|
|
|
صعدة برس - وكالات - تقدمت الدبابات الروسية نحو الحدود الأفغانية الطاجيكية مؤخراً في موقف يذكر بتاريخ مرير من التورط الروسي في أفغانستان، اللافت أن هذا جرى بينما كان مسؤول روسي يتحدث بإيجابية عن رغبة طالبان في السلام.
كان التناقض بين التحركات على الأرض والكلام الدبلوماسي المتفائل، كاشفاً عن المأزق الروسي، صعود طالبان أمر مقلق لموسكو بشدة ويشكل مأزقاً حقيقياً، فالكرملين يريد تأمين خاصرته الرخوة في آسيا الوسطى دون أن يكرر التورط الروسي في أفغانستان.
مناورات روسية قرب الحدود الأفغانية
ذكرت المنطقة العسكرية المركزية الروسية، الثلاثاء 20 يوليو/تموز، أن الدبابات الروسية المتمركزة في طاجيكستان انتقلت إلى موقع تدريب خرب-ميدون بالقرب من الحدود الأفغانية كجزء من التدريبات العسكرية المشتركة بين روسيا وطاجيكستان.
وقامت أطقم الدبابات الروسية من القاعدة العسكرية رقم 201 المتمركزة في طاجيكستان بمسيرة بطول 200 كيلومتر [124 ميلأً] من ساحة تدريب لايور إلى منطقة تدريب خرب-ميدون على الحدود مع أفغانستان.
خلال المسيرة، عملت أطقم دبابات T-72 على توفير حماية قتالية لقوافل المركبات العسكرية، وتحركت عبر المواقع المهددة في المنطقة، وتدربت على صد هجمات مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو، حسب القيادة الروسية.
ويبدو أن موسكو تحاول تنويع أدواتها في أفغانستان بين الأساليب الناعمة والخشنة أو ما يعرف بسياسة العصا والجزرة.
ففي اليوم ذاته التي بدأت فيها هذه التحركات العسكرية، قال الموفد الروسي إلى أفغانستان زامير كوبولوف، إن قادة حركة طالبان التي تشن هجوماً واسعاً مع بلوغ انسحاب القوات الأجنبية من البلاد مراحله الأخيرة، مستعدون للتوصل إلى تسوية بعد 20 عاماً من القتال.
وأضاف خلال مؤتمر تم بثّه عبر الإنترنت: “أشعر وأرى، لا من خلال المواقف فحسب بل أيضاً عبر النوايا التي يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، إنهم مستعدون لتسوية سياسية، ولكن من وجهة نظرهم، يجب تقديم التسوية السياسية بكرامة”.
وتابع قائلاً: “بعد عشرين عاماً، سئم الجزء الأكبر من قادة (طالبان) بالطبع من الحرب، وهم يدركون أنه من الضروري البحث عن حلول سياسية للخروج من الجمود الراهن”. لكنّه شدّد في الوقت نفسه على أن مقاتلي طالبان الأصغر سناً والأكثر “تطرّفاً” هم أقل استعداداً لوقف القتال.
وتحدث كوبولوف عن “جيل ثالث أو حتى رابع من المقاتلين الشغوفين الذين ما زالوا يتمتعون بقدر كبير من الحماسة وممن لم يختبروا العيش أبداً في أفغانستان حرّة وغير محتلة”.
وجاءت تصريحات الموفد الروسي بعد جولة تفاوض بين ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية استضافتها العاصمة القطرية الدوحة من دون أن تحرز أي تقدّم. وانتهت بتأكيد الطرفين على أهمية إيجاد “حل عادل”.
وشنّت طالبان هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية أوائل مايو/أيار 2021، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية آب/أغسطس. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليدية في الجنوب، مقابل مقاومة خجولة من القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الغطاء الجوي الأمريكي ولا تسيطر إلا على محاور رئيسية وعواصم الولايات.
إلا أن موفد الكرملين قال إن “طالبان ليست بعد في وضع يسمح لها بالاستيلاء على المراكز الرئيسية للولايات”.
وأضاف: “لا أستبعد أنهم قد يتمكنون في القريب العاجل من أخذ اثنين أو ثلاثة (من هذه) المراكز. لكن ليس لديهم القوة الكافية للسيطرة، وخصوصاً الاحتفاظ لوقت طويل بالولايات الكبيرة”.
وقبل ذلك، زار وفد من طالبان روسيا رغم أنها ما زالت تصنف كحركة إرهابية، من قبل موسكو.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن حركة “طالبان” تعهدت خلال مشاورات موسكو بعدم خرق حدود دول آسيا الوسطى ومكافحة تهديد تنظيم “داعش”.
وأفادت الوزارة، في بيان، بأن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان، ضمير كابولوف، أجرى مشاورات مع وفد من المكتب السياسي لحركة “طالبان”، حيث تم “بحث تطورات الأوضاع في جمهورية أفغانستان وآفاق إطلاق مفاوضات بين الأطراف الأفغانية”.
