صعدة برس -وكالات - لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تحديد إن كانت العمليات المسلحة ضد أقلية الروهنيغا المسلمة في ميانمار تمثل إبادة جماعية أو تطهريًا عرقيًا أم لا، بحسب تصريحات لمسؤول في الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء.
ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية جرائم ومجازر وحشية بحق الروهنغيا في إقليم أراكان (غرب)، أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء 519 ألفًا من المسلمين إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
ورداً على سؤال صحفي بشأن إن كانت واشنطن تعتبر ما يحدث للروهينغا إبادة جماعية أو تطهير عرقي، أجاب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دبليو باتريك مورفي، بقوله إن "كافة الخيارات على الطاولة".
وتابع مورفي، خلال الموجز اليومي للوزارة، قائلًا: "لذا فنحن ندعم مهمة لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، لمعرفة الحقائق المتعلقة بالأمر".
ودعت لجنة تقصي حقائق، برئاسة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنوان، في تقرير، أغسطس/ آب الماضي، السلطات في ميانمار إلى معالجة القضايا المتعلقة بالهوية والمواطنة وحرية التنقل بالنسبة للروهنغيا، ومواجهة الأسباب الجذرية للعنف والحد من التوترات بين الطوائف.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن بلاده "لا تتجنب استخدام المصطلحات المناسبة"، وأنه توجد "مداولات لدراسة الوقائع ودعم مساعي الحصول على معلومات إضافية للتوصل إلى قرارات" بشأن اختيار المصطلح المناسب لما يحدث في ميانمار.
ومضى قائلًا إن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، "قال في تصريح له إن العديدين شخصوا أزمة الروهنغيا على أنها تطهير عرقي.. كما أن سفيرتنا بالأمم المتحدة (نيكي) هيلي قالت إن هذه الأفعال تبدو وحشية، وهي حملة مستمرة لتطهير ميانمار من أقلية عرقية".
وتابع مورفي أن واشنطن تؤيد ضرورة "تنفيذ ميانمار لتوصيات لجنة تقضي الحقائق، بقيادة كوفي عنان، للتعامل مع الأوضاع المتدهورة والمتعلقة بانعدام الخدمات والعدالة وحصول سكان ولاية راخين على الجنسية".
وبموجب قانون أقرته عام 1982، تعتبر ميانمار الروهينغيا "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش"، وتحرمهم من كافة حقوقهم، بينما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
وفي وقت سابق اليوم، قال مورفي، في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ (إحدى غرفتي الكونغرس): "في الوقت الحاضر، نعتبر أن هناك فظائع وعمليات تهجير جماعي وإخلاء للقرى، ما يسبب لنا قلقًا عظيمًا".
واستطرد: "ولذا فنحن نسعى إلى توفير جيمع سبل المساءلة، ومن الناحية النظرية فإن الاعتراف بوجود تطهير عرقي لن يضيف شيئًا إلى عزمنا تحقيق المساءلة الكاملة (للمسؤولين عن ما يحدث بحق الروهنغيا).
وأعلنت الخارجية الأمريكية، أمس، فرض عقوبات اقتصادية على قادة رفيعي المستوى حاليين وسابقين في جيش ميانمار يشاركون في أعمال العنف بحق الروهنغيا.
*/الأناضول
|