صعدة برس - أكدت مصادر مطلعة أن حميد الأحمر أبرم عقداً بمبلغ 50,000 دولار شهرياً مع شركة باغن بوغز، وهي إحدى شركات العلاقات العامة في العاصمة الأمريكية واشنطن والمعروفة بعلاقاتها القوية مع جماعات الضغط (اللوبيات) في الولايات المتحدة الأمريكية، وينص العقد على أن تقوم الشركة بالترتيب للمذكور لعقد لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومسئولين في الإدارة الأمريكية، إضافة إلى التنسيق مع جماعات الضغط في الولايات المتحدة وعلى رأسها منظمة الإيباك (اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة) التي تربطها بشركة باتن بوغز علاقات شراكة وثيقة وتعتبر الواجهة التي تستخدمها الإيباك لإقامة علاقات سرية مع السياسيين العرب، ومنهم شخصيات تم التنسيق معهم لإدارة وتوجيه الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية مؤخراً، وتحديداً من المجلس الانتقالي الليبي، وحزب النهضة، والحزب الجمهوري في تونس والمجلس الوطني السوري.
ويسعى حميد الأحمر خلال هذه الفترة إلى تحسين صورته خارجياً، وخاصة في الولايات المتحدة لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة، والتي يسعى فيها إلى تضخيم دوره داخليا لإقناع حزب الإصلاح للضغط على تكتل اللقاء المشترك لدعمه سياسياً للعب دور مستقبلي، خاصة بعد تصريحات الرئيس هادي بأنه لن يمدد الفترة الانتقالية ولن يترشح في الانتخابات القادمة.
مصادر مقربة من حميد الأحمر أشارت إلى أن مساعيه لاستخراج تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، تعطلت بعد أن طلب بأن يتم أخذ بصماته خارج السفارة بدلاً من حضوره إلى المكتب القنصلي في السفارة لاستكمال هذا الإجراء، وهو ما رفضته السفارة بشكل حازم حفاظاً على الإجراءات القانونية المعمول بها طبقاً للقوانين الأمريكية.
نفس المصادر طرحت أنه في حال فشل حميد الأحمر في الحصول على التأشيرة خلال الأيام القادمة فإنه سيقوم بالتنسيق مع اللواء علي محسن لإقناع الرئيس هادي بضم اسمه ضمن الوفد الذي سيزور واشنطن في شهر سبتمبر، حيث يصر حميد الأحمر على إتمام الزيارة خلال نفس الشهر، كون شركة باتن غوبز قد قامت باستكمال إجراءات التنسيق له لعقد لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومنظمة الإيباك في شهر سبتمبر، وعدم حضوره يعني إلغاء تلك اللقاءات وإلزامه بدفع تكاليف جديدة لأي لقاءات مستقبلية.
الجدير بالذكر أن شركة "باتن بوغز" تمتلك مكتباً إقليمياً في العاصمة القطرية الدوحة، وقد تم افتتاحه رسمياً من قبل أمير قطر وتشرف عليه حالياً زوجته الشيخة موزة المسند، ويعتبر هذا المكتب المنسق الرسمي للحكومة القطرية لدى المؤسسات السياسية الأمريكية والأوروبية، ويديره عدد من ضباط الاستخبارات الأمريكية الذين يمتلكون خلفيات قانونية وسياسية بشئون المنطقة العربية وإسرائيل.
وشركة "باتون بوغز" لها خبرة في العلاقات العامة ومنذ إنشائها في العام 1962م وهي تعمل في مجال تكوين جماعات الضغط من خلال مكاتب المحاماة التي تمتلكها، وطاقم الموظفين القانونيين والسياسيين الذين تقوم باستقطابهم، وخاصة من الذين عملوا في الإدارات الأمريكية السابقة من سفراء سابقين مثل فرانك وايزنر، الذي عمل سفيراً في عدد من الدول ومنها مصر، وكان آخر مبعوث أمريكي (أثناء فترة عمله في الشركة) للرئيس أوباما إلى حسني مبارك، قبل الإطاحة به، وخبراء قانونيين مثل السيد لاني ديفيس، والذي كان المستشار والمتحدث الخاص باسم الرئيس بيل كلينتون، إضافة إلى ضباط مخابرات في وكالة المخابرات الأمريكية مثل جيمس باتون وآلن بوزيل.
كما ارتبطت الشركة منذ بداية تأسيسها بمنظمة إيباك (اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة)، وأصبحت إحدى الواجهات التجارية والقانونية للمنظمة وعن طريقها يتم استقطاب السياسيين العرب لإقامة علاقات خاصة بينهم وبين منظمة الإيباك، وبحيث تقوم المنظمة بتلميعهم في دوائر صنع القرار الأمريكي مقابل الالتزام بسياسات المنظمة في المنطقة العربية وعلى رأسها التطبيع مع إسرائيل والاشتراك في إعادة رسم السياسات لدول المنطقة بما يحقق أهداف الاستراتيجية الأمريكية فيها، ومن الشخصيات التي كشف النقاب عن ارتباطاتها بهذه الشركة الدكتور أحمد الجلبي، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ومهندس الاحتلال الأمريكي للعراق، ووفيق السامرائي، رئيس المخابرات العراقية السابق، وراشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي، والقاضي منصور عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، والذي كان مرفوضاً بشكل كامل لتولي أي منصب سياسي في ليبيا كونه من أصدر أحكام الإعدام في محاكمة الممرضات البلغاريات في ليبيا في عهد القذافي، والذي تحول إلى شخصية وطنية لدى الأمريكيين والأوروبيين بعد توقيعه على عقد علاقات عامة مع شركة باتر وتواصله مع اللوبي اليهودي (إيباك) في أمريكا عن طريق هذه الشركة.
الملفت للنظر في نشاطات هذه الشركة أن افتتاح فرعها في قطر تزامن في نفس العام 2003م مع استضافة قطر للمؤتمر الإسلامي الأمريكي الذي يعقد بصورة سنوية بتمويل رسمي قطري ورعاية قطرية – أمريكية، ويدعى له سياسيون أمريكيون سابقون وحاليون للاجتماع مع قادة تيار الإسلام السياسيى من جماعة الإخوان المسلمين في العالم لمناقشة عدة قضايا ومنها دور الإعلام في التحولات المجتمعية وإشكالية الصراع العربي – الإسرائيلي وكيفية تسويته، إضافة إلى أن قطر قامت في نفس العام برعاية وتمويل "أكاديمية التغيير" التي يديرها أحد أقرباء الشيخ يوسف القرضاوي من لندن ولها فروع في فيينا والدوحة.
وما يهدف إليه حميد الأحمر من خلال تعاقده مع هذه الشركة هو إكمال طموحه السياسي في التحكم الكامل بالدولة إما من خلال ترتيبات معينه مع الأمريكيين أو تكرار تجربته الناجحة من خلال إدارته للحكومة من خلال رئيس الوزراء الحالي الذي يشبه الدمية في يده، وبحيث يستطيع في حال عدم خوضه الانتخابات القادمة (بحسب النصائح الأمريكية والأوروبية) أن يتدخل على الأقل في اختيار وتنصيب الرئيس القادم في العام 2014م والذي لن يكون قادراً على تنفيذ مخططه بدون غطاء خارجي يسمح له بهذه الخطوة في ظل ارتباطاته الحالية بشخصيات داخل حزب الإصلاح ممن تعتبر على المستوى الدولي من رعاة الإرهاب العالمي مثل عبد المجيد الزنداني، وجامعة الإيمان المتهمة دولياً بتفريخ العناصر الجهادية وتصديرهم إلى ساحات الجهاد في الداخل مثل أبين، وشبوة، والبيضاء، وأرحب، أو الخارج كالعراق، وسوريا، والصومال، وهو ما يستدعي بذل جهود أكبر من الشركة وتنازلات أكثر من حميد الأحمر للحصول على الرضا الدولي لاستكمال الأجندة الخاصة به.
* اليمن اليوم
|