صعدة برس - وكالات - ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية أنّ “تأكيد إيران استعدادها لاستلام دفعة من الطائرات المقاتلة المتطورة، “سوخوي سو – 35″، يشير إلى فجر حقبةٍ جديدة في العلاقة بين موسكو وطهران، والتي قد يكون لمحورها الدفاعي المزدهر تداعيات كبيرة على المصالح الأمنية لوانشطن وحلفائها في الشرق الأوسط”.
ولفتت المجلة إلى أنّ “هذا التطور سيمثّل أول استحواذ كبير لإيران على طائرات حربية أجنبية في هذا القرن. ومن شأن هذا الإجراء أن يمنح القوات الجوية الإيرانية دفعةً كبيرة، ويمهّد الطريق للتبادلات المستقبلية المحتملة للمعدات العسكرية بين القوتين”.
وأكدت “نيوزويك” الأميركية أنه “في سياق المستوى المتقدم لطائرة من الجيل الرابع، من المرجح أن تبرز سو – 35 في الشرق الأوسط”.
ونقلت المجلة عن خبير قوله إنّ “المقاتلة الروسية وحشٌ خطير ضد الطائرات الغربية من الجيل الرابع، وحتى (من الجيل) الـ4.5، بفضل ميزتها الحركية”.
من جهته، قال جاي بلوبسكي، وهو محلل دفاعي إسرائيلي، إنّ “امتلاك إيران للمقاتلة الروسية وأنظمة أس – 400 (وهو الأمر الذي صرّح المسؤولون الروس مراراً بأنهم على استعداد لإنجازه مع إيران) سيشكل تحدياً كبيراً للطائرات الإسرائيلية من الجيل الرابع”.
وأضاف أن “المنصات الروسية في يدَي إيران يمكن أن تشكل أيضاً تحدياً للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، حيث تظل التوترات بين طهران وواشنطن عالية، مع تعليق دبلوماسية خطة العمل الشاملة المشتركة إلى أجّلٍ غير مسمى”.
وقال بلوبسكي إن “طائرات سو – 35 قد لا تغيّر وحدها هذه الديناميكية، لكنّ تحولاً كبيراً في نظرة إيران وروسيا، إحداهما إلى الأخرى، والنتائج المستقبلية لهذه الشراكة، قد تكون مشكلة طويلة الأجل للولايات المتحدة وحلفائها”.
ووفق المجلة، أكد عبد الرسول ديفسلار، الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد والعلاقات الدولية في ميلانو، أنّ التغيير الأكبر في الديناميكية تمثَّل بظهور “ترابط أمني” بين القوتين.
وقال ديفسلار إن “موسكو وطهران تعملان على مفهوم واسع للغاية لأمن النظام”، وهذا يعني أن الجانبين “أدركا (معاً) أنه، من خلال مقاومة الضغط الأميركي والضغط الغربي، يحتاج كل منهما إلى الآخر، وهذا هو الواقع الجديد”.
وهذا التفاهم المتبادل الجديد، كما يرى ديفسلار، “يعني أن التعاون لن يقتصر على المجالين العسكري والأمني”، وقد يمتد إلى مجال الاقتصاد والتجارة، بما في ذلك الصفقات المحتملة في القطاعين الزراعي والمصرفي.
وأوضحت المجلة أنّه “بالنظر إلى هذا التحول، فإنه، حتى في الوقت الذي تعزز روسيا علاقتها بخصوم إيران، مثل السعودية والإمارات، فإن موسكو ستتخلى عن نهجها السابق القائم على الحذر في التعامل مع طهران”.
وإذا سعت “إسرائيل” أو الولايات المتحدة لتصعيد الإجراءات ضد إيران، فإنّ “من المرجح أن تتدخّل روسيا أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يزيد في مخاطر ذلك”، وفق ديفسلار.
وتوقّع ديفسلار أن “تحاول روسيا مساعدة إيران مع تزايد التهديدات بضربة عسكرية محتملة ضد الأخيرة، من أجل تحسين قدرتها الدفاعية من أجل منع مثل هذا السيناريو”.
المصدر: الميادين نت
المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |