صعدة برس - وكالات - يُراهن كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً في حربه وعدوانه على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبعض دول المنطقة التي تحرّرت من الوصاية والهيمنة الأمريكية أنه باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، كسر إرادة وشوكة المقاومة وأضعف الروح المعنوية للمجاهدين في ميدان المعركة.
لكن سياسة العدو الصهيوني بأعماله الإجرامية والجبانة، تأتي بنتائج عكسية على الواقع، فجرائم الاغتيالات والتصفيات، تُمثل بالنسبة للفصائل الفلسطينية والمجاهدين في لبنان، بداية لمرحلة جديدة من المواجهة بقوة وتصميم وإرادة غير مسبوقة في المضي على طريق من استشهدوا في سبيل نصرة المستضعفين والمظلومين والدفاع عن المقدسات الإسلامية.
لجوء كيان العدو، لاغتيال قادة المقاومة، إنما يُعبر عن مدى الإفلاس والفشل الصهيوني، ويعكس في الوقت ذاته الخسارة التي مُني بها الكيان المؤقت في غزة وجنوب لبنان، فضلاً عن كونه محاولة يائسة منه لخلط الأوراق وتغيير الواقع المُر الذي يعيشه قادة العدو وعصاباته منذ معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023م.
معادلة تحقيق الانتصارات والإنجازات الوهمية، التي طالما تغنى بها كيان العدو، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، لا تأتي بالاغتيالات والتصفيات أو باستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية وقصف مساكن الأبرياء وحصارهم وتجويعهم ولا أيضاً بإلقاء آلاف الصواريخ والقنابل على مخيمات النازحين والمنشآت الصحية والتعليمية وغيرها.
ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تصفيات مستمرة، بدعم أمريكي وبريطاني، عملاً جباناً، يعكس هزيمته وعجزه عن كسر إرادة الأبطال المجاهدين وثباتهم واستبسالهم والتضحيات التي يقدّمونها من أجل دحر الاحتلال الصهيوني وتطهير الأراضي المحتلة من رجس الصهاينة، الذين اقترفوا وما يزالون جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين واللبنانيين.
ولعل قادة الصهاينة ومن تحالف معهم من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، لم يُدركوا بعد أن مسيرة جهاد محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا لن تتوقف باغتيال القادة العظماء لأنها فكرة لا تموت بموتهم، ولأن القادة يخلفهم قادة آخرون يواصلون مشوار أولئك الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية في سبيل التحرر من المشروع الصهيوني الأمريكي.
إن الانتصارات التي يصنعها العدو الإسرائيلي، بين الحين والآخر باغتيال القادة الشهداء إسماعيل هنية وسماحة السيد حسن نصر الله والبطل يحيى السنوار ومن سبقهم من العظماء، تبقى نشوة مؤقتة، تقود الكيان المجرم إلى الزوال المحتوم الذي وعد الله به عباده المؤمنين الصادقين، وإن إرادة المقاومة ثابتة وماضية في مواجهة المشروع الصهيوني، وسيكتشف كيان العدو أن اغتيال القادة لن يجلب له إلا الهزائم النكراء على كافة المحاور.
فما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، والعدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، ودماء القادة وكافة الشهداء في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا ستشكل وقوداً لنار محور المقاومة التي لن تخبو حتى تحرير فلسطين وكامل الأراضي العربية المحتلة.
ومن المهم الإشارة إلى الموقف اليمني المناصر للقضية الفلسطينية والمساند للمجاهدين في غزة ولبنان، والذي جدّد تأكيد ثباته مساء أمس قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة باستشهاد القائد الكبير يحيى السنوار بأن الشعب اليمني لن يتخلى عن نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيواصل المسار التصعيدي في العمليات العسكرية في البحار وبالقصف بالصواريخ والمسيرات إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الصهيوني.
وأشار إلى أن الشعب اليمني وقواته المسلحة سيواصلون العمليات العسكرية الجهادية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، في البحار وعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الصهيوني، انتصاراً للقضية الفلسطينية ودعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وقال السيد القائد "كما قلنا منذ البداية لأخوتنا المجاهدين في فلسطين لستم وحدكم، نحن معكم حتى النصر والله معكم وكفى بالله نصيراً".
لذا يرحل العظماء وتبقى الفكرة خالدة لا تفنى برحيلهم، ومهما أوغلت إسرائيل في جرائمها، فإن اغتيال قادة المقاومة لن يفت في عضد المجاهدين أو يُضعف عزيمتهم، بل سيزيدهم صلابة وإصراراً على التمسك بنهج من سبقهم والمضي على طريق المواجهة حتى النصر أو الشهادة.
سبأ |