صعدة برس - وكالات - قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تجسست على الشيخة موزة المسند والدة أمير قطر، وأفراد العائلة المالكة القطرية، واخترقت بريدهم الإلكتروني كما اخترقت الشبكة القطرية برمتها.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، إن الولايات المتحدة مازالت تجري تحقيقًا في الاختراق الاماراتي للشبكة القطرية ودور الاميركيين فيه وتأثير ذلك على الاطلاع على مراسلات إلكترونية لمسؤولين أميركيين من بينهم ميشيل أوباما زوجة رئيس الولايات المتحدة الأسبق باراك أوباما.
وساقت “نيويورك تايمز” في تقريرها، معلومات أجابت من خلالها عن سؤال: كيف خسرت الولايات المتحدة أمام القراصنة الإلكترونيين؟.
وتكفل عضو سابق في شبكة التجسس الإلكترونية، بالإجابة على سؤال “نيويورك تايمز”، قائلاً إنه جرى تضليله وغيره بعروض مالية مضاعفة تحت غطاء “العمل لحكومة حليفة لواشنطن”، مضيفا “انسحبنا بعد وصول القرصنة لكشف مراسلات بين ميشيل أوباما والشيخة موزا”.
تقول الصحيفة، إذا كان هناك أي مؤشر على أن الولايات المتحدة تفقد السيطرة على حرب المعلومات وعلى من يخوض تلك الحرب من مواطنيها، فقد كانت تلك هي اللحظة التي رأى فيها أحد المقاولين الأمريكيين الشباب رسائل البريد الإلكتروني للسيدة الأولى ميشيل أوباما تظهر على شاشته.
وقال ديفيد إيفيندين، المحلل السابق بوكالة الأمن القومي، للصحيفة، إنه تساءل لأشهر عدة عما كان يفعله في أبوظبي، هو وعشرين آخرين من المحللين والمقاولين في وكالة المخابرات الوطنية، الذين تم استدراجهم إلى الإمارات من قبل متعهد من واشنطن مع عروض لمضاعفة رواتبهم إلى أربع مرات، ومع وعود بنمط حياة معفي من الضرائب في إحدى دول الخليج الفاخرة.
وأفاد ايفيندين أنه قيل لهم إن العمل سيكون هو نفسه كما كان في الوكالة لكن نيابة عن حليف مقرب فقط وكان كل ذلك امتدادات طبيعياً لحرب أمريكا على الإرهاب.
وسرعان ما تم تكليفه بمشروع جديد، هو إثبات أن قطر، وهي جارة الإمارات، كانت تمول جماعة الإخوان المسلمين، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك، كما قال السيد إيفيندين لرؤسائه، هي اختراق قطر، وقد قالوا له:” نفذ المهمة”.
ولم يمضي وقت طويل حتى انخرط فريق ايفيندين في “CyberPoint”إلا ووجد نفسه يخترق جميع أعداء الإماراتيين الحقيقيين والمتصورين في جميع أنحاء العالم: مسؤولو كرة القدم في الفيفا، ونقاد النظام الحاكم على تويتر، وكذلك أفراد العائلة المالكة القطرية بشكل خاص.
لقد أرادوا أن يعرفوا إلى أين كانوا يسافرون، ومن سيجتمعون، وماذا كانوا يقولون، وقيل لإيفيندن إن هذا كان أيضاً جزءاً من المهمة.
تضيف الصحيفة” في الحرب على الإرهاب وسوق الأسلحة السيبرانية، يمكنك تبرير أي شيء تقريباً”.
ويشير ايفيندين إلى أن جميع التبريرات استنفدت في اليوم الذي ظهرت فيه رسائل البريد الإلكتروني من السيدة الأولى للولايات المتحدة على شاشته.
