صعدة برس -متابعات - استقبل الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والاستجابة الطارئة مارك لوكوك والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا.
جرى خلال اللقاء الذي حضره الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي بصنعاء استيفن أندرسون ومدير مكتب الأوتشا في اليمن جورج خوري ، مناقشة جهود الأمم المتحدة في الجانب الإنساني والإغاثي باليمن وكذا الأعمال والأنشطة التي يقوم بها مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لمواجهة آثار الكارثة الإنسانية جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي والحصار الجائر منذ أكثر من عامين ونصف.
واستعرض اللقاء نتائج زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إلى محافظات الحديدة وحجة وعمران وغيرها من المناطق واطلاعه عن قرب على الأوضاع الإنسانية فيها و معاناة الشعب اليمني نتيجة تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء العدوان والحصار بالإضافة إلى أضرار العدوان في البنية التحتية والطرق والجسور وغيرها.
وفي اللقاء أعرب الرئيس الصماد عن سعادته بزيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأولى لليمن عقب تعيينه خلفا للسيد ستيفن أوبراين .. لافتا إلى أهمية هذه الزيارة والتي تعد بداية لمرحلة جديدة للأمم المتحدة في رفع الصوت إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار فاقم معاناة اليمنيين في مختلف الجوانب.
واعتبر زيارة المسؤول الأممي إلى اليمن خطوة مهمة ونقلة تسهم في تعزيز دور الأمم المتحدة في العمل الإنساني باليمن واستمرارا للجهود التي بذلها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السابق ستيفن أوبراين في هذا الجانب.
وعبر رئيس المجلس السياسي الأعلى عن الشكر والتقدير للأمم المتحدة ممثلة بوكيل الأمين العام للشئون الإنسانية وفريقه الذي تحمل معاناة السفر إلى محافظات الحديدة وحجة وعمران للإطلاع على حجم معاناة الشعب اليمني وآثار وتداعيات العدوان منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، رافقه حصار بري وبحري وجوي فضلا عن إغلاق المطارات والموانئ والمنافذ المختلفة.
وقال " إن الشعب اليمني يواجه صعوبات متعددة الأوجه جراء استمرار العدوان والحصار وسيطرة تحالف العدوان ومرتزقته على مناطق الثروة من الغاز والنفط التي تعد مصدراً أساسياً لأبناء الشعب اليمني في العيش والحياة فضلا عن أنها تشكل نحو 70 بالمائة من الدخل القومي لليمن ".
واستعرض الأخ صالح الصماد التصرفات التعسفية لتحالف العدوان ومرتزقته في السيطرة على المنافذ الحيوية والموانئ وغيرها بالإضافة إلى نقل البنك المركزي إلى عدن والذي أثر بشكل رئيسي على دخل كل فرد من أبناء الشعب اليمني، مما فاقم المعاناة الإنسانية".
وأشار إلى أن تحالف العدوان استهدف ميناء الحديدة الذي يمثل الشريان الوحيد للشعب اليمني وكذا قصف الرافعات والمعدات بالميناء فضلا عن إغلاق مطار صنعاء الدولي والذي ساهم في إيجاد مأساة إنسانية كارثية أخرى جراء تعثر كثير من المرضى من السفر إلى الخارج للعلاج ، مما أدى إلى وفاة أكثر من 13 ألف حالة حسب تقارير وزارة الصحة العامة، إلى جانب عرقلة وصول عشرات الآلاف من اليمنيين في الخارج والذين تقطعت بهم السبل .
وحث الرئيس الصماد الأمم المتحدة على الاستمرار في تبني مبادرات لتشغيل مصانع الإسمنت في باجل وغيرها من أجل عودة العاملين لوظائفهم وتخفيف معاناتهم الإنسانية .. مبينا أن دعم الأمم المتحدة في عودة تشغيل مصنع أسمنت عمران بصورة جزئية سيسهم في معالجة الأوضاع الإنسانية لآلاف الأسر .
وتطرق إلى ما يتعرض له عدد من المواطنين من مضايقات في المحافظات الجنوبية جراء الاعتقال من قبل العناصر المسلحة التابعة لتحالف العدوان، مما أدى إلى تضاعف الحالات الإنسانية و اضطرار كثير منهم للبقاء في صنعاء .
