صعدة برس - *حميد الحجيلي
خلال الفترة الماضية لاحضنا ظهور أشخاص في العاصمه صنعاء يقومون بدور هيئة المعروف والنهي عن المنكر في الحدائق والكافيهات والجامعات والمطاعم وتبين أن هؤلاء يتبعون مؤسسات الدوله بشقيه المدني والأمني اخرها يوم امس الزميل المحامي عادل سنان ينشر على صفحته بالفيس بوك ان جندي يعمل في حديقه الزهرواي بصنعاء قام با اخذ تلفون الزوج والزوجه بحجه الاختلاط وهم بالاساس زوجين وطالب الزميل المحامي وزير الداخليه ومدير امن الأمانة بمحاسبه الجندي …. الخ .
الأمر الذي دفعني لكتابة هذا المقال :
أولا أن معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أوسع وأعمق من سطحية وهامشية مسائل الصغائر المرتبطة بالسلوكيات الشخصية للأفراد
وأن وظيفة الدولة تتحدد من خلال طبيعتها وحاجة الناس إليها أي أن الدولة أو السلطة عبر التاريخ لم يبتكرها الإنسان إلا لغاية الأمن في الحياة الدنيا، وليس لتدبير سبيل النجاة للإنسان من عذاب النار في الاخره .
كما أن المجتمع اليمني لايقبل ان يتسلط عليه أحد بالغلو في الدين وقمع الحريات الشخصيه لأنه بالأساس مجتمع متدين بطبعه ، لديه الحس التوازني الوسطي الذي يشكل رمانة الميزان
فلا تشدد ولا انحراف ناهيك أن هذه الممارسات نعتبرها بداية انهيار الوسطية لدى الدوله ، وظهور الدوله التى تحمل الفكر الديني المتشدد .
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل من أولويات الحكومه نشر الحجاب، الذي هو بالمناسبة غالب على المرأة اليمنيه بالأصل، ومنع الاختلاط بالكافية والمطاعم والحدائق وهذه الإمكان هي بالاساس ساحات اجتماعية عامة مفتوحة لكل الناس لأيجوز التعرض لأي شخص الا في حاله قيامه بتصرف يخل بالآداب العامة أو يخدش الحياء كما هو معروف ومقبول عند الجميع
أم الأولى على الحكومه البحث عن أولويات هي من صميم الشريعة حتى يحفظ الناس دينهم
كتشريع قانون حمايه التعليم وتجريم ظاهرة الغش في الامتحانات من اجل ضمان الجوده في مخرجات التعليم وتشريع قانون المسؤليه الطبيه من اجل انقاذ الناس من عبث الإهمال والأخطاء الطبية .
وإيجاد مساكن لمن يسكنون الشوارع، وايجاد غذاء للاسر المحتاجه خصوصا التى كانت تعتمد على الراتب الحكومي وإيجاد فرص عمل للعاطلين، و توفير دواء للمرضى الذين يموتون لعجزهم عن دفع أجرة التداوي، و القضاء على الفساد الإداري با اجهزه الدوله ، فهو أخطر آلاف المرات من فساد الأفراد في الشارع.
* محامي وناشط حقوقي يمني |