التورط الروسي في أفغانستان
وأعرب الجانب الروسي “عن قلقه من تصاعد التوتر في المناطق الشمالية بأفغانستان، ودعا إلى منع انتشاره إلى خارج البلاد”.
وقالت الخارجية الروسية إنه “تم الحصول من طالبان على تأكيدات بعدم خرق الحركة حدود دول آسيا الوسطى، وكذلك ضمانات لأمن البعثات الدبلوماسية والقنصلية للدول الأجنبية في أفغانستان”.
ودافعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن اتصالات موسكو مع حركة “طالبان”، معتبرة أنها تعني تحويل قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الحوار الأفغاني الأفغاني إلى واقع.
وأكدت زاخاروفا كون حركة “طالبان” منظمة محظورة في روسيا وتمسك موسكو بمحاربة الإرهاب ورفضها أي أنشطة إرهابية، “بما فيها أنشطة حركة طالبان”.
مع ذلك فقد أشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن للحركة المذكورة صفة واحدة مهمة وهي أن “طالبان” تعد جزءاً من الحوار الأفغاني الأفغاني، الذي دعا مجلس الأمن الدولي، في عام 2020، جميع بلدان العالم إلى تشجيعه.
طاجيكستان تطلب المساعدة
وتأتي زيارة وفد “طالبان” إلى موسكو على خلفية مفاوضات بين “طالبان” والحكومة الأفغانية في طهران وبعد يوم من طلب طاجيكستان المساعدة من دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في تأمين حدودها مع أفغانستان في ظل مواصلة “طالبان” تقدمها في البلاد بالتزامن مع انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان.
وإلى جانب الغزل الروسي تجاه طالبان، فإن موسكو لوّحت بأوراقها الخشنة، في توجه أثار تساؤلات حول احتمالات تجدد التورط الروسي في أفغانستان، والذي وصل لذورته في الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979.
ففي مطلع شهر يوليو/تموز 2021، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستدرس على الفور أي هجوم على طاجيكستان انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.
أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي هم: أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان.
وقد زار ممثلو منظمة معاهدة الأمن الجماعي الحدود الطاجيكية الأفغانية، حسبما قال لافروف.
وأضاف أن تنظيم داعش الإرهابي يعزز وجوده في الأجزاء الشمالية من أفغانستان، بالقرب من الحدود مع حلفاء روسيا.
في وقت سابق، أجرت روسيا مشاورات داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي لحماية شركائها في آسيا الوسطى من التهديد الإرهابي القادم من أفغانستان.
وقال: “بالطبع نحاول إقناع القوى السياسية بالتوقف عن التباطؤ في عملية المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية”.
وأضاف لافروف: “إننا نقوم بذلك كجزء من ما يسمى الترويكا الموسعة – روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وباكستان”.
من ناحية أخرى، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستانيسلاف زاس، أثناء مخاطبته الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في دوشانبي، إنه من غير المحتمل حل الوضع في أفغانستان ومناطق آسيا الوسطى المجاورة في أي وقت قريب.
وقال زاس: “لا يزال الإرهاب والاتجار بالمخدرات يمثلان مشكلة حادة في منطقة آسيا الوسطى، التي تضم نصف الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. لذلك، تؤثر العمليات الجارية في أفغانستان على الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، لذلك تراقب المنظمة الوضع عن كثب”.
وقال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن منظمة إرهابية محظورة في روسيا [في إشارة إلى طالبان] وغيرها من الجماعات المتطرفة تعزز مواقفها.
وأشار زاس إلى أن تعزيز الحدود الطاجيكية الأفغانية، وفقاً للبرنامج الحكومي الدولي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، يكتسب أهمية استثنائية الآن.
لماذا تقلق روسيا من طالبان؟
تعتبر روسيا منطقة آسيا الوسطى حديقتها الخلفية، فبينما فقدت نفوذها في كل مناطق الكتلة الشرقية الشيوعية وأغلب مناطق الاتحاد السوفييتي المنحل، فإن آسيا الوسطى هي المنطقة التي يبدو فيها نفوذ موسكو راسخاً.
وفي الوقت ذاته، فإن دول آسيا الوسطى هي الأضعف عسكرياً واقتصادياً من بين كل جيران أفغانستان، وهي دول فقيرة ومستبدة تحكمها أنظمة من بقايا الشيوعية، تتسم بالقلق من التوجهات الإسلامية المعتدلة والمتشددة على السواء.
