صعدة برس - بقلم/
أحمد غراب
ابني كان مصمم اشتري له بدلة عسكرية لعيد الفطر،خفت يحسبوه على الحرس والا الفرقة رجعت اشتريت له معوز وغترة مع أنه لسه طفل صغير.
أهم شيء نعيِّد أول ثلاثة أيام في العيد بعدها مش مهم نحتبس على ذمة الديون خصوصاً وأن المالية لم تصرف الاكرامية وقدمت لنا بدلاً عنها مرتب شهر أغسطس يعني الحراف بعد العيد هذا ليس كمثله حراف.. حتى قاموس الأمثال الشعبية لم يغفل عن التكاليف والأعباء المادية للعيد ولك أن تسمع المثل الشعبي الذي يقول «العيد يخرج المخبا » يعني لو انت مخبي فلوس العيد بيخرجها ، ومثل آخر يقول «عيد القبيلي مرض» .
بالنسبة للنساء طالما لا إكرامية اليوم فلا عسب غداً ، واللي معه حنا تحنى.
أما عيدية الأطفال فأين المفر ؟! فالعيد في اليمن هو عيد الأطفال بشكل أساسي ملابس جديدة وعيدية ولعب وحدائق ، واذا لم تعط للطفل عيديته فسوف «يًبدع بك» فالاطفال لايعذرون ولايعترفون بالظروف ولا بالجوابات ، واتخيل منظر الموظف البسيط محدود الدخل عندما يتفاجأ وهو يقوم بزياراته العيدية بخروج عشرة أطفال مرة واحدة كل واحد يسلم عليه ولسان حاله :« أين العيديه يا جلدة ؟» فلايملك إلا أن يهتف :« السلام تحية » وهرررربة؟
قال الشاعر اليمني القديم “ شعبان زلج ورمضان تدفر والعيد اجاء ورحبوا بالاخضر” ، ومن يسمع كلمة الاخضر هذه الأيام لايعتقد أن الشاعر قصد بها “الحبيب” بل يتبادر إلى ذهنه أن المقصود هو «الدولار» ، أو ربما يتخيل أنه قصد الريال اليمني الأخضر أيام كان الريال ريالاً والربابي عدنية.
معظمنا يكونون سهرانين في أول يوم في عيد الفطر ، وتسمى أول ليلة في عيد الفطر ليلة السحبلة لأن الليل يمشي بطيئاً كسلحفاة أو هكذا يتهيأ لنا بعد ليل رمضان السريع يعني بالصلاة على النبي ماتجي الساعة عشر ليلاً إلا والناس في سابع نومة.. ولايقتصر الأمر على السحبلة، فهناك البطننة وهو مصطلح مأخوذ من عبارة « آه يا بطني» فالأغلبية يوم العيد يعانون من آلام في المعدة أو مغص في البطن لأن المعدة تتغير بمجيء الفطر بعد الصوم والأهم من ذلك أن الرجل يوم العيد مثل الحصادة أينما سار يأكل زبيب ولوز وعصائر وشاي وكيك ولو من باب المجاملة.
وأخيراً يقول الشاعر الباغر : “ من قال إنني في عيد ؟ من قال انني سعيد ؟ أنا عيدي عندما أرى يمن سعيد”.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .
|