صعدة برس-متابعات - كتب الصحافي والمعلق الإسرائيلي المعروف بن كاسبيت مقالة في موقع “المونيتور” الأميركي تناولت رحلته إلى مدينة دبي الإماراتية مع وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين وخبراء التكنولوجيا الفائقة والإنترنت الإسرائيليين ترأسه عضو الكنيست العمالي السابق إيريل مارغاليت.
مارغاليت، وهو رائد أعمال في التقنية العالية ورئيس صندوق استثماري يسمى Jerusalem Venture Partners. وقد تم استقباله في دبي بحماس، هو والرؤساء التنفيذيين الثلاثة عشر وغيرهم من رجال الأعمال البارزين الذين جلبهم معه.
وقال الكاتب إنه لم تكن هناك حاجة لمحادثات صغيرة لكسر الجليد فقد كان مارغاليت وأعضاء الوفد يقومون بأعمال تجارية في الإمارات منذ سنوات عدة، لكنهم ظلوا بعيدين عن الأنظار واستخدموا أغطية متنوعة. لقد انكشف الأمر الآن بشكل مفتوح جداً.
في 27 تشرين الأول / أكتوبر، التقى مرغليت بوزيرة الأمن الغذائي الإماراتية مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري. أحضر معه إلى الاجتماع مدير شركة إسرائيلية تقوم بتطوير الحمص الذي يحتوي على 70٪ من البروتين، ومدير شركة أخرى طورت جهاز استشعار يعمل على إطلاق إنذارات فورية ضد آفات النخيل بحيث تمكن من القضاء عليها قبل أن تتسبب في حدوث ضرر كبير.
وقال مارغالي لـ”المونيتور” إن الاجتماع كان “مثيراً للغاية وملهماً. وأبدت الوزيرة رغبتها في فعل أشياء عظيمة معنا. إنها مزيج من التواضع والقدرة والطموح. تعد الإمارات بوابة لأسواق يبلغ عدد سكانها 3 مليارات نسمة ولديهم تقليد من القدرة التجارية الهائلة. لقد صدمت عندما أدركت مدى إلمامها بما نقوم به في مراكزنا الإلكترونية في الجليل والقدس. هناك 35000 مزارع في الإمارات العربية المتحدة يمكن أن تكون لهم تكنولوجيا الغذاء هبة من السماء. ليس لدي شك في أننا سنفعل أشياء عظيمة معاً. لدينا الكثير للتعلّم منهم. الحكومة هنا جزء لا يتجزأ من ريادة الأعمال إلى درجة مكثفة”.
وقال كاسبيت إن “دبي تمتص ثمار السلام مع إسرائيل بعطش شديد. يسارع رجال الأعمال والمستثمرون وكبار المستويات في الاقتصاد الإماراتي إلى إقامة علاقات واعدة مع نظرائهم الإسرائيليين، والعكس صحيح”. وأضاف أن الزيارة التي استغرقت أربعة أيام لإمارة دبي هذا الأسبوع تكشف عن الإمكانات المكثفة التي تكمن في الخروج الأخير من العلاقات السرية بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة.
وأشار المحلل الإسرائيلي المطلع إلى أنه “في اجتماعات دبي، لم يذكر أحد المصلحة الإسرائيلية الإماراتية المشتركة في منع التوسع الإيراني، الأمر الذي يشكل مصدر قلق بالغ للدول العربية السنية”. وكشف أنه كان من بين أعضاء الوفد ديفيد ميدان، وهو مسؤول سابق كبير في جهاز الموساد الاستخباري الإسرائيلي تم اختياره لرئاسة الوكالة بعد تنحي زعيمها مئير داغان. وقال إن ميدان “يقوم بأعمال مرتبطة بالإنترنت في دول الخليج العربية منذ سنوات وهو واحد من الإسرائيليين المعروفين والمقبولين في المنطقة”.
كما ضم الوفد خبراء في الحرب الإلكترونية والأمن الإسرائيليين عقدوا اجتماعات مثيرة مع نظرائهم الإماراتيين. وقال أحدهم لـ”المونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته: “إنهم يعتمدون علينا في هذا المجال. تماماً مثل إسرائيل، تتعرض البلدان هنا لتهديدات إلكترونية من إيران وهي تعلم أن لدى إسرائيل مستوى مختلفاً من القدرات السيبرانية الهجومية والدفاعية. إنهم يريدون مساعدتنا في هذا المجال بأسرع ما يمكن”.
