صعدة برس - يروى أن سائق تاكسي كان عنده سيارة هي مصدر رزقه ولخوفه الشديد عليها كان يحرسها في الليل ولما تعب من العمل في النهار والحراسة بالليل اشترى له كلباً من بدوي في الصحراء حتى يحرس له سيارته .
في يوم من الايام قام الرجل وما وجد السيارة ، فذهب وبلّغ عنها ضابط الشرطة .
ضابط الشرطة خرج مع الرجل لمكان الواقعة ، ولمّا وصلوا منزل صاحب السيارة رأى الضابط كلباً .
دار بين الضابط والرجل هذا الحوار :
- الضابط : هذا الكلب كلبك ؟
- الرجل : نعم كلبي .
-الضابط : أنت ربيّته منذ صغره أم اشتريته وهو كبير ؟
- الرجل : اشتريته وهو كبير .
- الضابط : ممن اشتريتَه ؟
- الرجل : من بدوي يسكن في الصحراء في مكان كذا وكذا .
هز الضابط رأسه ، وعض على شفيته ، وقال للرجل : عيِّن خيرا إن شاء الله .
ذهب الضابطُ مسرعا الى بيت البدوي - قبل ان يتصرّف بالسيارة - وفعلا وجد السيارة عنده !
القى الضابط القبض على البدوي وأخذ منه السيارة .
اتصل الضابط بالرجل وأخبره أنه وجد سيارته عند البدوي الذي اشترى منه الكلب !
استغرب صاحب السيارة كيف وجد الضابط سيارته بهذه السرعة ؟!
قال الضابط : البدوي الذي باعك الكلب جاء وسرق سيارتك ، والكلب لم ينبح عليه لأنه هو من ربّاه ، لذلك بقي ولاؤه له ، وأعطاك الكلب انتماءه فقط ليقضي منك مصالحه الضرورية والمستعجلة .
الدرس المستفاد :
كثير من السياسيين في بلاد العرب حالهم كحال هذا الكلب .
فهم قد تربّوا عند اسيادهم ، علفوهم وسمّنوهم ، وحمّلوهم شهاداتهم وجنسياتِ بلادِهم ، وأرسلوهم إلينا يرفلون أثواب العزة الآثمة والكاذبة ، وولاؤهم لولي نعمتهم ، ودليل ولائهم لهم أنهم لا ينبحون عليهم ، ولا ولا يعصون لهم أمرا .
ورجعوا لبلادنا يزاودون علينا بمظاهرهم الخادعة ، وأشهروا انتماءهم لنا .
ودليل انتمائهم لنا سرقتهم إيّانا !
هذا هو الحال باختصار .
والله المستعان ؛
طابت أوقاتكم بكل خير |