|
|
|
صعدة برس - وكالات - أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن أولويات الشعب اليمني في الوضع الراهن، هي التصدي للعدوان، والحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتصحيح وضع مؤسسات الدولة.
وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، إلى أن إحياء هذه الذكرى التاريخية مهم جدا للاستفادة منها في واقع ما تعانيه الأمة الإسلامية.. لافتا إلى أهمية استحضار التاريخ والأحداث للنظر إلى الواقع وما تواجهه الأمة، ليزيدها وعيا وبصيرة ويقينا وعزما وقوة وإرادة، معتبرا صلة الأمة الإسلامية بتاريخها صلة حتمية خصوصا مع رموزها الثقافية والفكرية.
وأكد على أهمية هذه الذكرى من حيث تأثير الأحداث التي حصلت في تاريخ الأمة وإبراز الأحداث الأكثر تأثيرا على المستوى الثقافي والفكري والعملي ومنها نهضة الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام واستشهاده، وذلك من جوانب متعددة الأهمية لهذه النهضة والتي يشهد لها اهتمام الكتب التاريخية بها بمختلف المذاهب واتجاهاتها الفكرية التي أعطت اهتماما توثيقيا كبيرا لنهضة الإمام زيد.
وقال :” إن هذه النهضة لها أهميتها بالنظر إلى شخصية الأمام الشهيد زيد بن علي، فهو خليل بيت النبوة، وعرف في أوساط الأمة بشكل عام بمقامه العظيم على المستوى العلمي والأخلاقي والقيمي، وعرف في ذلك العصر بحليف القرآن، ومن حيث طبيعة القضية التي تحرك من أجلها وكذلك من حيث مظلوميته”.. مؤكدا أن كل ذلك جعل لهذه النهضة موقعها البارز والمتميز والحاضر في أحداث وكتب التاريخ التي أثرت في واقع الأمة على امتداد أجيالها.
وأوضح أن تلك النهضة تميزت بوزنها وأهميتها على المستوى الأخلاقي والقيمي والمبدئي، فهي تستند إلى كتاب الله ومبادئ وقيم الأمة الإسلامية وتمثل امتدادا للنهج المحمدي الأصيل، سعى الإمام زيد من خلالها إلى إنقاذ الأمة من الاستعباد وحالة والخنوع في ظل وضع كارثي تعيشه آنذاك نتيجة استحكام بنو أمية.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الطغيان الأموي انتهك كل الحرمات وتجاوز كل الخطوط الحمر واستباح المقدسات واستهتر بالدين الإسلامي واستعبد الأمة وبلغ الذروة في ذلك بإحراق الكعبة لمرتين، واستباحة مدينة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، وقتل سكانها وذرية وعترة الرسول الكريم.. مؤكدا أن ذلك هو استباحة للأمة الإسلامية بشكل عام واستهتار بالدين الإسلامي.
ولفت إلى أن طغيان بنو أمية وصل إلى الاستهتار بالقرآن الكريم، والسعي لتحريف معانيه وتغيير مفاهيمه وكذا الاستخفاف بالرسول صلوات الله عليه وآله وسلم.. مشيرا إلى أن ما فعله بنو أمية بالأمة وما وصلوا إليه من الظلم لها، جعل الأمة في وضعية صعبة في تلك المرحلة، التي نهض فيها الإمام الشهيد زيد، فأحدثت ثورته ونهضته ضد الانقلاب الأموي على الإسلام تأثيرا كبيرا في واقع الأمة.
