صعدة برس-متابعات - *عدنان علامه
أعلنت الأكاديمية السويدية الجمعة الماضي عن فوز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بجائزة نوبل للسلام لعام 2020. وفاز البرنامج الأممي بالجائزة المرموقة بفضل “جهوده لمحاربة الجوع ومساهمته في تحسين الظروف لإحلال السلام في المناطق التي تشهد نزاعات ولكونه محركاً للجهود المبذولة للحؤول دون إستخدام الجوع كسلاح حرب”
ويبدو أن التقارير الدقيقة عن برنامج الغذاء في اليمن لم تصل إلى الأكاديمية السويدية أو أن سوسة السياسة قد دخلت إليها فمنحت البرنامج جائزة نوبل لتلميع صورته الملطخة بالفساد والتآمر على الشعب اليمني، وعلى شعوب عدة في مناطق أخرى من العالم.
وقد أثبتت التجارب بأن برنامج الغذاء العالمي في اليمن هو الوجه الأكثر تآمراً وقبحاً من وجوه العدوان عن اليمن لأنه يستغل حاجات اكثر من 70% من سكان اليمن المدنيين؛ فيعطيهم المساعدات الغذائية الفاسدة والتي لا تصلح للإستهلاك البشري إلى جانب الأدوية المنتهية الصلاحية أو لا تتطابق مع المواصفات العالمية. وهذا ناجم عن الفساد المستشري في رأس الهرم الإداري في جمعية الأمم المتحدة حيث إزال الأمناء العامون المتعاقبون دول تحالف العدوان أكثر من مرة من لائحة العار. وينتقل الفساد إلى المنظمات والبرامج والمكاتب التابعة للأمم المتحدة. وساتحدث تحديداً عن برنامج الغذاء العالمي الذي نال جائزة لا يستحقها.
فبرنامج الغذاء العالمي يستلم المساعدات المالية من الدول المانحة. وبدلا من شراء محاصيل حديثة الإنتاج فإنه يساوم كبار التجار لمساعدتهم في التخلص من المحاصيل التالفةلديهم مقابل بدلات مالية عالية. فيصبحون كالمنشار في سرقة المساعدات من الدول المانحة ليوزعوها كرواتب ونفقات تشغيلية بمبالغ خيالية.
وسأقتبس فقرات من بيان وزارة الصحة في اليمن وعدةَ حالات من مصادرة المساعدات الفاسدة علي سبيل المثال لا الحصر. وقد نفذ البرنامج تهديده بتقليص المساعدات إذا تم إتلاف المواد الفاسدة.
واقتبس فقرتين من بيان وزارةَ الصحة حول الموضوع :- “ففي اليمن ارتفع عدد الأطفال ما دون الخامسة المصابين بسوء التغذية إلى أن وصل في مطلع 2020 إلى أكثر من 51% بواقع 2.8 مليون طفل من أصل 5.5 مليون طفل منهم 500 ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم؛ فيتوفى كل عشر دقايق طفل ، كما أنه إرتفع عدد النساء المصابات بسوء التغذية مليون ومائة ألف إمرأة حامل أو مرضع، وهذا يؤثر على مواليدهن. كل هذه الأرقام الصادرة من منظمات الأمم المتحدة حدثت أمام مرأى ومسمع من برنامج الغذاء العالمي والذي لم يقدم شيئا لهؤلاء. بل هو من استفاد من وضع اليمن المأساوي في زيادة رفع ما تجنيه من ثروات بإسم مساعدة اليمن” .
“إن اعطاء هذه المنظمة للجائزة الأولى عالميا مثير للسخرية في ظل فسادها في اليمن وايقافها للدعم منذ ابريل 2020 حتى يومنا هذا”.
ومن جانب آخر، فقد جرى إتلاف العديد من مساعدات برنامج الغذاء العالمي في العديد من المحافظات والمديريات. فبتاريخ 28 آب/اغسطس 2019 أتلفت مباحث الأموال العامة والمواصفات والمقاييس، اليوم الأربعاء، أكثر من 200 طن من المواد الغذائية الفاسدة التابعة لـ برنامج الغذاء العالمي بالعاصمة صنعاء.
