صعدة برس-متابعات - أسماء السياني
وُلدت فاطمة الزهراء بضعةُ محمد -صلوات الله عليها- مع ولادة الإسلام ، وشاء الله أن تكون آخر أولادة - صلوات الله عليه وآله- فمنذ نعومة أظافرها وهيَّ تواكب حركة أبيها الجهادية الإسلامية ، ولما خصها الله بمكانتها العالية والرفيعة في الدنيا والآخرة ، وفي قلب أبيها الذي يسبغ عليها من حُبه ويحنو عليها برأفته ، فتلك فاطمة الصبية توطدت فيها مفاهيم الجهاد ، وعظمته في النفوس، ومقامه في الإسلام بقولها ( والجهاد عزٌ للإسلام ) ما يبين قداسة مكانة الجهاد في روح فاطمة .
و فاطمة في في شبابها تزداد عفةً ، وإيماناً بالله ، وطلب رضاه ، فهيّ التي خُيرت بين ماشيةٍ وبين كلماتٍ حَمَلها إيها جبريل ، فأختارت كلمات جبريل على الماشية ، فحرصها على تغذية روحها الإيمانية آثَرهَا على الماديات ، ولعلمها أن ماعند الله أعظم وأدوم ، ولحفاظها على روحيتها الإيمانية والمجاهدة المخلصة ، ولا زالت الصديقة الطاهرة لا تتوانى عن جهاد الكلمة وقول الحق وإزهاق الباطل والدفاع عن الإسلام ، وعن خليفة الله بعد رسوله محمد -صلوات الله عليه وآله- فوقوفها في وجه السلطة الجديدة بشأن الإمامة، والتي أيضاً سلبتها إرثها من أبيها في فدك كان صارخاً على أحقيتها في إرث أبيها ، وصارخاً على موقفهم المخزي وخذلانهم لله ورسوله ، ففي خطبتها الكبرى أظهرت فصاحتها وبلاغتها ورصانة عقلها وشجاعتها كونها في موقف الحق ..
و من محطاتها الكثيرة في جهادها ،خروجها مع أبيها وزوجها في الغزوات والفتوحات و مشاركتها في مداواة الجرحى ، وإعداد الطعام للمجاهدين ومايحتاجونه من أقراص الخبز والشراب وإيصال المؤونه لهم ، و إعدادهم في أرض المعركة ، وأكبر آية لها تشهد على جهادها بأنها هي فاطمة المُجاهدة ، أم أبيها المُجاهد ، وزوجة سيد الُمجاهدين ، وأم المجاهدين الشهيدين سيديِّ شباب أهل الجنة ، وابنتها السيدة زينب الكبرى ، فالسلام على الكوثر الزهراء ورحمة الله وبركاتة.. |