وصعود الحركات الإسلامية سواء معتدلة أو متطرفة لا يمثل تهديداً لأنظمة آسيا الوسطى التابعة لموسكو فحسب، بل أيضاً يمثل خطراً على روسيا نفسها التي تضم نحو 15 مليون مسلم يمثلون أغلبية في أقاليم وجمهوريات روسية عدة، وقامت في الشيشان حرب من أجل استقلال ذات توجهات قومية إسلامية ثم تحول فصيل من المقاتلين الشيشانيين إلى تنفيذ عمليات إرهابية في قلب روسيا.
ما يجعل وضع دول آسيا الوسطى هشاً أمام أي تطورات في أفغانستان، أن بعض هذه الدول تركيباتها العرقية امتداد لعرقيات أفغانستان، فنحو 22% من سكان أفغانستان من الطاجيك، و9% من الأوزبك، و3% من التركمان، ما يجعل أي تطورات في أفغانستان تؤثر على هذه البلدان التي كانت تاريخياً على علاقة وثيقة مع العالم الإسلامي عبر إيران وأفغانستان، لكن انقطعت هذه الصلة بعد احتلال الروس لهذه البلاد في القرن التاسع عشر.
وحين انهار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ظهر من حطامه 15 بلداً. وفي وسط سلسلة من الأزمات العالمية التي انشغلت بها واشنطن في التسعينيات، من رواندا إلى البلقان، لم ترتقِ دول آسيا الوسطى المستقلة حديثاً قط في قائمة اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية، واستمر النظر إليها، إلى حدٍّ كبير، من خلال السياق الأوسع نطاقاً للعلاقات مع روسيا.
وكان لافتاً أنه بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فإن طالبان تقدمت في الشمال والغرب الأفغانيين، وهي مناطق متاخمة لدول آسيا الوسطى وإيران، وهي لا تعتبر تقليدياً مناطق نفوذ التقليدية، إذ يسكنها أقليات من الطاجيك والهزارة، بينما معاقل طالبان في مناطق البوشتون أكبر قوميات البلاد.
وكان تقدماً طالبان لافتاً، وصادماً على الحدود مع طاجيكستان، حيث سيطرت على نحو 70% من الحدود مع هذه الدول، بعد أن هرب أكثر من ألفين من أفراد القوات الحكومية الأفغانية إلى طاجيكستان.
وجَّه رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن، وزيرَ الدفاع شير علي ميرزا مؤخراً، باستنفار 20 ألف عسكري لتعزيز حدود البلاد مع أفغانستان، حسبما أفادت الرئاسة الطاجيكية.
وتمتلك طاجيكستان قوة جوية صغيرةً قوامها 25 طائرة حربية، منها 20 مروحية، وتتكون القوات البرية لجيش طاجيكستان من 253 دبابة و400 مدرعة و80 مدفعاً ميدانياً و125 راجمة صواريخ، وتصل ميزانية جيش طاجيكستان إلى 79 مليون دولار أمريكي.
وشهدت البلاد حرباً أهلية بين الإسلاميين والنظام، كما تستضيف أكبر قاعدة عسكرية روسية في الخارج، وهي بلد ليس كبير السكان مثل أوزبكستان، وليس غنياً بدولارات الغاز والنفط مثل تركمانستان، وكازاخستان، كم أنه بلد جبلي ما يجعل السيطرة على حدوده مع كابول مسألة ليست باليسيرة.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن الحركة سيطرت مؤخراً على ثلاث مناطق أخرى في المقاطعات الشمالية والشمالية الشرقية الأفغانية مع استمرار المواجهة مع القوات الحكومية.
وقال مجاهد: “استولوا على مركز منطقة واخان في بدخشان، ومركز منطقة قادس في بادغيس، ومركز منطقة بادباخ في لغمان الليلة الماضية وهذا الصباح”.
وقال المتحدث إن القوات الحكومية اضطرت إلى الانسحاب عبر الحدود إلى طاجيكستان أثناء القتال من أجل واخان. وقال لوكالة سبوتنيك إن بعض كبار المسؤولين المحليين والجيش تعهدوا بالولاء لطالبان.
من هؤلاء “خواجا مراد، قائد الأمن في قلعة ناو، عاصمة محافظة بادغيس، وخديداد الطيب، حاكم منطقة عبد الكماري، بالإضافة إلى قادة كبار آخرين، من بينهم 200 من الجيش والشرطة ورجال الشرطة المحلية، انضموا إلى طالبان”، حسب المتحدث باسم الحركة.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، بدورها، إن 261 من مقاتلي طالبان قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين نتيجة العمليات البرية والجوية للجيش.
روسيا ستصبح لاعباً رئيسياً في أفغانستان
وتركز روسيا على التهديدات التي تواجهها من انعدام الأمن والتطرف الديني والمخدرات في أفغانستان.
تريد روسيا ودول آسيا الوسطى التأكد من أن الحرب في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة أو عدم الاستقرار السياسي لن ينتقلا إلى آسيا الوسطى.
