صعدة برس-متابعات - تثير الأوضاع في سورية ومصر والموازنة الجارية على حافة التحول من "حرب باردة" مع إيران إلى أزمة ساخنة، والخلافات القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين، تثير جميعها قلق إسرائيل ومجتمع خبرائه
بقلم د. رولاند بيجاموف
إن معرفة درجة العلاقات المثيرة للقلق في المجتمع الإسرائيلي ليست صعبة، فيكفي فقط أن نزور موقع مجتمع الخبراء الإسرائيليين "Debka" الذين لا يخفون علاقتهم مع الأجهزة الخاصة الإسرائيلية والتعرف على عناوين المواد التحليلية المنشورة فيه، للتأكد من أن الأوضاع الجيوسياسية الحالية في الشرق الأوسط تظهر للخبراء الإسرائيليين على أنها خطيرة جدا.
فزعيم "حزب الله" الشيخ حسن نصر الله يهدد إسرائيل من جانب لبنان ويولح بغيضها أحمدي نجاد من طهران بالأسلحة مهددا بدفن المشروع الصهيوني للأبد. ويوجه محمد مرسي من القاهرة دباباته إلى سيناء لمحاربة الإرهابيين. ويبقى السؤال كم ستطول عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء؟ وهل سيرغب الجيش المصري بإعادة الدبابات إلى ماوراء قناة السويس؟
ولكن أكثر ما يثير قلق إسرائيل هو الأوضاع لدى الجارة سورية والتي على وشك أن تندلع فيها نيران حرب أهلية.
تتخوف تل أبيب جديا من أن ترسانات الأسلحة الكيماوية في سورية يمكن في مرحلة من المراحل أن تستخدم لضرب إسرائيل.
وينظر في إمكانية أن تستخدم دمشق هذه الأسلحة بنفسها ، علما أن الحكومة السورية قد صرحت أنها لا تنوي استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تملكها ضد مواطنيها، وعلى كل حال فإن إسرائيل لا تستبعد أن تستخدمها دمشق ضدها، وخاصة أنه لحل الأزمة الداخلية لدى السلطات في دمشق تظهر رغبة في شن حرب أخرى مع إسرائيل ستجمع ليس فقط سورية وإنما العالم العربي والإسلامي معا.
ولكن يعتبر حدوث مثل هذا السيناريو ضعيفا جدا. فقلق إسرائيل الأكبر من الاحتمال المفترض لوقوع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية في أيدي "حزب الله" اللبناني وخاصة بيد جناحه العسكري.
وتحدث قائد إدارة التخطيط في المقر الرسمي لقوات الدفاع الإسرائيلية أمير إشيل بوضوح عن إمكانية فقدان دمشق السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
بينما أشار وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبيرمان مباشرة أنه في حالة تسليم الحكومة السورية أسلحة دمار شامل إلى أيدي "حزب الله" فإن إسرائيل ستعتبر تطور الأوضاع هذا على أنه "casus belli" ذريعة لإشعال الحرب.
ومن ناحية أخرى تحدث قائد المنطقة العسكرية الشمالية العميد يائير غولاني في أيار/مايو من هذا العام، تحدث عن إمكانية شن عملية اسرائيلية وقائية بهدف منع احتمال تسليم السلطات السورية أسلحة الدمار الشامل إلى "حزب الله".
ويرى الخبراء العسكريون الإسرائيليون أن الفوضى الحالية لدى الجارة سورية خطيرة جدا، ولكن الأكثر خطورة هو وصول القوى السياسية ذات الصبغة الدينية إلى السلطة في دمشق وخاصة أولئك الذين يرتبطون "بالقاعدة".
وحسب وجهة نظرهم أنه بالأخذ بعين الاعتبار الأوضاع غير المستقرة في مصر ولبنان ففي هذه الحال تحيط بالحكومة اليهودية أخطار مميتة.
فالأخطار تطوق إسرائيل من كافة الجهات، كما يرى الخبراء الإسرائيليون، ولكن ألا يبالغون في الخطر القائم؟ أليست عيون الخائف واسعة من الفزع؟
أم نحن نقف على أعتاب حرب واسعة النطاق بمشاركة إسرائيل؟
صوت روسيا |