صعدة برس-متابعات - *العميد ناجي الزعبي
دفع نتنياهو بكل ثقله لدفع ترامب قبل مغادرته البيت الابيض لخوض معركة مواجهة شاملة لا يرغب احد ولا حتى نتنياهو نفسه بخوضها ضد ايران وسورية والمقاومة اللبنانية بقيامه بعمليات استفزاز ذات صدى اعلامي ومعنوي ونفسي لا يستهان به لسورية وايران واستطاع ان يشكل رأياً عاماً عربياً وربما دولياً ضاغطاً يطالب محور المقاومة برد مباشر بأي ثمن وتحت اي عنوان
لكن محور المقاومة استطاع بصبره ورؤيته الاستراتيجية استيعاب الاستفزازات والتمادي والعربدة الصهيونية ليس عن عجز واحجام عن الرد بل لاختيار التوقيت الذي قد يعجز به الرؤساء الاميركيين المتأهب للمغادرة والقادم للرئاسة ، ونتنياهو نفسه الذي بات بلا غطاء من ترامب على عكس ما توقع ، وتحت تأثير معارضة الداخل التي تزداد قوة وثقلاً من التصرف بحرية والقيام برد فعل فوري وخلط اوراق جميع الفرقاء وتركهم في حالة ترقب ويقين بان الرد قادم وفق توقيتات محور المقاومة لا وفق حسابات احد آخر ، وبات هرم اوراق لعب الشدة الذي بدى متماسكاً يكيل الضربات ذات الفرقعات الاعلامية ، يتهاوى بسبب حنكة المايسترو الذي يدير قطع احجار الشطرنج بمهارة لاعب متمرس يكيل الضربات في الجسد المعادي المترهل المتداعي والمتأهب للافول .
تمتلك ايران ترسانة اسلحة وتقنيات متطورة بالغة التأثير والخطورة ، كما تمتلك قوة بشرية هائلة مكونة من الحرس الثوري والجيش ، الايراني الذي يبلغ تعداده ٥٢٣ الف اضافة ل ٣٥٠ الف احتياط ، والباسيج ، اي الجيش الشعبي الذي يتراوح حجمه من خمسة الى عشرة ملايين عضو ، اضافة للشعب الايراني الذي يعتبر خزاناً وقوة بشرية مشحونة معيئة منظمة لا تنضب ذات تصميم وعزيمة وارادة وايمان مطلق ، وقيادة ذات موقف ثابت راسخ تحظى باجماع غير مسبوق .
صنع الحصار الاقتصادي والعسكري والسياسي من القوة الايرانية المعبئة والمنظمة دولة تعتمد على الذات وتجترح المعجزات وتعقد تحالفات استراتيجية مكنتها من عبور كل سنين الحصار ، والتفوق على الذات ، وامتلاك احدث نظم المعلومات والتقنيات ، والقدرة على خوض معارك السايبر ، واحداث تفوق مكنها من رصد طائرة التجسس الاميركية القلوبال هوك منذ اقلاعها هي والطائرة الاخرى التي تقل ٣٥ جندياً ، ومن توجيه انذار حاسم للطائرتين الاميركيتين ، فعادت طائرات الجنود ، وأُسقِطت طائرة التجسس التي تعتبر بنتاغون طائر وتحلق لارتفاعات وقدرات تتفادى بواسطتها اي استهداف من منظومات مقاومة الطائرات والظهور على شاشات الرادار ، كما اسقطت الطائرة التي تتمتع بتقنية عالية وتقل ضباط تجسس اميركيين في افغانستان باسلوب وقدرات تعجز طالبان عن امتلاكها .
كما استطاعت ان ترصد بقدراتها وتقنياتها قاعدة عين الاسد بدقة مكنتها من استهداف مدارج الطائرات وقصفها بالصواريخ الدقيقة التي اختزلت سلاح الدروع والمشاة والمدفعية والقوات الخاصة والمحمولة والمظليين ، واخراجها عن العمل متفادية مهاجع الجنود في ردة فعل اولية مباشرة على اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهم .
واستهدفت مصافي نفط ومنشآت ارامكو بالسعودية ( بخريص وبقيق ، وجدة ) بالطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة متخطية منظومات ثاد والباتريوت مسددة بذلك ضربة موجعة لصناعة الاسلحة والنفط والاقتصاد السعودي والاميركي.
تمكنت ايران من اختراق الحصار الاميركي في ذروة تصعيده وارسال سفن النفط لفنزويلا وسورية وتمرير السفن عبر مضيق هرمزوباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق والوصول الى فنزويلا التي تبعد بضع ساعات عن اميركا برغم وجود اكثر من خمسين قاعدة اميركية محيطة بايران وما يناهز ال ١٣٥ الف جندي وقاعدة العيديد والاسطول السابع ووجود العدو الصهيوني المعسكر الاميركي الامامي في المحيط الايراني ووجود السفن والبوارج والقطع البحرية الاميركية في محيط فنزويلا .
كما استطاعت ايران من تخصيب اليورانيوم وامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية وعقد اتفاقية خمسة زائد واحد الاي تعتبر خرق للحصار وكسر للارادة الاميركية والصهيونية ، وبسبب التصعيد الاميركي زادت ايران من تخصيب اليورانيوم واصبحت على مسافة قريبة من امتلاك القنبلة النووية .
استطاعت ايران في خطوة نوعية تعتبر منعطف في تاريخ الهيمنة الاميركية من السيطرة على مضيق هرمز ، وباب المندب ومنع العدو من صناعة البحر الاحمر بحيرة صهيونية ، واستطاعت بواسطة صواريخ المقاومة من حرمان العدو الصهيوني في اي وقت تشاء من العربدة بالبحر المتوسط ، واستطاعت مع سورية ، والمقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية بغزة والجيش واللجان الشعبية باليمن ايضاً من خلق محور للمقاومة وغرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة مدعوم من روسيا والصين وفنزويلا وكوريا الديمقراطية ، وتمكنت مع حلفائها من انهاء الهيمنة الاميركية واحادية القطب الاميركي .
تلقت ايران ضربات موجعة على مدار سنوات الحصار الاميركي الظالم الذي يستهدف حرمانها اسوة بباقي شعوب الارض من التقنية والبحث العلمي والنهوض والتنميةواستقلال القرار الاقتصادي والسياسي لتوفير الامن للعدو الصهيوني والحفاظ على الهيمنة الاميركية وسرقة وافقار شعوب الوطن العربي والشرق كله ، وكان اغتيال قاسمي سليماني بمثابة زلزال عسكري ، كما كان اغتيال محسن زادة بمثابة زالزال تقني مس بهيبة الدولة الايرانية ، وقد اصبحت سياسة الاغتيالات والتدمير والتفجيرات عن بعد وبواسطة العملاء وتفجير الساحات الداخلية واشعال الفتن والمؤامرات نمط الحروب الجديدة وسمة العدوان في ظل عجز واضع عن المواجهة العسكرية .
وبالتالي وبسبب المعركة المفروضة وحماية للكرامة الوطنية فمن المحتم ان ترد ايران التي تمتلك حلفاء واذرع متمرسة ممتدة من اليمن للعراق لسورية ولبنان وغزة بشكل حازم حاسم رادع وموجع ، وستغير وجه المنطقة والاقليم وستكون الكلمة الاعلى لاصحاب خيار الرد من جماهير الشعب الايراني والجيش والحرس الثوري والخامنئي قائد الثورة .الامر الذي سيعجل في تنفيذ توجيهه السابق لكنس الوجود الاميركي من غرب آسيا . |