صعدة برس - غاب "قمر السلفيين" إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير عن وسائل الإعلام يوم امس الجمعة، رغم أنه كان من المنتظر أن يطل من مدينة طرابلس تلبية لدعوة رئيس جمعية إقرأ بلال دقماق، الأسير الذي كان قد فك أسر مدينة صيدا منذ ايام مضت، شرع بتنظيم جولة له على المناطق اللبنانية، حيث كانت البداية من منطقة طريق جديدة في بيروت.
الشيخ الأسير صال وجال على المناطق اللبنانية، ساحة الشهداء في بيروت لم تأمن زحفه، وصل إلى مجدل عنجر، وإلى تخوم عكار هدد، وتوعد، لكن على ما يبدو ستبقى طرابلس عصية على الفتح الأسيري، رغم وجود أكثر من حصان طروادي فيها، كالشيخ بلال دقماق، والشيخ عمر بكري، والأخير كان سباقاً في مبايعة إمام مسجد بلال بن رباح بزعامة الطائفة السنية في لبنان.
بلبلة كبيرة سادت مدينة طرابلس في الأيام الماضية عقب الإعلان عن زيارة الأسير السلفي إلى رحاب المدينة، فللشيخ عداوات، وخصومات مع مشايخ المدينة، ومفاتيحها السلفية، منذ قرر تلبية دعوة الشيخ عمر بكري إلى زيارة الفيحاء، وتراجعه عنها، طبقا لمقولة الشاعر"مكر مفر مقبل مدبر معاً"، ويقف مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الإسلام الشهال على رأس أبرز الساخطين من زيارة الأسير للمدينة، ويوافقه الرأي في ذلك كثيرين من بينهم الشيخ سالم الرافعي، ومشايخ الدعوة السلفية الذين يعبرون عن مواقفهم في السر.
مصادر مقربة من التيارات السلفية في الشمال تشير إلى ان "الشيخ الأسير سبق له وأن زار المدينة أكثر من مرة في السابق، ولكن الأحلام بدأت تراوده في إيجاد موطئ قدم له في طرابلس معتمدا على بعض المشايخ المعزولين أصلا عن الخارطة الدينية للمدينة، وعاود الكرّة أثناء إعتقال الشاب شادي المولوي، ولكنه فشل لأن مشايخنا أوصلوا رسالة له مفادها، لك ساحتك، ولنا ساحتنا".
وفي ردها على سؤال حول الجهة التي دعت الأسير إلى زيارة المدينة تقول المصادر " فوجئنا بأن الشيخ بلال دقماق وجه دعوة للشيخ الأسير لزيارة المدينة، دون مشاورة مشايخ الدعوة السلفية، القضية نفسها تتكرر لكن بإختلاف شخصيات أبطالها، فمنذ أشهر بادر عمر بكري إلى دعوة إمام مسجد بلال بن رباح لزيارة المدينة، وكان مصيرها الفشل آنذاك".
المصادر تؤكد "أن شعبية بلال دقماق، وعمر بكري معروفة في المدينة، وكان الأجدى بالشيخ الأسير مصالحة الرجلين المتخاصمين فيما بينهما أصلاً، قبل التفكير في زيارة المدينة"، وفي ردها على سؤال حول سبب الخلاف بين بكري، ودقماق تلفت المصادر إلى "أنهما كانا صديقين مقربين يمضيان أغلب وقتهما في مزاولة رياضة كرة الطاولة، ولكن محاولة دقماق جمع تبرعات على إسم الشيخ بكري من مكتب الرئيس نجيب ميقاتي في عام 2008 من أجل فتح إذاعة، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقة بين الطرفين، ومنذ ذلك الحين يتهم بكري دقماق بأنه سلفي أمني، بالمقابل لا يتوانى دقماق عن محاولة إلصاق شتى أنواع التهم بحق الشيخ الآتي من بريطانيا".
وبالعودة إلى الحديث عن زيارة الأسير إلى طرابلس "تعرب المصادر عن إمتعاضها، وإستغرابها من محاولات الشيخ الدؤوبة لدخول المدينة التي يمكنه زيارتها وقتما شاء لكن بعد مشاورة الممسكين بزمام الأمور فيها، وأقصد مشايخ الدعوة السلفية"، مضيفاً" نحن نحترم ونقدر شخص الشيخ الذي ساهم في هذه النقلة النوعية للدعوة السلفية، ولكن ممنوع الإقتراب من صحن الغير، فلا أحد ينافسه في صيدا، ولا نريد أن ينافسنا أحد في طرابلس، فالقضية لا تتعلق بزعامة كما عمل البعض على الهمس في إذن الشيخ، القضية قضية مبدأ وإحترام لمشايخ الدعوة السلفية في طرابلس الذين عانوا ما عانوه من إعتقال، وظلم في فترات سابقة".
إلى ذلك يعتزم الشيخ أحمد الأسير المشاركة اليوم السبت في الإعتصام الذي دعا إليه عند دوار الكرامة، وكان قد أصدر نداءات تدعو إلى المشاركة الكثيفة في المهرجان "كي لا يُطرد الآف اللبنانيين من دول الخليج بسبب تصرفات شبيحة حزب المقاومة في لبنان، وكي لا يحذف لبنان عن خارطة السياحة في الشرق الاوسط، وكي يعذرنا الله بملف المخطوفين من الطرفين، وكي نذكّر اللبنانيين بخطر المشروع الايراني الذي من الممكن أن يحوّل لبنان بأي لحظة لساحة حرب، وكي لا يفكر احد بزيارة صيدا من اجل التعدي على الكرامات".
|