ويتابع” في أواخر عام 2015، كان فريق ميشيل أوباما يضع اللمسات الأخيرة على رحلة إلى الشرق الأوسط، وكانت الشيخة موزا بنت ناصر قد دعت السيدة أوباما للتحدث في قمتها التعليمية السنوية في الدوحة، حيث ستروج السيدة الأولى لمبادرتها(دع الفتيات تتعلمن)، وكانت السيدة أوباما وفريقها على تواصل دائم مع الشيخة موزة، وكل رسالة بريد إلكتروني بين السيدة الأولى وصاحبة السمو الملكي، وموظفيهم – كل رأي شخصي، وحجز، وتغيير خط سير الرحلة وتفاصيل أمنية – كانت تصل إلى اعضاء وكالة الأمن القومي السابقين على أجهزة كمبيوتر في أبوظبي”.
ويؤكد:” كانت تلك هي اللحظة التي قلت فيها لا ينبغي أن نفعل هذا، لا ينبغي أن نستهدف هؤلاء الناس”.
سرعان ما كان السيد إيفيندين وعائلته على متن رحلة العودة إلى الولايات المتحدة، هو وعدد قليل من زملائه الذين انضموا إليه أبلغوا مكتب التحقيقات الفيدرالي بما كان يجري.
لاستباق أي تداعيات كشف بعض الموظفين دورهم لرويترز ولم يتم الإبلاغ مطلقاً عن اختراق رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها الشيخة موزا مع السيدة أوباما.
لم يمض وقت طويل بعد عودة السيد ايفيندين إلى الولايات المتحدة، حتى بدأ في الرد على المكالمات ورسائل لينكدين من رفاقه القدامى في وكالة الأمن القومي، الذين لا يزالون في الخدمة، والذين حصلوا على “عرض عمل رائع حقاً” من أبو ظبي وأرادوا نصيحته.
بحلول عام 2020، أصبحت المكالمات كثيرة.
قال متوسلاً:” لا تذهبوا، هذا ليس العمل الذي تعتقدون أنكم ستقومون به”.
قد تعتقد أن ايفيندين وطنياً الآن، لكنه أراد تحذيرهم، ولكن في يوم من الأيام قريباً قد تستيقظ أيضاً وتجد أنك مجرد مرتزق آخر في سباق تسلح عبر الإنترنت يذهب في الاتجاه الخطأ.
وكانت الـ” نيويورك تايمز” كشفت في 31 أغسطس 2018، وثائق سرية حول استخدام الإمارات لتكنولوجيا إسرائيلية في التجسس على أمير قطر وسياسيين نافذين في الخليج والشرق الأوسط والعالم منذ عام 2014.
ويتعلق الأمر بشركة NSO Group الإسرائيلية المتخصصة بأمن المعلومات ومقرها مدينة هرتسليا والتي تقع اليوم في قلب دعوى قضائية مزدوجة تتهمها بالمشاركة في عمليات تجسس غير قانوني لصالح حكام الإمارات بعد أن تم تسريب رسائل بريد إلكتروني قدمت للقضاء في كل من إسرائيل وقبرص الخميس 30 آب/أغسطس 2018.
يأتي ذلك، بعد نحو شهر من إعلان الإمارات إعادة فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر.
وقال خالد عبدالله بالهول وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات أن بلاده ستبدأ بإنهاء كافة الإجراءات المتخذة تجاه دولة قطر بموجب البيان الصادر في 5 يونيو 2017، عقب توقيع “بيان العُلا” المتضمن اتفاق التضامن الدائم.
وأشار إلى أن دولة الإمارات ستعمل مع دولة قطر على إنهاء كافة المسائل العالقة الأخرى من خلال المحادثات الثنائية.
لكن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، استبعد إمكانية استعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وقطر بشكل كامل في القريب المنظور، “خاصة مع بقاء الكثير من الخلافات في قضايا جيوسياسية”.
ومطلع يناير الجاري، تم التوقيع في القمة الـ41 لدول مجلس التعاون الخليجي بمحافظة العلا السعودية، على المصالحة الخليجية بين دولة قطر والسعودية والإمارات وقطر وجمهورية مصر. |