وقال مدير شركة إسرائيلية كبرى: “هو ليس اتجاه واحد. إنهم بحاجة إلينا بقدر ما نحتاجهم، هناك إلهام متبادل من دون التنازل النموذجي المؤسف من جانبنا [تجاه العرب]. دبي ليست إمارة صحراوية مهجورة متعطشة للتكنولوجيا الإسرائيلية”. وقال المدير بشرط عدم الكشف عن هويته “إنه مركز إقليمي مذهل للاستثمار والتكنولوجيا الفائقة والصناعة والمعرفة، ورافعة فريدة ومؤثرة للاستثمار، ويمكن أن تكون العلاقة بيننا وبينهم مضاعفة للأرباح لكلا الجانبين”.
وقال كاسبيت إنه خلال الزيارة، في 26 تشرين الأول / أكتوبر، قامت مجموعة من خمسة صحافيين إسرائيليين بزيارة أسواق الذهب والتوابل في وسط مدينة دبي. توقف أحدهم فجأة ووجه انتباه زملائه إلى حقيقة أنهم في دولة عربية، وفي سوق مزدحم، يتحدثون العبرية بصوت عالٍ من دون أن يحاولوا إخفاء هويتهم”.
وأضاف الكاتب: “لقد كان محقاً. قام الإسرائيليون بجولة في عدد غير قليل من الأسواق والدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن اللتين أقامتا سلاماً مع إسرائيل، ودول شمال إفريقيا، معظمها إلى المغرب، التي تسمح للسياح الإسرائيليين بزيارات محدودة، وتركيا (التي رغم أنها ليست عربية فهي دولة مسلمة مع نظام معاد لإسرائيل). لقد اعتادوا التحدث بهدوء، وإخفاء شعارات نجمة داوود تحت قمصانهم، والتقليل من شأن هويتهم الوطنية. أما في دبي، فالعكس هو الصحيح. يمكن للإسرائيليين أن يتصرفوا بصوت عالٍ معتاد، ويتجولون ورؤوسهم مرفوعة ويفخرون بأصولهم”.
وأوضح الكاتب أن المرحلة التالية في العلاقة سريعة الحركة بين “إسرائيل” والإمارات هي إطلاق رحلات يومية منتظمة من تل أبيب إلى دبي، والمتوقعة في غضون بضعة أشهر. وقال: “عندما يحدث ذلك، سيختبر الإماراتيون بالتأكيد ما يسمى بمعمودية النار، مع هجمة السياح الإسرائيليين.. فقد تضررت السياحة في الإمارات العربية المتحدة بشدة من جائحة فيروس كورونا وهي حريصة على الترحيب بالإسرائيليين المتعطشين للتسوق بعد شهور طويلة من التوقف في منازلهم”.
وأضاف أنه من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية إلى الإمارات للاحتفال بالإنجاز الدبلوماسي إلى أقصى حد. فقد أصدر نتنياهو تعليمات لوزراء حكومته بتجنب الزيارات إلى دبي حتى يتمكن هو نفسه من إجراء الرحلة التاريخية وقص الشريط.
وعلى عكس العديد من الأحداث الماضية، هذه المرة نال نتنياهو الفضل. صحيح أنه لم يكشف للجمهور أو لحكومته عن الضوء الأخضر الذي منحه للولايات المتحدة لبيع طائرات الشبح أف35 للإمارات في مقابل اتفاق السلام، وكتم دور أسلافه في إرساء البنية التحتية للعلاقات والزعم أنهم يتعاملون معه على أنه “سلام في مقابل سلام”، وعلى الرغم من حقيقة أنه اضطر إلى التخلي عن حلمه بضم الأراضي.
وختم بن كاسبيت بالقول “إنه مع ذلك اختراق تاريخي ومثير وملهم بما يكفي لتتويج إرث نتنياهو الإيجابي. لقد قيل ما يكفي (وربما سيقال) عن الجوانب السلبية لهذا الإرث”.
الميادين نت |