وأشار إلى الأعمال الوحشية التي تقوم بها عناصر القاعدة وداعش بدعم دول تحالف العدوان من ذبح وإعدام لأسرى الجيش واللجان الشعبية، ووضع عدد منهم في قوارب وتصفيتهم في البحر، بالإضافة إلى بيع بعضهم لدول التحالف للمقايضة بهم، دون أن يكون هناك صوت للمجتمع الدولي إزاء مثل هذه الحالات.
كما استعرض رئيس المجلس السياسي الأعلى الأوضاع الصحية المتردية وتوقف العملية التعليمية جراء استمرار العدوان والحصار ووباء الكوليرا الذي تزايدت حالات الإصابة به مؤخراً وكذا ما تعانيه المحافظات اليمنية من ظروف بالغة التعقيد في مختلف الجوانب وخاصة المحافظات التي أعلنها التحالف مناطق عمليات عسكرية بأكملها كصعدة وحجة ومعاناة المواطنين جراء الاستهداف المستمر والممنهج لطيران العدوان الذي طال كل مقومات الحياة فيها .
وعبر عن الثقة الكبيرة والأمل المعقود في الأمم المتحدة لنقل صوت اليمن ومعاناة 27 مليون من أبناء الشعب اليمني الذين يتعرضون يوميا لعدوان همجي وحصار غاشم .
وتناول الرئيس الصماد التصريحات الأخيرة لمحمد بن سلمان والتي تؤكد استمرار النظام السعودي في شن عدوانه على اليمن والسيطرة على ثرواته وموقعه الجغرافي والإستراتيجي وقطع كافة الحجج التي كانت السعودية تدعيها سابقا في دعمها للشرعية الزائفة.
وأكد أهمية استمرار التنسيق والتواصل مع الأمم المتحدة ومكاتبها في صنعاء ومعالجة بعض الإشكاليات التي تعترض سير العمل وحلها أولا بأول وتسهيل مهام عمل مكاتب الأمم المتحدة وكذا المنظمات الإنسانية للقيام بواجبها ومهامها الإنسانية في اليمن.
وجدد الرئيس الصماد الترحيب بأي مبادرات أو حوارات ومفاوضات تفضي إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار ومعاناة اليمنيين .. مقدرا جهود الأمم المتحدة وممثلو مكاتبها ودورهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية ومعاناة الشعب اليمني.
من جانبه عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن الشكر والتقدير لما حظي به والوفد المرافق له من تسهيلات وحرية التنقل بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
وقال " شاهدت معاناة مهولة في المستشفيات ومخيمات النازحين ونقاط توزيع المساعدات وميناء الحديدة وكل مكان زرته جراء النزاع الدائر والحصار المفروض على اليمن، وأنا متألم على معاناة اليمنيين وأوضاعهم الإنسانية".
وأكد لوكوك أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية وإنهاء الحرب لن يكون إلا سياسيا .. وأضاف " مسؤوليتنا في الأمم المتحدة شخصيا تتعلق بالعمل الإنساني والإغاثي، ولا يمكن لهذه الأعمال أن تحل المشكلة لكنها تخفف معاناة المجتمع في اليمن".
وأبدى الاستعداد بذل مزيد من الجهود في سبيل تجاوز التحديات التي تواجه أبناء الشعب اليمني .. مستعرضا بعض التحديات التي تواجه عمل الأمم المتحدة ومكاتبها وفرقها العاملة والتي تقف عائقا أمام تنفيذ الأعمال الإنسانية ووضع الخطط وبرامج الدعم المستقبلية.
وشدد على ضرورة تعزيز جوانب التنسيق وترجمتها على أرض الواقع بما يسهم في تعزيز الثقة والعمل بحيادية في تقديم المساعدات الإنسانية .
كما أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أن فتح مطار صنعاء الدولي خطوة محورية للأمم المتحدة ، لافتاً إلى أنه تبنى هذه المسألة منذ تعيينه في منصب وكيل الأمين العام وأثارها في اجتماع جمعية الأمم المتحدة وسيبذل كل ما يستطيع من أجل المناصرة لفتح المطار.
حضر اللقاء مديرة مكتب اليمن في نيويورك باولا أميرسون ومساعدة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة صوفي كارليسون ومنسق العلاقات والشؤون الإنسانية في اليمن الدكتور نجيب المنصور ورئيس المنظمات الدولية بوزارة الخارجية يحيى السياغي ورئيس الدائرة السياسية برئاسة الجمهورية سقاف السقاف ورئيس دائرة الإدارة المحلية قاسم الحوثي.
سبأ |