وذكر أن نهضة الإمام زيد هي امتدادا لنهضة جدة الأمام الحسين باعتبارها من منطلق القرآن الكريم والمبادئ الإسلامية، ومثلت ضرورة دينية وتمثل امتداد للإسلام الأصيل.. مبينا أن هذه النهضة بكل هذه الاعتبارات تقدم النموذج والأسوة التي يجب الاقتداء بها كونها أعطت الحق حيوية في واقع الأمة وامتدادا واستمرار لمستقبل أجيالها.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن هذه النهضة لها أهميتها الكبيرة وعلاقتها بالوقائع، وهي غنية بالدروس والعبر للاستفادة منها بمثل ما وصف التاريخ من مختلف كتب الأمة بكل أطيافها.. وقال” ما وصفته كتب الأمة بمختلف أطيافها لطغيان بني أمية ووحشيتهم وقتلهم لمئات الآلاف من أبناء الأمة واستباحتهم للمقدسات، وصفها الإمام زيد في رسائله لأبناء الأمة”.
وأفاد بأن الإمام زيد سعى من خلال عناوين نهضته لإنقاذ الأمة من حياة الظلم والذل والهون للأعداء.. مشيرا إلى أن الدروس من هذه النهضة تتمثل بالعودة إلى كتب التاريخ وما كتب عن الإمام الشهيد زيد بن علي، وما فيها من فائدة للأمة فيما تواجهه من تحديات، وبما تصنعه من وعي واستشعار للمسؤولية، وبما يهيئ الإنسان للتضحية والصبر والاستبسال.
وقال” نحن في هذه المرحلة كأمة بشكل عام وشعب يمني بشكل خاص معنيون أن نواجه ما واجهه الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام في ذلك العصر في مواجهة طغيان عصرنا المتمثل في أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما ويتحالف معهما لضرب شعوب الأمة، وذلك من واقع الانتماء الايماني وما ناله اليمنيون من شرف كبير عندما قال فيهم الرسول صلوات عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة إيمانية”.
وأضاف” نحن كشعب يمني من واقع انتمائنا الايماني معنيون بأن نتحرك ونتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما استهدف الطغاة الأمة في ذلك العصر”.. مشددا على أهمية إدراك ضرورة التحرك على المستوى الايماني والأخلاقي لإنقاذ الأمة.
واعتبر قائد الثورة سعي الأعداء لإخضاع الأمة واستعبادها وتسخيرها لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما، أكبر تهديد للأمة في مبادئها وأخلاقها وقيمها، وتهديد يؤثر عليها ويخضعها للاستعباد لطاغوت هذا العصر.
استهداف الأمة:
وتطرق قائد الثورة، إلى المؤامرات التي يتحرك بها الأعداء لاستهداف هذه الأمة من خلال الفتن ووضعها الداخلي تحت مختلف العناوين، وهي جزء من المعركة التي تستهدف الأمة والمخططات التي تسعى لتجزئتها وتقطيع أوصال كل بلد على حدة وزرع حالة التباين والظلم ونهب الثروات إلى غير ذلك من أشكال الاستهداف والحملات الرهيبة لاستهداف أبناء الأمة.
وجدد التأكيد على أن “حالة الاستهداف الشاملة لهذه الأمة والظلم الشديد لها يوجب علينا أن نعي المسؤولية وما فيه الخير لنا، وما يمثل إنقاذا لنا، ويكون سببا في أن نحظى بمعونة الله وتأييده ونصره، وأن نتحرك للتصدي لطغيان ومؤامرات الأعداء”.
وأشار إلى أن الدور الذي يلعبه السعودي والإماراتي تحت عنوان التطبيع والتحالف مع أمريكا واستهداف الأمة بمختلف المؤامرات والاعتداء على شعوبها ومنها الشعب اليمني الذي عاني بشكل كبير من العدوان للعام الثامن والحصار الظالم، كل ذلك هو في هذا السياق الذي يسعى الأعداء من خلاله لإخضاع شعوب الأمة والسيطرة عليها ونهب ثرواتها ومقدراتها.
الأولويات:
وأشار قائد الثورة إلى أن أولويات الشعب اليمني في ظل الوضع الراهن تتمثل في ثلاث نقاط أساسية، الأولى التصدي للعدوان الذي استباح المحرمات وحاصر الشعب اليمني ونهب ثرواته النفطية والغازية وتآمر عليه بكل أشكال المؤامرات.. مؤكدا أن “التصدي للعدوان ومؤامراته هو أول هذه الأولويات وضرورة للحافظ على وحريتنا واستقلالها وديننا وقيمنا وأخلاقنا”.
