صعدة برس-متابعات - كشفت تقارير إعلامية عن حملات تجنيد تجري في اليمن لإرهابيين بغرض إرسالهم إلى سورية بـ«صورة سرية»، في تشابه مع حملات مشابهة نشطت أواسط الثمانينات وأوائل القرن الحالي لتجنيد يمنيين للذهاب إلى أفغانستان والعراق.
ونقل مراسل صحيفة «النهار» اللبنانية في العاصمة اليمنية: أن حملات التعبئة لما يسمى «الجهاد في سورية» جارية على قدم وساق في بعض المساجد اليمنية التي يؤمها سلفيون، مشيراً إلى أنها تذكّر بمكاتب ترحيل «المجاهدين» التي نشطت في أكثر المحافظات اليمنية الشمالية في عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي عندما كان اليمن مركزاً لتصدير «المجاهدين» إلى أفغانستان لـ«محاربة المد الشيوعي»، وهي الفترة التي فقد فيها اليمن الآلاف من شبابه الذين قضوا في محرقة الحرب الأفغانية.
وأضافت الصحيفة: إن هذه الحملات التي عادت بوتيرة عالية لم تختلف كثيراً عن حملات مشابهة استهدفت في وقت سابق ترحيل «المجاهدين» إلى العراق لقتال القوات الأميركية سوى أنها تجري هذه المرة بصورة سرية، أما الوجهة فإلى «أرض الجهاد سورية».
وتؤكد الصحيفة وجود «جيش من الدعاة السلفيين» ينشطون في التحريض ضد سورية، وذلك على الرغم من أن كثيراً من اليمنيين يجدون صعوبة في تقبل فكرة «الجهاد» في بلد مسلم.
وبينت الصحيفة، أن المتطوع ضمن ما وصفته بكتائب «المجاهدين» يخوض تجربة قاسية للغاية تقضي بأن ينضم إلى مجموعة من الدعاة والسير على الأقدام إلى مناطق بعيدة للدعوة والإرشاد، ومن بين هؤلاء يتم اختيار «المجاهدين».
وأوضحت، أن الداعية السلفي يحدد جملة من الشروط أهمها «الاستعانة في قضاء الحوائج بالكتمان حتى على الأم والأب والزوجة والأخ إلى حين الانتهاء من التدريب والالتحاق بكتائب «المجاهدين»، ويتعين قبل ذلك أن يكون المتطوع راغباً في «الشهادة» ولديه إيمان يقيني بأنه ذاهب لتلبية فريضة دينية وعليه أن يوصي وأن يكون على يقين بأنه لن يعود، وأضافت: «يتولى فريق من الدعاة تقويم المتطوعين وضمهم إلى جماعات صغيرة لتهيئتهم لمرحلة متقدمة قبل أن يرسل الشاب «المجاهد» منفرداً أو مع شخص واحد على الأكثر إلى دولة مجاورة لليمن أو دولة أوروبية ومنها إلى دولة مجاورة لسورية للتدريب قبل الالتحاق بإحدى كتائب المجاهدين».
وتفسر الصحيفة هذه النزعة بـ«الارتباط الوثيق بين الحركات السلفية ومراجعها الدينية في السعودية، فما يدور في اليمن ليس سوى صدى لما يحصل هناك. فخلال عقود ماضية تأسست في اليمن قواعد سياسية واجتماعية ودينية راسخة جعلت هذا البلد من أكثر المجتمعات الإسلامية إنتاجاً للمجاهدين».
واعتبر القيادي في حزب البعث في اليمن هشام عبد الكريم، أن هذه الحملات تخدم مصالح القاعدة في اليمن، وقال: «إن تصاعد حملات حشد «المجاهدين» عندما تترافق مع تزايد عديد مقاتلي القاعدة في محافظة أبين تتضح الصورة، فالحشود تجري في الواقع للقاعدة بذريعة «الجهاد» في سورية لتجنب أي اعتراض من السلطات اليمنية، فواشنطن ترغب في حشد الكثير من «المجاهدين» إلى سورية لكنها لا تعلم أن أكثر الحشود تذهب لدعم خلايا القاعدة».
وتؤكد سورية أنها تواجه مجموعات إرهابية مسلحة مطعمة بمقاتلين أجانب من تنظيم القاعدة، الذي دعا زعيمه أيمن الظواهري عناصر التنظيم إلى القتال في سورية لمساندة الثورة، على حد زعمه.
|