صعدة برس - متابعات - *نادر الصفدي
منذ بدء الأزمة مع دولة قطر، والحديث عن إغلاق مكتبها السياسي و”طرد” قادتها من الدوحة بشكل تدريجي ودبلوماسي، تعكف حركة "حماس" على قدم وساق على إيجاد دولة توافق على استضافتها وممارسة مهامها السياسية بداخلها.
لكن يبدو أن "حماس"، وحتى هذه اللحظة لم تجد الكثير من العواصم العربية والإسلامية التي ترحب بها وتفتح لها أبوابها على مصراعيها، فالخيارات التي كانت متعددة في السابق بدأت تضييق بشكل "مفاجئ" الآن، حتى باتت الأبواب المفتوحة للحركة أقل من أصابع كفة اليد الواحدة.
ورغم أن الحركة تربطها علاقات "جيدة" مع الكثير من الدول العربية والإسلامية والتي تدعم محور المقاومة وكانت تتغنى بذلك طوال الشهور الماضية، إلا أن خيار الإقامة وفتح المكتب السياسي للحركة واستقبال قادتها والمخاطرة بمواجهة إسرائيل من القيام بعمليات اغتيال أو الصدام مع الإدارة الأمريكية قد راجع حسابات تلك الدول.
فحتى هذه اللحظة لم تعلن غير دولة اليمن بشكل صريح ترحيبها بحركة "حماس" وقادتها، وبحسب المعلومات المتوفرة فقد اتصل القيادي في المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” اليمنية محمد البخيتي بأعضاء قيادة حماس وأبلغهم إمكان استضافة مكتبهم السياسي في صنعاء مهما كانت العواقب.
كما كتب محافظ ذمار عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” في اليمن محمد البخيتي في تدوينة عبر منصة “إكس”، “نرحب بقادة “حماس” في صنعاء”، لكن الحركة رفضت العرض لعدم توافر الأمان لأعضائها، وفق ما تناقلته وسائل إعلام.
هذا التطور جاء بعد أن أعلنت تركيا بشكل صريح عدم قدوم وفد “حماس” إليها للإقامة داخل أراضيها، وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في وقت سابق، إن “انتقال قيادات حماس إلى أنقرة أمر غير وارد في الوقت الحالي، وأن الحركة ستتحول إلى سياسية بعد قيام الدولة الفلسطينية”، داعياً إياها إلى اتخاذ موقف حاسم في ما يتعلق بحل الدولتين.
عواصم عربية أغلقت أبوابها والحركة تُواجه ضغوطات خارجية كبيرة
وبحسب إعلام عبري وأمريكي، فإن الكثير من العواصم العربية تتعرض لضغوطات أمريكية وإسرائيلية كبيرة من أجل رفض استضافة قادة حركة حماس على أراضيها، وأن الثمن سيكون غاليًا حالة مخالفة هذا الأمر.
وقبل أيام حذرت الخارجية الأمريكية تركيا من استضافة حماس بصورة دائمة على أراضيها، وذلك بعد تقارير عن انتقال قادتها اليها، والتي لم تؤكد، في حين كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء أن قادة فريق تفاوض حماس، لا يتواجدون في العاصمة الدوحة حاليا ويتنقلون بين عواصم مختلفة، وشدد الأنصاري على أنه “إذا تم إغلاق المكتب السياسي لحماس فإن الخارجية ستعلن ذلك وليس من خلال وسائل أخرى.
ويبقى التساؤل هنا، أين هم قادة حركة “حماس” الآن بعد مغادرتهم دولة قطر، والإجابة حسب المعلومات المتوفرة لـ”رأي اليوم”، فإن قادتها موزعون على عدة دول من بينها “موريتنا، تركيا، الجزائر، ماليزيا، لبنان”، وجميعهم يقيمون بتلك البلاد بصفة “إنسانية” وليست سياسية.
وهنا التساؤل..
لماذا اليمن فقط؟ وهل أخطأت “حماس” في حساباتها؟ وهل رضخت الدول لضغوطات أمريكا؟
* المادة نقلت من موقع رأي اليوم |