صعدة برس - وكالات - *رشيد الحداد
في الوقت الذي جدّدت فيه السعودية تأكيد استعدادها للمضي في عملية السلام في اليمن، واصلت قوات صنعاء خلال الساعات الماضية، ضرباتها ضد العدو الإسرائيلي، حيث أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن صاروخ أطلق من اليمن سقط قرب عين جدي المحاذية للبحر الميت. وأوضحت الإذاعة أن صفارات الإنذار دوت في بعض مستوطنات الضفة الغربية نتيجة لإطلاق الصاروخ الذي زعم الناطق باسم جيش الاحتلال، افيخاي أدرعي أنه تم اعتراضه قبل دخوله الأجواء الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، واصلت قوات صنعاء عملياتها البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان، وكذلك السفن التجارية التابعة لشركات ملاحية دولية تعمّدت خرق القرار اليمني الخاص بمنع الدخول إلى الموانئ الفلسطينية في البحر المتوسط.
وأعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، أمس، عن حادث بحري جديد على مدخل باب المندب، وقالت إنها تلقّت تقريراً عن واقعة على بعد 74 ميلاً بحرياً جنوب غرب مدينة عدن، ونقلت عن ربان السفينة القول إن ما يصل إلى 12 قارباً صغيراً لاحقت سفينته على مدار ساعتين، مؤكّدة أن أحد تلك القوارب اقترب إلى مسافة ميل بحري واحد منها.
وتُعدّ هذه الحادثة هي الثانية منذ مطلع العام الجاري، التي تشارك فيها أعداد من الزوارق العسكرية التابعة لقوات صنعاء، والتي تمارس دور التفتيش البحري.
الحوثي يؤكد هروب حاملة الطائرات «لينكولن» بعد «آيزنهاور»
وفي الإطار نفسه، أكّد قائد حركة «أنصار الله» في اليمن عبد الملك الحوثي، أن قوات بلاده ستواصل عملياتها في البحار، ومنع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب والمحيط الهندي.
وقال في خطابه الأسبوعي بشأن الأحداث في المنطقة، إن «اليمن تحدّى أمريكا ببوارجها وأساطيلها الحربية في البحار، بعد أن أعلنت العدوان عليه وثبُتَ ولم يتراجع عن موقفه أبداً». وأشار إلى أن «اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات، وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية»، مضيفاً أن «حاملة الطائرات آيزنهاور هربت من البحر الأحمر منهزمة ذليلة مطرودة ومُستهدفة.
ووفق إعلان البحرية الأمريكية، تهرب الآن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن من البحر العربي بعد إعلان الاستهداف لها. فقد أصبحت خائفة من أن تبقى في البحر العربي وأصبح القرار أن تعود أدراجها من حيث أتت».
وشكّل ذلك التصعيد اليمني في البحر الأحمر، محور نقاش في الاجتماع الثلاثي الذي عُقد، الثلاثاء، في الرياض، بين ممثلي السعودية وإيران والصين، وفقاً لاتفاق بكين. وبعد ساعات من حديث الإعلام السعودي عن اتفاق مع إيران بشأن دعم الحل السياسي في اليمن، ضاعفت السعودية رسائلها الإعلامية إلى صنعاء، ملمّحةً إلى استعدادها للدخول في صفقة مع حركة «أنصار الله» تنهي الأزمة اليمنية من دون شروط.
وخلافاً لتهديدات المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، حول رفع تصنيف حركة «أنصار الله» إلى منظمة إرهابية عالمية مع تسلّم دونالد ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل، استبعدت المنابر السعودية التصعيد من قِبل الأخير.
وقالت صحيفة «الشرق الأوسط»، في تقرير أمس، إن المملكة تبحث عن مخرج للأزمة في اليمن، واستبعدت مغامرة ترامب بالدخول في حرب مع صنعاء على حساب اقتصاد بلاده، في إشارة إلى المخاوف السعودية من استخدام الرئيس الجديد ورقة اليمن لابتزازها كعادته السابقة، إلا أنها لم تستبعد إمكانية تنفيذه سلسلة اغتيالات محدودة بحق قيادات عليا في حركة «أنصار الله».
وفي الموازاة، ذكرت قناة «الحدث» السعودية أن فريق ترامب بدأ اتصالات مع من وصفتهم بخبراء ومسؤولين وأطراف يمنيين وإقليميين، لمناقشة ما يمكن فعله تجاه «أنصار الله». ولم توضح نتائج تلك الاتصالات، لكنها كرّرت ما ذكرته «الشرق الأوسط» بشأن عدم رغبة إدارة ترامب في التصعيد في اليمن.
* المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف |