صعدة برس - متابعات - أصدر المؤتمر الشعبي العام بياناً مهماً بمناسبة الذكرى الـ42 للتأسيس، ينشر المؤتمرنت نصه:
على امتداد جغرافيا الجمهورية اليمنية يحتفل المؤتمريون والمؤتمريات قيادات وقواعد وأعضاء وأنصاراً يوم غدٍ السبت بحلول الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام والذي تم في 24 أغسطس 1982م كأول تنظيم سياسي يمني يتم انشاؤه وتأسيسه وفقاً لتجربة حوار شعبي يمني خالص تميزت بمشاركة مختلف شرائح المجتمع وممثلين لكل القوى السياسية التي كانت تعمل تحت جنح الظلام بفعل تحريم وتجريم العمل الحزبي والسياسي العلني.
إن قدرة المؤتمر الشعبي العام على البقاء والاستمرار بعد أربعة عقود ونيف على تأسيسه ليؤكد أن قوة وديمومة هذا التنظيم تنطلق من ارتباطه باليمن أرضاً وإنسانا وهوية، ونشأته الوطنية شكلاً ومضموناً، وامتزاجه فكراً وسلوكاً وممارسة بمفاهيم الولاء والانتماء الوطني الذي جعل منه حاملاً سياسياً لأغلبية أبناء الشعب اليمني الذين انخرطوا فيه لقناعتهم أنه منهم وإليهم والاقرب إليهم في كل شيء ولذلك ظلت قواعده وقياداته وأنصاره يصطفون حوله رغم ما تعرض له من أزمات وتحديات وصعوبات داخلية وخارجية سعت لاجتثاثه لكنه ظل عصياً على الاجتثاث أو الانكسار ونجح في أن يحافظ على بقائه انطلاقاً من حرص قواعده وأعضائه وأنصاره على ولائهم وارتباطهم به بعيداً عن المصالح والمكاسب الضيقة التي كانت أحد أسباب هروب المتمصلحين والانتهازيين من سفينته في بعض المحطات لاسيما في أزمة 2011م وما تلاها.
إن المؤتمر الشعبي العام في ذكرى تأسيسه الثانية والأربعين وهو يحيي كل أعضائه وقواعده وقياداته رجالاً ونساءً .. شباباً وشيوخاً وكل أبناء شعبنا اليمني العظيم ليجدها فرصة للتأكيد على مواقفه من مختلف القضايا سواءً المتعلقة بوضعه التنظيمي أو تلك المتصلة بمواقفه من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.
أولاً، تنظيمياً:
1- يجدد المؤتمر التأكيد أن قيادته التنظيمية والسياسية الشرعية هي المتواجدة في صنعاء ممثلة برئيسه الأخ صادق بن أمين أبوراس، واللجنة العامة وهذه القيادة هي المخولة بتحديد وإعلان مواقف المؤتمر الرسمية من مختلف القضايا، وأن أي مواقف تصدر من أي أشخاص سواءً داخل أو خارج اليمن لا تمثل المؤتمر، ولا علاقة له بها ويدعو وسائل الإعلام المختلفة داخل اليمن وخارجه إلى التعامل مع مواقف المؤتمر الشعبي العام من خلال ما يصدر عنه من مواقف رسمية من صنعاء وتنشر عبر وسائل إعلامه الرسمية.
2- يؤكد المؤتمر حرص قيادته واستمرارها في مواجهة أي محاولات أو مساعٍ هدفها تمزيق الوحدة التنظيمية للمؤتمر من قبل أيٍّ كان وهي المخولة وفقاً للنظام الداخلي ولوائحه وقرارات آخر دورة اعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية والمنعقدة في 2 مايو 2019م والتي كلفت قيادة المؤتمر باتخاذ القرارات المناسبة تجاه كل من يخل بالنظام الداخلي وبما يحافظ على وحدة المؤتمر دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
3- يشيد المؤتمر الشعبي العام ويثمن مواقف كل قياداته وقواعده وكوادره وأنصاره أينما وُجدوا وصمودهم وصبرهم وولاءهم لتنظيمهم الرائد المؤتمر ووقوفهم ضد كل محاولات استهدافه، ويدعوهم إلى مزيد من التلاحم والتكاتف والصبر حتى تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن والتنظيم.
ثانياً، وطنياً:
1- يجدد المؤتمر الشعبي العام مواقفه الثابتة المتعلقة بالقضايا الوطنية وفي مقدمتها الدفاع عن الوطن وعن وحدته وسيادته واستقلاله ورفضه كل أشكال انتهاك السيادة بأي صورة كانت وإيمانه المطلق بحق الشعب اليمني في مقاومة كل أشكال الاحتلال وحقه في طرد أي تواجد اجنبي في أي شبر من أراضي الجمهورية اليمنية.
