صعدة برس - *ابن عدن-المنصور بالله
واجهت عدن وأبناؤها كارثة السيول وأضرارها المدمرة، أبنائها الذين ولدوا وترعرعوا على ترابها ومن عاشوا فيها واحبوها بصدق، أبنائها الذين يشكلون لوحة الفسيفساء الرائعة الجمال المختلفة الاطياف والألوان، المنحدرون اصلاً من مختلف بقاع العالم عامة ومناطق اليمن شماله وجنوبه خاصة، كعادتها عدن وابنائها يواجهون الصعاب والكوارث لوحدهم معتمدين على الله سبحانه وتعالى دون سواه.
وكعادتهم اللصوص والنهابة المتاجرين بآلام عدن وابنائها يتلاشون ويختفون وقت الشدائد وأثناء الكوارث الطبيعية والحروب، فلا تجد لهم أثر، الى ان يستقر الوضع وتنتهي الكارثة فيظهرون باطقمهم ومدرعاتهم ومرافقيهم للتصوير والمزايدة والارتزاق على حساب كارثة احلت بالمنطقة وأهلها.
اليوم اختفى المسؤولون المحليون وقادة الاحزاب والفصائل الثورية وثوار المليونيات والمايكرفونات، والقائد المناضل ابو فلان وابو علان، لكنا سنجدهم غداً يتزاحمون على الزيارات والتصوير والتصريحات والوعود الكاذبة.
هذه الكارثة المأساة اضافت الكثير الى سجل معاناة المواطن، فهناك من فقد شخص عزيز اغرقته السيول، ومن فقد سيارته او بيته، ومن سحب السيل عفش بيته او محله الذي جمعه خلال سنوات من عمره، وعلى الرغم من انها كارثة انسانية مؤلمة للمواطن المنكوب، الا انها فرحة لا توصف وفرصة من الفرص التي لا تعوض بالنسبة للصوص النهابة والمتاجرين باسم الوطن والمواطن، كيف لا وهي ستملئ جيوبهم وخزائنهم بالأموال التي ستصرف لمواجهة آثار الكارثة وتعويض المتضررين، تلك الاموال كسابقاتها ستسلك اقصر الطرق لجيوبهم وخزائنهم الخاصة.
للأسف ورث الوطن تركة مثقلة اثقلت كاهله وارهقته، سُلطة شرعية صورية لا تمتلك حق القرار، حبيسة جدران غرف فنادق الرياض لا تقوى على شيء عدا الأكل والنوم ولا تعرف عن الوطن الا بما يبث لها في غرف الفنادق من نشرات بعض القنوات الاخبارية المختارة لهم وكذلك بعض المواقع الالكترونية،
ومجلس انتقالي مناطقي من الدرجة الأولى، هو الآخر لا يمتلك قرار نفسه بل يسير بريموت من الامارات، وينطبق عليه المثل: "جبت الأعمى يونسنا فتح عيونه وفجعنا".
أما بقية الاحزاب والمكونات السياسية الأخرى فهم كـ" الدلالة" التي تجلب البضائع من عدة اماكن، وتبيعهم لزبائنها الخاصين، لفيف من الاهل والجيران من نفس "الحافة" او المنطقة التي تسكنها ولبعض الزبائن المحدودين من اماكن اخرى.
عدن منكوبة فعلاً بكارثة طبيعة، لكنها منكوبة أكثر بالمرتزقة الذين باعوها وباعوا الوطن كله. |