وبين أن من لا يعتبر هذه أولوية فلديه خلالا إنسانيا وفطريا وأخلاقيا ومبدئيا، وهو إما يتعامى عن حجم هذا العدوان وما يحمله من أهداف خطيرة جدا، ولو نجح هذا العدوان في استكمال أهدافه سيخسر الشعب اليمني عزته واستقلاله ويقهر ويهان.
وأوضح أن من ضمن الأولويات في ظل الهدنة “أن يكون الجميع على درجة عالية من اليقظة والجهوزية، وأن لا نغفل وأن لا نتصور أن الحرب قد انتهت وننصرف بكل اهتمامنا إلى أشياء أخرى، بل يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي والنشاط التعبوي والاهتمام المستمر تجاه كل المخططات والمؤامرات التي يتحرك من خلالها الأعداء”.
وأكد قائد الثورة أن الأولوية الثانية، هي السعي للحفاظ على الاستقرار والجبهة الداخلية، لأن جزء كبير من مخططات الأعداء تستهدف الجبهة الداخلية تحت مختلف العناوين.
وذكر أن الأولوية الثالثة هي السعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة الذي يعد نتاجا لمراحل طويلة، وفي ظل حصار شديد وتعقيدات في الوضع الداخلي.. مشيرا إلى أن البعض يتصورون أنه بالإمكان إصلاح كل شيء دفعة واحدة وفي وقت وجيز، فيما يتجاهل البعض الحالة القائمة من الحصار وأن المناطق التي تقع فيها الثروات النفطية والغازية هي تحت الاحتلال الذي يقوم بنهب كل عائدات النفط والغاز.
وبين أن المرتبات كانت تصرف في الماضي من عائدات النفط والغاز، وهي اليوم تنهب من قبل تحالف العدوان، ويسرقها اللصوص والمحتلون، وجزء منها يسرقه خونة هذا الوطن، الذين وقفوا في صف الأجنبي، والباقي يذهب إلى البنك الأهلي السعودي وغيره.. مؤكدا أن كل الإيرادات التي تنهب، كان بالإمكان الاستفادة منها في دفع المرتبات وتوفير الاحتياجات الضرورية لهذا الشعب على المستوى الخدمي.
وشدد قائد الثورة على أهمية العمل على إيجاد بدائل لعائدات النفط والغاز المنهوبة حتى تحرير المنشآت النفطية، وهذا ليس أمراً بسيطاً في ظل الحصار القائم، بل يحتاج إلى برامج عمل وتحريك عملية الإنتاج في القطاعات.
وقال ” من أولوياتنا تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومواجهة التطبيع، وتعزيز العلاقة مع أحرار الأمة والاهتمام بقضايا الأمة في مختلف بلدانها كموقف مبدئي.
وقدم قائد الثورة، نصيحة لتحالف العدوان بأن يستفيدوا من هذه الهدنة لإنهاء العدوان والحصار لأن استمرارهم في ذلك يعني استمرار التورط في مشكلة كبيرة.. داعيا الشعب اليمني إلى أن يستمر في تمسكه بثوابته وقضايا الأمة الكبرى، وأن يتمسك بموقفه في الاستقلال واستعادة ما تم احتلاله من الوطن.
ودعا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في ختام كلمته، إلى السعي لاستثمار نعمة الأمطار التي من بها الله على البلاد، وأن تتعاون الجهات الرسمية والشعبية في معالجة أضرار السيول، ونشر الوعي بأهمية التخطيط العمراني، وعمل الحواجز للاستفادة من مياه الأمطار من خلال التعاون الرسمي والشعبي.
سبأ |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
انشر في تيليجرام |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
| |