وأوضح مدير التحقيقات بمباحث الأموال العامة العقيد ماجد ساري أن المواد الغذائية التي جرى إتلافها اليوم أدخلت بالمخالفة القانونية ولا تصلح حتى للحيوانات، موكدًا أنهُ سيتم محاسبة كل من شارك وثبت تواطؤه في إدخال هذه المواد الفاسدة بغية توزيعها للمواطنين.
ومن جهته أوضح رئيس الهيئة بأمانة العاصمة عبد الوهاب شرف الدين أن هذه المواد، دخلت اليمن مساعدات إغاثية وتم إتلافها كونها فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وقد أتلفت نيابة الأموال العامة ومكتب الصناعة والتجارة في محافظة شبوة بتاريخ 25 كانون الأول/ ديسمبر2019 كميات من المواد الغذائية والأدوية منتهية الصلاحية، مقدمة من برنامج الغذاء العالمي.
ووفقاً لمصادر محلية في شبوة، فقد تم ضبط المواد الغذائية والدوائية المنتهية الصلاحية من مخازن أدوية ومراكز صحية.
وقدرت الكمية التي تم إتلافها بـ”1500 كيس أرز، 1300 كيس قمح، 600 كرتون زيت، 800 كيس عدس” وجميعها من المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
وتوجه اتهامات كثيرة منذ نحو عام لبرنامج الغذاء العالمي، وعدد من المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، بأنها تقدم معونات غذائية ودوائية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وقد نقلت إحدى وكالات الأنباء التركية بتاریخ01 نيسان/ أبريل 2020 الخبر التالي :-
مساعدات غذائية فاسدة و”منتهية الصلاحية” تصل لليمن و”برنامج الأغذية العالمي” يهدد بتعليق المساعدات في حال تم إتلافها.
صنعاء-الأناضول- أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الأربعاء، أنها ضبطت 6 شاحنات تابعة لـ”برنامج الأغذية العالمي”، تحمل مساعدات “منتهية الصلاحية”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها علان فضائل، مدير عام فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في محافظة حجة شمالي غرب البلاد (يتبع الحوثيين)، بحسب ما نقله موقع “المسيرة نت” التابع للجماعة.
إن هذه الأعمال الموثقة والتي تثبت فساد برنامج الغذاء العالمي تتناقض مع السبب الرئيسي لمنحه الجائزة كما جاء في تعليل الأكاديمية السويدية:- وفاز البرنامج الأممي بالجائزة المرموقة بفضل “جهوده لمحاربة الجوع ومساهمته في تحسين الظروف لإحلال السلام في المناطق التي تشهد نزاعات ولكونه محركاً للجهود المبذولة للحؤول دون استخدام الجوع كسلاح حرب”.
فلا يزال الحصار مفروضاً على كافة الحدود والمنافذ والمعابر اليمنية ولا يزال الحصار مطبقاً في ميناء الحديدة حتى على السفن التي تحمل إجازات من الأمم المتحدة. وتعاني معظم محافظات اليمن الشمالي من نقص حاد في المشتقات النفطية والمواد الغذائية نتيجة للإحتجاز التعسفي والمزاجي لقوات تحالف العدوان للبواخر. وقد فاقت مدة إحتجاز عدة بواخر للمشتقات النفطية والمواد الغذائية الستة أشهر ولم يحرك برنامج الغذاء العالمي أو السيد غريفيث ساكناً أمام إستعمال التحالف الحصار كسلاح للحرب.
ولن نستغرب أن تمنح الأكاديمية السويدية العامَ المقبل الجائزة لترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان لدورهم المميز في “إرساء السلام” في العالم.
وإن غداً لناظره قريب
* المصدر : رأي اليوم |