صعدة برس - وكالات - كشف تحقيق نشرته منصة إيكاد (Eekad) الاستخبارية عن خفايا رحلة سرية مشبوهة لطائرة شحن إماراتية انطلقت من الشارقة قبل أيام.
وقالت المنصة إنه في 15 آذار/مارس الجاري، انطلقت طائرة شحن إماراتية وأخفت مسارها قبل أن تحط في إثيوبيا في رحلة مشبوهة.
وذكرت المنصة أن طائرة شحن من طراز “إليوشن- 76” انطلقت من مدينة الشارقة الإماراتية إلى إثيوبيا لكنها أخفت رقمها التسجيلي وموقع انطلاقها وهبوطها.
وشوهدت الطائرة أخر مرة بالقرب من مدينة بيشوفتو المجاورة لمطار “هرار ميدا” الإثيوبي وهو المطار الذي ثبت سابقا أنه استقبل عدة طائرات إماراتية محملة بالسلاح.
ونشر مراقب حركة الملاحة الجوية “غريون” صورة للطائرة الإماراتية وهي تحلق بالقرب من مطار “هرار ميدا”.
وتعد هذه أول رحلة لطائرات شحن إماراتية نحو إثيوبيا منذ فترة طويلة بعدما كانت تنقل العتاد العسكري لدعم حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مواجهة جبهة تيغراي الشعبية.
اللافت أن التحرك الإماراتي في دعم حكومة آبي أحمد تأتي في ظل تصاعد التوترات بين إثيوبيا ومصر على إثر رفض القاهرة إجراءات أديس أبابا في ما يتعلق بملء سد النهضة التي اعتبرت مصر إزائها أن كل الخيارات مفتوحة.
وسبق أن كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة عن أن تنامي دعم الإمارات لإثيوبيا زاد في الأشهر الاخيرة من توتر علاقاتها مع مصر في ظل احتجاجات من القاهرة على سياسات أبوظبي الإقليمية.
وذكرت المصادر ل”إمارات ليكس”، أن العلاقات المصرية الإماراتية تشهد حالة من الفتور والتباين خلال الأشهر الماضية، بشأن عدد من الملفات الساخنة التي تمر بها المنطقة، وتلعب فيها أبوظبي دوراً فاعلاً، بالإضافة إلى الملفات المشتركة بين البلدين.
وأكدت المصادر أن هناك حالة من الاستياء لدى صنّاع القرار في مصر من مواقف حكام دولة الإمارات أخيراً، بسبب تجاهل مطالبات مصرية متكررة حول عدد من الأزمات، من بينها سد النهضة.
وبحسب المصادر فإن مصر مقتنعة بأن أبوظبي تدعم أديس أبابا، بما يساهم في تقوية موقف الأخيرة في مقابل القاهرة والخرطوم بشأن أزمة سد النهضة.
وأضافت المصادر أن “علاقات الإمارات وتواصلها المستمر مع إثيوبيا، من دون النظر للمطالبات المصرية باستغلال تلك العلاقات في مساعدة القاهرة، بل على العكس من ذلك دعمت أبوظبي أديس أبابا مالياً أكثر من مرة، أغضب المسؤولين المصريين من الجانب الإماراتي”.
وترى مصر أن استراتيجية الإمارات في قضية سد النهضة تنطلق فقط من أرضية الاستثمارات والعلاقات، وبدعم قوي من إسرائيل، وهذا ما يأتي على حساب القاهرة ومصالحها.
وترتبط الإمارات بعلاقات قوية جداً مع إثيوبيا، ولها استثمارات هناك بمليارات الدولارات، ويعنيها في المقام الأول بسط هيمنتها على المضائق في جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وبالتالي التحكم في مياه أعالي نهر النيل، وهذا طبعاً يتم لصالح كيان إسرائيل، الحليف الرئيسي الحالي لحكام أبوظبي.
ويعتقد أن جولتي المفاوضات الفنية، اللتين عقدتا في أبوظبي خلال الشهرين الماضيين، وحضرهما ممثلون فنيون من الدول الثلاث، يمكن أن تكونا ضمن محاولات لطمأنه القاهرة في قضية المياه، في وقت يحتاج فيه الحلفاء الرئيسيون للإمارات (أميركا وكيان إسرائيل) إلى مصر في بعض القضايا الساخنة على الساحة العالمية.
ويجمع مراقبون أنه إضافة إلى أن الموقف الإماراتي الباهت يأتي بسبب أطماعها في موانئ البحر الأحمر وعلاقاتها القوية مع إثيوبيا؛ فإن أبو ظبي تستهدف إضعاف مصر.
كما يؤكد المراقبون أن موقف الإمارات من سد النهضة ومن كافة القضايا الأفريقية مرتبط باستراتيجية كيان إسرائيل وأطماعها في القارة.
وهناك قناعة كبيرة بأن كيان إسرائيل تُوظّف الإمارات كأداة دبلوماسية لها في القارّة الإفريقية، مستغلة قدرة أبوظبي على توظيف نفوذها الاقتصادي.
ويؤكد ذلك استراتيجية أبو ظبي في السيطرة على المضائق الاستراتيجية مثل باب المندب، والمشاركة في قناة بن غوريون في كيان إسرائيل، ومنابع المياه بأعالي النيل، وقبل ذلك دخولها إلى جيبوتي عام 2004 تحت ستار الاقتصاد والاستثمار في الموانئ.
وتشعر القاهرة بالاستياء من موقف أبوظبي بشأن أزمة السد؛ بل إن الوساطة الإماراتية بشأن قضية الحدود بين السودان وإثيوبيا، تثير الريبة والشك لدى مصر باعتبار أن المقصود منها هو شراء موقف سوداني من السد لصالح الموقف الإثيوبي.
* المصدر: موقع اماراتي ليكس
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |