صعدة برس-متابعات - تقرير بريطاني : قوات النخبة الامريكية تقود العمليات في اليمن قال تقرير غربي حديث إن حوالي 506 أشخاص قتلوا في اليمن بهجمات أمريكية تستهدف عناصر القاعدة، مشيرا إلى أن 104 منهم على الأقل من المدنيين. وتوصل بحث لمكتب الصحافة الاستقصائية، وهو مركز بحوث تابع لجامعة لندن سيتي في العاصمة البريطانية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية صعدت من هجماتها العسكرية في اليمن منفذة 20 غارة جوية بطائرات دون طيار منذ مايو العام الماضي (متوقعا أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 34 ضربة) ، بينها 9 هجمات منذ بداية العام الحالي 2012، و5 هجمات خلال شهر مارس الجاري. وقال البحث، الذي يأتي ضمن سلسلة أنشطة ينفذها مكتب الصحافة حول عمليات الجيش الأمريكي ضد القاعدة في مناطق مختلفة من العالم؛ قال إن تصعيد واشنطن لضرباتها في اليمن جعل من الأخيرة تتساوى مع باكستان التي نفذ الأمريكيون فيها خلال هذا العام 10 ضربات. وأوضح المكتب، في موقعه على الإنترنت، إن أبحاثه أثبتت مقتل ما لا يقل عن 516 شخصا في هجمات الطائرات الأمريكية في اليمن- يشتبه بأنهم في معظمهم أعضاء في تنظيم قاعدة جزيرة العرب، ومؤكدا أن ما لا يقل عن 104 بين هؤلاء لا علاقة لهم بالقاعدة. وذكر التقرير أن قوات النخبة في قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع هي من يتولى ما يصفه البنتاغون بـ"سحق القاعدة في جزيرة العرب"، وهي نفس الوحدات التي ألقت القبض على الرئيس العراقي صدام حسين، كما أنها نفس الوحدات التي قتلت أسامة بن لادن، وطبقا للتقرير فهي أيضا من قتلت وكيل محافظة مأرب جابر الشبواني بعملية جوية عن طريق الخطأ. وقال التقرير إن العمليات الجوية في اليمن توقفت لمدة عام بعد الخطأ الذي أدى لمقتل الشبواني وبسبب احتجاج القبائل، لكن "فوضى الربيع العربي" مطلع العام 2011 كما وصفها معدو التقرير جعلت الرئيس الأمريكي أوباما، مع جهاز المخابرات المركزية وقوات النخبة والقوات الجوية والبحرية، يقرر عودة العمليات و "خوض حرب غير معلن عنها تقريبا في اليمن". وبشأن الأسلحة التي تستخدمها القوات الأمريكية في اليمن، قال التقرير إن صواريخ كروز المحملة بالقنابل العنقودية هي أبرز هذه الأسلحة. وأشار التقرير إلى أن هذه الصواريخ هي التي صنعت مجزرة 11 ديسمبر 2009 في منطقة المعجلة بمحافظة أبين والتي راح ضحيتها حوالي خمسين شخصا، وقد ثبت أن 14 فقط منهم مشتبهين بالانتماء للقاعدة بينما البقية مدنيون. وقال التقرير إن 5 نساء حوامل و22 طفلا أصغرهم عمره عام واحد، و8 عائلات كاملة، كان ضمن حصيلة قتلى المجزرة التي لفت إلى أن لجنة برلمانية في اليمن حققت فيها لكنها لم تحمل مسئوليتها لا القوات الأمريكية ولا اليمنية. وبعد مرور سنتين، فإن الولايات المتحدة لا تؤكد أو تنفي ما إذا كان أي تحقيق في هذه المجزرة قد حدث، أو ما إذا كان قد تم دفع أي تعويضات لعائلات الضحايا. حيث أن وزارة الدفاع الأمريكية، والقيادة المركزية، ووزارة الخارجية ومجلس الشيوخ الأميركي (لجنة القوات المسلحة) رفضوا جميعا التعليق على هذه الأسئلة خلال الأسبوع الماضي، كما يذكر التقرير. في المقابل، فإن الأسر المتضررة من موجة من حوادث القتل التي يقوم بها جنود في أفغانستان، مثلا، تلقت مؤخرا 50 ألف دولار عن كل ضحية. وكشف عن برقية سرية وجهها الرئيس صالح إلى الأمريكيين يعبر فيها، بعد مجزرة المعجلة، عن أسفه لاستخدام القوات الأمريكية صواريخ كروز التي قال إنها "ليست دقيقة للغاية"، مقترحا بدلا عن ذلك استخدام "القنابل الموجهة" من الطائرات، وأضاف صالح مخاطبا الأمريكيين "سنواصل القول بأن هذه القنابل هي لنا وليست لكم" أي الادعاء بأن الحكومة اليمنية هي وراء هذه الضربات وليست قوات أمريكا. وأورد تقرير مكتب الصحافة الاستقصائية شهادات لخبراء قال إنها تدحض ادعاءات المسئولين اليمنيين عن وقوف القوات اليمنية خلف الضربات المتصاعدة هذه الأيام في اليمن، ويقول آلن وارنس كبير المحررين في دورية "آير فورس" إن قوات الجوية اليمنية غير قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة في الليل مثلا، مضيفا: "بالكاد لديهم طائرات تستطيع التحليق ليلا ولكن ليس تنفيذ ضربات، أعتقد أن الأمريكيين هم من يفعلون ذلك وليس اليمنيين". تستخدم أمريكا في ضرباتها صواريخ كروز والطائرات وطائرات بدون طيار وقوات البحرية، ويقول التقرير إن هذه العمليات تدار من قاعدة في جيبوتي وقاعدة "سرية" أخرى في دولة خليجية. وأشار إلى أن آخر عملية نفذتها المواجهات الأمريكية ويتنامى ضغط المنظمات المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضد البيت الأبيض والبنتاغون لإيقاف هذه العمليات التي تعد انتهاكا لحقوق الإنسان وللعدالة. - الاولى |