صعدة برس - سلطان قطران - اختتمت اليوم 23/11/2008م فعاليات ورش العمل والدورات التدريبية واللقاءات التشاورية المكثفة لعلماء الدين والحقوقيين والصحيين وممثلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام من مختلف محافظات الجمهورية - خاصة من محافظات المستهدفة (الحديدة ـ حضرموت ـ المهرة ـ عدن ـ أمانة العاصمة ) - التي كرست لمناقشة أراء المذاهب حول ختان الإناث بغية الخروج بفتوى معمدة وموقعة منهم للتخلي عن عملية الختان، ونشر مفاهيم الإسلام الصحيحة الداعمة لحقوق الأطفال ومنع ختان الإناث..
وقد أكد العلماء المشاركون أن الدين الإسلامي لا يقر ختان الإناث، وان الممارسات الموجودة تمثل اعتداء على جسد المرأة ومستقبلها وحياتها الاجتماعية.
وأشاروا في بيان عن اللقاء التشاوري لعلماء اليمن أن العلماء غير راضين عن عملية ختان الإناث التي قالوا إنها مؤذية للفتاة ومخالفة لنصوص الشرع.
ودعاء العلماء في ختام اللقاء الذي نظمه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بصنعاء خلال الفترة من (22-23) نوفمبر الجاري إلى وقف الختان كونه غير شرعي ، قائلين بالنسبة لما ذكره الفقهاء في ختان الإناث والذي لا ضرر فيه فلا غبار عليه ولا يجبر عليه أحد، ويجب على من يقوم به أن يكون على علم ومعرفة به لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن).
كما طالب العلماء القائمين على السلطة التشريعية والتنفيذية سن تشريع يمنع الممارسات الخاطئة وكل ما يضر بالمرأة وصحتها، وبالطفل ومستقبله، مؤكدين أهمية وضع تشريع قانوني يجرم عملية ختان الإناث رغم صدور القرار الوزاري الذي يمنع الختان في المستشفيات الحكومية والخاصة..
عبير فرج مطلق – منسقة الدورة بمركز الدراسات والبحوث في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة - قالت في حديثها لـ ( صعدة برس ) : إن هذه الدورات واللقاءات قد هدفت لتدريب مدربين بخصوص التخلي عن ختان الإناث ضمن خطة وطنية هي بصدد إقرار واعتمادها..
وأوضحت أن خطوات إعداد هذه الخطة كانت عبر الاستعانة بخبير من اليونيسيف في السودان، وبالتعاون مع مكتب اليونيسيف بصنعاء، وبشراكة مع المجلس الأعلى الذي عقد ورشة لمناقشة المسودة .
وذكرت أن هذه اللقاءات قد عقدت بعد أن تم عقد لقاءات مجتمعية في محافظتي عدن والحديدة، وكان مخطط لها أن تعقد أيضاً في حضرموت والمهرة لكن نظراً لكارثة السيول التي حدثت لم تعقد تلك اللقاءات، وكان اختيار المدربين والمشاركين من خلال اللقاءات التي نتج عنها شخصيات فاعلة ومواقف إيجابية للتخلي عن ختان الإناث، كما نوهت بأن المتدربين الذين تلقوا محاضرات هامة من النواحي الدينية والاجتماعية والصحية والقانونية حول عملية الختان سيكونوا منابر توعية في محافظاتهم ومجتمعاتهم لعمل حراك مجتمعي للتخلي عن ختان الإناث.
يذكر أن دراسة حديثة عن وضع ختان الإناث في اليمن قد كشفت أن نسبة انتشار ختان الإناث في المراكز الحضرية مثل الحديدة وعدن والمهرة وحضرموت و صنعاء بحسب المسح الصحي للأسرة اليمنية لعام 2003م ما يزال مرتفعاً مع وجود مؤشرات أخرى كموافقة المرأة على استمرار الرغبة في القيام بذلك مع بناتها.
حيث بينت الدراسة أن (71.2%) من النساء لا يزلن يعتقدن بوجوب استمرار ختان الإناث، كما أن الأهالي في المحافظات ذات التركيز العالي للممارسة يؤكدون أن ختان الإناث لديهم يعتبر جزءا مهما من حياتهم بسبب علاقتهم الوثيقة بالدين والثقافة.
وأفادت الدراسة بأن الفتيات في الغالب يتم ختانهن خلال الأسبوع الأول وحتى الشهر الأول بعد الولادة.
واحتملت الدراسة، نظرا لعدم وجود إحصائية أكيدة، أن محافظة الحديدة قد سجلت المرتبة الأولى في ختان الإناث، تليها حضرموت ومحافظة عدن، فيما تحتل المرتبة الرابعة محافظة صنعاء. |