من المرجح أن تجد روسيا طرقاً للعمل مع طالبان، التي يتوقع كثيرون أن تتولى السلطة (سواء بشكل رسمي أو غير رسمي) في أفغانستان الجديدة.
سيسمح الانسحاب الأمريكي والفراغ المحتمل في القوة الذي ينتج في المنطقة لروسيا بإنشاء موطئ قدم جيوسياسي في أفغانستان. لهذا الغرض، بدأت بالفعل في بناء علاقات مع الفصائل السياسية الأفغانية. حيث لا تزال روسيا تعتبر نفسها قوة مهيمنة إقليمية وتعتبر رحيل الولايات المتحدة فرصة لتنشيط دورها وتوسيع قوتها من خلال بناء تحالفات في المنطقة، لاسيما مع الصين.
ولكن نجاح روسيا في ذلك مرتبط بعلاقاتها مع طالبان، فلو دعم الروس الحكومة الأفغانية، فقد تتخلى الحركة عن تعهداتها بعدم التدخل في شؤون آسيا الوسطى، كما أن قدرة الحركة على ضبط الأمن في بلد بحجم وجغرافية أفغانستان، يبدو أمراً مشكوكاً فيه، وقد فشل فيه الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة أكبر قوتين في التاريخ.
تكرار السيناريو السوفييتي.. احتمالات التورط الروسي في أفغانستان
بينما توصف حرب أفغانستان بأنها أطول حروب أمريكا، وخرج الجيش الأمريكي من قاعدة باغرام الرئيسية في جنح الليل، فإن تأثير أفغانستان على روسيا كان أكبر.
إذ يعتقد أن فشل الحرب السوفييتية في أفغانستان كان سبباً ضمن أسباب أخرى لانهيار الاتحاد السوفييتي، كما أن هذا الغزو كان سبباً في الاضطرابات الواسعة التي تعيشها أفغانستان إلى اليوم.
ويعتقد أنه قتل مئات الآلاف من الأفغان جراء الغزو السوفييتي حيث تصل بعض التقديرات بالعدد إلى مليونين، إذ يقدر أن ما بين 6.5% و11.5% من سكان أفغانستان قد لقوا حتفهم في الصراع، بينما فر ملايين آخرون من البلاد كلاجئين معظمهم إلى باكستان وإيران، فيما فقد الاتحاد السوفييتي آلاف القتلى وتكبد خسائر كبيرة في المعدات ما اضطره للانسحاب تاركاً الحكومة الموالية له وحدها لتسقط بعد عامين من الحرب، وتسقط معه كرامته.
ورغم الذكريات المريرة للروس في أفغانستان، فقد يغري النجاح في سوريا بوتين إلى الانزلاق نحو قدر من التورط الروسي في أفغانستان، خاصة في ظل محاولته الإضرار بالمصالح الأمريكية.
وقبل عدة أشهر كشف في صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أمريكية أخرى بأن مسؤولي المخابرات الأمريكية يعتقدون أن وحدة استخبارات عسكرية روسية قدمت مكافآت سرية لطالبان لقتلها القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان.
أكثر ما تخشاه روسيا هو احتمال انتشار الإرهاب أو التوجهات الإسلامية من أفغانستان إلى دول الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى، حسبما قالت كاثرين ستونر، نائبة مدير معهد الدراسات الدولية بجامعة ستانفورد، لموقع DW الألماني.
كان هذه المخاوف نفسها أحد الأسباب أو المبررات التي أدت إلى التدخل العسكري الروسي في سوريا.
جوني والش، الخبير البارز في شؤون أفغانستان في معهد الولايات المتحدة للسلام، قال لـ DW إن موسكو ترغب في إبقاء الدولة الأفغانية واقفة على قدميها ومنع عدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى أزمة لاجئين.
بالنسبة لروسيا، يعني هذا العمل مع القوى الإقليمية لضمان الاستقرار في المنطقة وإبقاء الولايات المتحدة في مأزق. ويقول الخبراء إن هذا قد يؤدي إلى نفوذ روسي قوي في أفغانستان بعد رحيل الولايات المتحدة.
وقال والش: “روسيا حذرة. لم تكن تريد إرسال قوات إلى أفغانستان عندما غزت الولايات المتحدة البلاد قبل 20 عاماً. كان ذلك جزئياً بسبب الوضع الذي كانت فيه روسيا في ذلك الوقت، ولكن أيضاً بسبب التجربة الروسية السابقة في أفغانستان”.
وترى ستونر أن موسكو ستتبع الآن “نهج الأعمال” وستحاول التأكد من أن طالبان لن تشكل تهديداً لها.
ولكن هذا لا يعني أن الكرملين بالضرورة سوف يتجنب فخ تجديد التورط الروسي في أفغانستان.
عربي بوست |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
انشر في تيليجرام |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
| |