صعدة برس - وكالات - تقرير: مهدي البحري
تتفاقم معاناة المواطنين بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وانعدام الأدوية، جراء استمرار العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ نحو ثماني سنوات.
ففي الوقت الذي تدعو فيه الأمم المتحدة كافة دول العالم إلى بناء القدرات الوطنية وتنسيق الجهود الوطنية والإقليمية والدولية للوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة والتخفيف من آثارها، تتناسى الوضع الإنساني الكارثي الذي خلفه العدوان والحصار على اليمن.
عدوان أمريكي سعودي حاقد استهدف البشر والشجر والحجر ودمر البنية التحتية الأساسية ما أدى إلى انتشار العديد من الأوبئة والأمراض، التي تفتك بالشعب اليمني، حيث تزايدت حالات الإصابة بشكل ملفت رغم الجهود المبذولة من وزارة الصحة وشركائها في التصدي لها.
وكأن ما تسبب به العدوان من انهيار لمنظومة القطاع الصحي وانتشار الأوبئة لم يكن كافياً، ليواصل جرائمه بمنع دخول الأجهزة التشخيصية والأدوية الحيوية وكواشف المختبرات والأمصال المضادة، بالإضافة إلى قطع غيار محطات معالجة الصرف الصحي، ما تسبب في تفشي أكثر من 26 مرضاً ووباء.
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة بشأن الأمراض والأوبئة خلال العام 2022م، تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أن هناك مليونين و106 آلاف و 534 حالة مصابة بالأمراض التنفسية العلوية، فيما بلغ عدد المصابين بالأمراض التنفسية السفلية 760 ألفاً و 656 حالة توفيت منها سبع حالات وبلغ عدد حالات الالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة أربعة الآف و 550 توفيت منها 322 حالة.
وذكر التقرير أن مليون و 150 ألفاً و 614 حالة مصابة بالإسهالات المائية توفيت منها 46 حالة، وبلغ عدد المصابين بالاسهالات المدممة 47 ألفاً و 550 حالة، وعدد حالات الاشتباه بالكوليرا 14 ألفاً و 508 حالات توفيت منها 8 حالات، فيما بلغ عدد حالات التيفوئيد 196 ألفاً و 287 حالة توفيت منها حالة واحدة، والحصبة 18 ألفاً و 597 حالة توفيت منها 131 حالة.
وأشار التقرير إلى أن عدد المصابين بشلل الأطفال 226 حالة، والملاريا مليون و136 ألفاً و 360 حالة توفيت منها 19 حالة، وحمى الضنك 28 ألفاً و157 حالة توفيت منها 37 حالة، وعدد حالات التهاب الكبد الفيروسي “بي وسي” 20 ألفاً و 248 حالة توفيت منها حالتان، والتهاب الكبد الفيروسي “ألف وإي” 14 ألفاً و 39 حالة، والدفتيريا ألف و 105 حالات توفيت منها 76 حالة.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، أن استهداف العدوان للبنية التحتية للقطاع الصحي ومصادر المياه والصرف الصحي، تسبب في صعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة ومياه شرب نظيفة وانتشار العديد من الأوبئة والأمراض منها 26 مرضاً ووباء، تترصدها وزارة الصحة لاستئصالها.
ولفت إلى أنه وفي ظل الممارسات التي يتعمد تحالف العدوان ارتكابها لزيادة معاناة الشعب اليمني قضت توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى للجهات المعنية بتعزيز إجراءات القضاء على الأوبئة خاصة في محافظة الحديدة والمحافظات التهامية التي تشهد ارتفاعاً في أعداد الإصابات بالحميات والأوبئة خصوصاً في فصل الشتاء.
وقال “الوضع الوبائي في اليمن يحتاج للكثير من التدخلات خاصة مع استمرار العدوان والحصار، بل إن الوضع الصحي يزداد سوءاً كل عام رغم الجهود الكبيرة والتحرك الميداني المستمر لوزارة الصحة والدعم المقدم من الشركاء في المنظمات وإن كان لا يرتقي إلى حجم الكارثة ولم يلب الاحتياج المرصود”.
ودعا الوزير المتوكل المنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي للقيام بمسؤولياتها والاستمرار في دعم النظام الصحي والتركيز على تعزيز التأهب للأوبئة كأولوية.. محملا الأمم المتحدة مسؤولية انتشار الأوبئة في اليمن.
وطالب الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها بالضغط لوقف العدوان ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي من أجل العمل على تعزيز الإجراءات للتأهب للأوبئة والسيطرة عليها.
من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور محمد المنصور أن استمرار العدوان والحصار ساهما في تفشي الأوبئة والأمراض، خاصة بعد تعثر أنشطة وبرامج البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا خلال الأعوام الماضية، نتيجة شحة الإمكانيات.
وتطرق إلى الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت لتفشي الأوبئة ومنها العدوان والحصار وتوقف الموازنات التشغيلية للقطاع الصحي، ما ساهم في توقف أنشطة المكافحة للأمراض وكذا انقطاع منحة “شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا” التي تقدر بحوالي 38 مليون دولار خلال الفترة 2014م -2020م، إلى جانب ما تعرضت له البنية التحتية لبرنامج مكافحة الملاريا من أضرار جراء استهدافها من قبل طيران العدوان.
ولفت وكيل الوزارة إلى أن الآثار الاقتصادية للعدوان وتوقف الرواتب، أثرت بشكل كبير على قدرة المواطنين في الوصول للخدمات الصحية والتشخيص الطبي.
وبين أن إغلاق الموانئ أدى لتأخر وصول مليون و500 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد وحرمان ثلاثة ملايين مواطن من الحماية من الأمراض، وكذا تأخر وصول أدوية علاج الملاريا ونفاد المخزون ومستلزمات مكافحة النواقل من مبيدات وأدوات رش وحماية .. معتبراً ذلك أسباباً عرقلت أنشطة المكافحة وتنفيذها في الوقت المناسب، ما أدى لتعريض مئات الآلاف من المواطنين للإصابة بالأمراض المنقولة بالبعوض.
ودعا وكيل وزارة الصحة المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى تحمل المسؤولية من خلال مواصلة ورفع مستوى الدعم للقطاع الصحي، خاصة ما يتعلق بمكافحة الأمراض والأوبئة.
وحمّل دول العدوان المسؤولية الكاملة إزاء تردي الوضع الصحي وانتشار الأمراض الوبائية في اليمن، مطالباً الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها بالضغط على تحالف العدوان لرفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة من أجل العمل على تعزيز الإجراءات للتأهب للأوبئة والسيطرة عليها وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.
وكانت محافظة الحديدة شهدت منذ أكتوبر 2019 ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بحمى المكرفس والضنك، حيث وصل إجمالي الحالات المشتبه إصابتها إلى أكثر من 76 ألف حالة فيما بلغ عدد حالات الوفاة 215 حالة على مستوى اليمن، إضافة إلى تسجيل 37 ألف حالة اشتباه و91 حالة وفاة خلال الربع الأول من العام 2020م.
وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة إلى أن إجمالي عدد الحالات المشتبه إصابتها في الحديدة خلال العام 2019م بلغ أكثر من 32 ألف حالة اشتباه و88 حالة وفاة، معظمها في أكتوبر حيث بدأت الموجة في مديرية الجراحي وتوسعت إلى المديريات الشمالية ومدينة الحديدة، .
وأصبح العدوان والحصار والأوبئة ثالوث الموت الذي يفتك بسكان اليمن منذ نحو ثماني سنوات. |