2- يؤكد المؤتمر على موقفه المبارك لتشكيل حكومة التغيير والبناء برئاسة الأستاذ أحمد غالب الرهوي وما تضمنه موقفه بشأنها مع شكره وتقديره لحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ولكل ما قدمته خلال فترة عملها، مثمناً أداء ومواقف أعضائها والذين قدموا كل ما باستطاعتهم من أجل اليمن وشعبه في واحدة من اخطر المراحل التي تمر بها البلد بتعرضها للعدوان والحصار.
3- يؤكد المؤتمر الشعبي العام موقفه المدافع عن وحدة اليمن كونه مبدأ ثابت من مبادئه التي لا تُمس ولا تخضع لأي اعتبارات، ويشدد على رفضه أي مساس بمنجز الوحدة اليمنية الذي يملكه الشعب اليمني وهو وحده من يملك الحق في اتخاذ القرار بشأنها، مشيراً إلى أن أي محاولات لتقسيم اليمن إلى كانتونات سيدخل البلاد في حروب وصراعات أهلية ستمتد لعقود وستلقي بظلالها الكارثية ليس على اليمن وشعبه بل وعلى المنطقة وأمنها بشكل عام.
4- يجدد المؤتمر رفضه لكل أشكال التطرف المذهبي والعنصري والمناطقي والقروي، ويشدد على أهمية التمسك بالنهج الديمقراطي التعددي بما يتطلبه هذا النهج من احترام للتنوع والاختلاف، وأهمية القبول بالجميع والتعايش مع الآخر سواءً كأفراد أو كقوى سياسية، وضمان حرية الرأي والرأي الآخر، واحترام حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحريات الفردية ورفض أي مساس أو انتهاك لها خارج إطار الدستور والقوانين، والحرص على مشاركة المرأة، واحترام استقلالية وحيادية القضاء والسعي لبناء دولة يحكمها الدستور والقانون والنظام، ويسودها العدل والحرية والمواطنة المتساوية.
5- يؤكد المؤتمر الشعبي العام موقفه الداعي إلى الذهاب نحو السلام العادل والشامل القائم على ضمان حقوق اليمنيين مؤيداً أي خطوات من شأنها تحقيق ذلك ومن ضمنها الاتفاقات الأخيرة التي تمت، داعياً إلى أهمية أن يتم تنفيذ كل بنودها خاصة في الملف الإنساني وبما يهيئ الأرضية الملائمة للذهاب نحو مفاوضات للحل السياسي، مجدداً التأكيد على قناعته بأن الحوار سيظل هو الوسيلة المثلى لتجاوز كل الخلافات والاختلافات بين الفرقاء على الساحة الوطنية وبما يسهم في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وضمان الشراكة الوطنية بين الجميع من خلال تقديم التنازلات لبعضنا البعض كيمنيين بعيداٌ عن أي تدخلات خارجية.
ثالثاً، إقليمياً ودولياً:
1- يؤكد المؤتمر الشعبي العام على موقفه المنطلق من موقف الشعب اليمني العظيم في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإدانته الشديدة لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين وبالذات سكان قطاع غزة منذ أكتوبر من العام الماضي، مستنكراً الدعم الغربي والأمريكي للعدو الصهيوني وموقف الصمت الأممي تجاه تلك الجرائم والمجازر.
2- يجدد المؤتمر الشعبي العام تأييده لكل الخطوات التي تتخذها اليمن وقواتها المسلحة في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني ونصرة غزة بكل الطرق والوسائل وحق الشعب اليمني في مواجهة أي اعتداءات يتعرض لها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والعدو الصهيوني ومن معهم.
3- يؤكد المؤتمر على إدانته كل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني من قبل بعض الدول العربية والإسلامية والتي تأتي على حساب حقوق القضية الفلسطينية، ويؤكد على مواقفه القومية المساندة لقضية الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في مقاومة المحتل الصهيوني حتى تحرير أرضه ونيل حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن المؤتمر الشعبي العام وهو يكرر تهانيه لكل مؤتمري ومؤتمرية بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للتأسيس، لَيؤكد أنها ستمثل محطة تحول نحو مزيد من التماسك والحفاظ على وحدة المؤتمر، ومواجهة وإحباط كل مخططات استهدافه داخلية أو خارجية، وسيظل هو التنظيم القادر على التعبير عن طموحات وتطلعات الشعب اليمني والأقدر على تمثيل التنوع اليمني الذي يرفض كل أشكال التقوقع والإنكفاء والتخندق وراء مشاريع صغيرة.. وليبارك الله المؤتمر.
الرحمة والخلود لشهداء الوطن..
الشفاء العاجل للجرحى..
الحرية للأسرى..
النصر لليمن..
صادر عن المؤتمر الشعبي العام
صنعاء، الجمعة، 19 صفر 1446هـ
الموافق، 23 أغسطس 2024م |