صعدة برس - أدى عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وأحمد غالب الرهوي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وقيادات عسكرية وأمنية صباح اليوم صلاة عيد الأضحى بالجامع الكبير بصنعاء.
وفي خطبتي العيد أكد العلامة حمدي بن يحيى زياد أهمية توحيد الصفوف وجمع الكلمة عملا بقوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗكَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ “.
وأشار إلى ضرورة المحافظة على التكبير عقب الصلوات والفرائض والسٌنن حتى رابع أيام العيد .. مبينا أن في هذا اليوم تٌسن الأضحية لكل مقتدر وميسور وذلك لمساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام .. وقال” إذا كان الإنسان مقتدرا ولدية مال وثروة فليبحث عن الفقراء ويعطيهم منها إقتداءً بالنصوص الشرعية النبوية”.
وأضاف” ينبغي لكل مضحي أن يواسي الفقراء والمساكين، ولقد أجمع علماء الأمة على وجوب إخراج لحوم الأضاحي ثلثا هدية والثلث الآخر صدقة والثلث المتبقي لأسرته” .. مبينا أنه يجوز للمؤمن أن يستأثر بالأضحية لوحده، لكن يأكل ويخرج منها ويهدي منها خاصة والناس يعيشون أوضاع صعبة “.
وأشار العلامة حمدي زياد إلى أن يوم عيد الأضحى يٌسن التصافح والتسامح والتزاور بين الأهل والأقارب والأرحام وكذا زيارة قبور الوالدين والعلماء والجرحى ورياض الشهداء الذين دافعوا عن اليمن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله .. لافتا إلى أهمية زيارة المرابطين في الجبهات بما يعزز من صمودهم ويرفع معنوياتهم لمواجهة أعداء الأمة.
وأكد أهمية تصحيح الثقافات والعادات السلبية في المناسبات وأن يتم مقابلة نعمة الله تعالى بالحمد والثناء والشكر، لا بالترف واللهو واللعب .. مشيرا إلى ضرورة أن تكون مثل هذه المناسبة مواسم للوحدة الإسلامية، وتحديد البوصلة نحو أعداء الله والتبرؤ منهم.
وتطرق إلى دروس التضحية والإخلاص من نبي الله إبراهيم وإسماعيل الخليل بامتثالهما لأوامر الله والتقرب إليه بولده كما أخبر بذلك القرآن الكريم” قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ؟ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”.
وعرج على فريضة الحج وأهدافها ومقاصدها .. وقال” الله تعالى أراد من الحج أن يوحد المسلمين ويجمع شملهم ومعرفة امتداد الأنبياء من آدم وإبراهيم وإسماعيل إلى المصطفى محمد سيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام، فلقد تعبدنا الله بطواف إبراهيم وسعي هاجر بين الصفا والمروة حتى قيام الساعة “.
وأضاف ” نحن في اليمن نحتاج إلى جمع الشمل أكثر وأكثر وتعزيز التماسك ورص الصفوف من أجل إقامة ديننا الذي هو عزتنا وكرامتنا وارتباطنا به سبحانه وتعالى ودنيانا التي تحتاج منا إلى بناء البلد ونهضته وتنميته اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعسكريا وعلميا.
وشدد العلامة خطيب العيد على أهمية تكامل الجهود لبناء دولة المؤسسات والتطوير في الأداء الوظيفي ومحاربة الفساد وحماية الوطن برا وبحرا وجوا.
وجدد الدعوة إلى استمرار تماسك اليمنيين وتعزيز وحدتهم لمواجهة قوى الاستكبار التي تريد النيل من اليمن وأمنه استقراره .. داعيا أبناء الشعب اليمني إلى النفير العام ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد وتعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماع .
وقال ” إن العدو في آخر محاولة له يريد فصل شمال اليمن عن جنوبه، لكنه سيفشل كما فشل في تحقيق أي انتصار لهم على الشعب اليمني منذ ما يقارب خمس سنوات “.
عقب ذلك قام عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وأحمد غالب الرهوي ومعهما رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل وعدد من الوزراء وقيادات الدولة بمصافحة جموع المصلين.
وتبادلوا معهم التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك .. سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على الشعب اليمني وقد تحقق له كل ما يصبوا إليه من رفعة وتقدم ونصر وتمكين. |