجية كما بيعت تيران وصنافير وتأجير قاعدة العيديد و غيرها من الجزر في القرن الافريقي مقابل البقاء في كراسي الحكم وتبني مشاريع الهد تحت ايقاعات الفساد واسقاط الانظمة وتجنيد الشباب الذي يعاني من بعض المشاكل والمظالم واستغلال بعظهم الذي لا يدرك ما خلف السطور مكملاً لسيناريو حرب الخليج الاولى والثانية المرعبة ليكتشف المواطن اليمني والعربي الاستهداف الممنهج للجيوش والشعوب العربية التي أرعبت العدو الصهيوني وحجم المؤامرة الكبيرة والعمالة والدمار والدماء رغم المرونة التي ابداها الرئيس صالح في محاولة لحل الازمة اليمنية وتجنيب اليمن ويلات المخطط الاجرامي الذي يستهدف اليمن ارضاً وانساناً والتنازل عن الرئاسة وهو في قمة مجده وقوته عبر المبادرة الخليجية التي مهدت للحوار الوطني لكنها في حقيقة الامر مثلت قنابل موقوته قابلة للانفجار في أي وقت لاسيما بعد ان تحول الكثير من السياسيين الى موظفي " تحويلة " مع السفير الامريكي والسعودي والقطري لنسف أي مخرج يؤسس للسلام ، مما اضطر الشعب و الزعيم صالح الى التصدي لتلك المشاريع المشبوهة التي مارست فنون القتل والاغتيالات والاقصاءات والفجور وتحويل الجيش الى هيكل عظمي.
وعندما وعى الشعب حجم المؤامرة واللعبة القذرة للرئيس " هادي " وخطابه في عمران بعد دخول الحوثيين ومن ثم هروبه فيما بعد تعرت زمرة الخيانة والفجور أحمد بن مبارك مخبر واشنطن وفجور الزندني واليدومي وعلي محسن وانقلاب المخلافي وبن دغر عملاء " الرياض " وارتماء ياسين سعيد نعمان من اقصى اليسار الى اقصى للفوز بسفارة وهمية لدى أسياده في " لندن" وتبعية خالد بحاح للامارات " ، شنت السعودية عدوانها على اليمن بوحشية لا نظير لها في العالم واستهدفت كل شبر ولم تفرق بين مقاتل ومدني وطفل وأمراة ورئيس دولة وقيادي في حزب ومؤسسة مدنية وعسكرية ، وطريق ومستشفى وسوق ومصنع بل جعلتها كلها أهداف ملتهبة ، فألتف الشعب اليمني حول الرئيس علي عبدالله صالح واللجان الشعبية بعد ان صدم في قياداته المفلسة وتصححت الرؤية وعرف الشعب الخونة ولفاسدين وقادة الفنادق ونخب البارات ، ليصمد الشعب من جديد رغم المعاناة الكبيرة وانقطاع الرواتب والحصار الكبير في وجه محرقة التحالف بقيادة السعودية وصواريخ وقنابل وطائرات امريكا للسنة الثالثة على التوالي أمام الرأي العام العالمي الذي يشاهد على مدار الساعة الجرائم المروعة وزيف القيم الديمقراطية وعمالة المنظمات الدولية والانسانية والحقوقية وشراء المواقف والذمم الرخيصة التي تنكرت لكل المبادئ والقيم والقوانين الانسانية .
ورغم ذلك الصمود البطولي والتضحيات الجسيمة مازال وسيظل علي عبدالله صالح ان شاء الله وكافة الشرفاء من ابناء اليمن صمام أمان للحفاظ على سيادة واستقرار اليمن حتى يأذن الله بالنصر والدخول في حوار حقيقي مع العدوان السعودي الذي بدأ يلفظ أنفاسه بعد ان صدر فنون الأذى لكل جيرانه حتى تتم عملية " السلام" والبدء بعملية ترميم النفوس المريضة والتوجه الى اعادة بناء ما دمره العدوان والانطلاق نحو الافاق.. وان غداً لناظره قريب. |