صعدة برس - وكالات -
يصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منطقة "غوش دان"، بأنها تمثّل ثلاثة أرباع "إسرائيل"، وهذا يجعلها بشكل أكيد وحتمي، أحد أهداف استطلاع واستخبارات المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، وربما بواسطة طائرة "الهدهد"، التي استطاعت كشف تفاصيل مدينة حيفا بدقة أرعبت "الإسرائيليين" وطمأنت جمهور المقاومة في لبنان، بأن لديها قدرة كبيرة على جمع المعلومات الدقيقة والتفصيلية في الكيان المؤقت، والتي تُستخدم في إنتاج الأهداف العسكرية.


فما هي أبرز المعلومات حول هذه المنطقة ولماذا يعدّ استهدافها من قبل قوى المقاومة كابوساً لكيان الاحتلال "الإسرائيلي"؟

ـ توصف هذه المنطقة في الكيان بأنها "مركز البلاد"، أو "المركز" باختصار، في إشارة الى مركزية هذه المنطقة الرسمية (المؤسسات العامة) والاقتصادية والديموغرافية، لا سيما وأنها تحوي عاصمة الكيان: "تل أبيب". وهي تعتبر منطقة تل أبيب الحضرية وأكبر تجمع سكاني في "إسرائيل"، كما تعدّ من أبرز المدن المركزية في الكيان، الى جانب حيفا والقدس المحتلة وبئر السبع.

ـ تمتد بطول حوالي 90 كم من شمالي فلسطين المحتلّة (من مدينة نتنانيا) إلى جنوبها (مدينة أشدود)، وبعرض يصل إلى 20 كم.

ـ تبلغ مساحة هذه المنطقة 1,516 كم مربع، ما يعني أكثر من 6% من المساحة الإجمالية لفلسطين المحتلة (22145 كم مربع). ويسكن فيها أكثر من 4 مليون نسمة ما بين فلسطيني (من أراضي 48 المحتلّة) ومستوطن (الذين تبلغ نسبتهم 90%)، بكثافة تتجاوز 2291 شخص لكل كيلومتر مربع (من المتوقع أن يصل عدد قاطني هذه المنطقة في العام 2040 الى أكثر من 7 مليون شخص). ما يعني سقوط الكثير من الإصابات البشرية "الإسرائيلية" بين قتيل وجريح، في محيط الأهداف التي ستقصفها المقاومة بالصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز والطائرات الانقضاضية.

تتكون هذه المنطقة من 36 مدينة و302 مستوطنة، وتتوزع المدن على الشكل التالي:

1) النواة: مدينتي تل أبيب ويافا.

2) الحلقة الداخلية: بات يام، حولون، أور يهودا، رامات غان، كريات أونو، جفعتايم، بني براك، رمات هشارون، هرتسليا.

3) الحلقة الوسطى: ريشون لتسيون، نيس زيونا، رحوفوت، بئر يعقوب، الرملة، اللد، يهود مونوسون، جاني تكفا، جفعات شموئيل، بيتح تكفا، هود هشارون، كفار سابا، رعنانا، روش هعين.

4) الحلقة الخارجية: أشدود، نتانيا، يفنه، كريات ملاخي، موديعين مكابيم ريعوت، العاد، أريئيل، كفر قاسم، طيبة، الطيرة، كفار يونا.

يمر في هذه المنطقة شبكة من الطرق المهمة للتنقل بين مناطق ومدن الكيان المختلفة أبرزها: الطريق 2 الساحلي (من تل أبيب شمالًا إلى هرتسيليا ونتانيا والخضيرة باتجاه حيفا)، الطريق 20، الطريق 4، الطريق 431، الطريق السريع 6 (الممتد على طول الحدود الشرقية لغوش دان)، الطريق 1 (الذي يصل ما بين مدينة القدس المحتلة وتل أبيب). كما يوجد فيها خطوط سكك حديدية للقطار (تل أبيب)، وهناك مخطط لتنفيذ مشروع مترو في المنطقة كحد أقصى في العام 2040.

لذلك فإن الاستهداف الدقيق والمدمّر لشبكة الطرق هذه، كفيلٌ بتعطيل حركة سير الآليات أو عرقلتها بشكل كبير، خاصةً الآليات العسكرية الضخمة مثل ناقلات الدبابات وأسطول النقل اللوجستي لجيش الاحتلال.

استهدفتها المقاومة الفلسطينية في الكثير من المعارك والمواجهات منذ العام 2012، وكانت المرة الأولى خلال معركة "السماء الزرقاء" في الـ 14 من تشرين الثاني / نوفمبر، عندما قامت سرايا القدس بقصف مدينة تل أبيب لأول مرة بصواريخ "فجر - 5" في تاريخ المقاومة، كرد أول وسريع على اغتيال الشهيد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام (التي قامت أيضاً بقصف تل أبيب من بعدها بصواريخ فجر 5 وصواريخ M-75).

في العام 2019، عرض السيد حسن نصر الله خلال مقابلة تلفزيونية له خارطة لفلسطين المحتلّة ظهّرت هذه المنطقة بشكل رئيسي ووصفها بـ " قلب الكيان الصهيوني"، وقال السيد نصر الله حينها بأن حزب الله "سيحرق ويدمر قلب "إسرائيل" في حالة الحرب الكبرى"، لما لذلك من تأثير كبير واستراتيجي على الكيان، سيعيده الى "العصر الحجري".

فهذه المنطقة تحتوي على مواقع مركزية وهامة اقتصاديا وامنيا وعسكريا وماليا وتكنولوجيا، كما تتواجد فيها العديد من محطات توليد الكهرباء وتوزيعها ومحطات تحلية المياه وتوزيعها، ومواقع نووية ومناطق صناعية ومختبرات، وتزدحم فيها مختلف أنواع النوادي والحانات والمقاهي والمطاعم والفنادق والمسارح ودور السينما والحدائق العامة والمتاحف، وفيها تجري أهم المهرجانات والنشاطات السياحية "الإسرائيلية".

وكشف الأمين العام لحزب الله بأن لدى المقاومة في غرفة عملياتها بنك اهداف في هذه المنطقة، سيلقى في حالة الحرب هطلا من الصواريخ الدقيقة المتطورة.

خلال معركة طوفان الأقصى، كُشف بأن الجنرال "الإسرائيلي" المتقاعد إسحاق بريك قد همس في أذن بنيامين نتنياهو مرّتين محذراً إياه من شنّ حرب مفتوحة على لبنان كي لا "يتم تدمير غوش دان".

تم تخصيص العديد من منظومات الدفاع الجوي والاعتراض الصاروخي لهذه المنطقة، لحمايتها من صواريخ قوى المقاومة، وتم فرز كتيبة القبة الحديدية الشمالية 137 لها.

أبرز وأهم الأهداف في هذه المنطقة

ـ وزارة الحرب ورئاسة أركان جيش الاحتلال المعروف بـ"الكرياه" في برج ماتكال: 32.075175410938755, 34.79015563965163

ـ مطار بن غوريون: 32.003600484174264, 34.87289655820432

ـ الأبراج – مثل أبراج عزرائيلي: 32.07438469950384, 34.79172929777678

ـ معسكرات غليلوت التي تضم القاعدة المركزية لوحدة 8200: 32.14394266838212, 34.80418480746318

ـ محطة سكة حديد تل أبيب المركزية: 32.084020034864736, 34.796300265507554

ـ مجمع بورصة الألماس: 32.08501717996027, 34.80193748797707

* المادة نقلت حرفيا من موقع الخنادق الاخباري ـ تحليل: علي نور الدين