صعدة برس-متابعات - تعد الطائرات الأمريكية بدون طيار أعين قوات الجيش الأمريكي وأذانها، التي تقدم للجيش "عينا في السماء" في المواقف التي يصعب فيها إرسال طائرات يقودها طيارون أو في المواقف التي تمثل خطرا على حياتهم.
ومنذ عقد مضى، كان أقل من خمسة في المئة من طائرات الجيش الأمريكي طائرات بدون طيار، والآن أصبحت هذه النسبة 40 في المئة، بدءا من طائرات جمع المعلومات الخفيفة إلى الطائرات متوسطة الحجم والمزودة بالأسلحة، والطائرات كبيرة الحجم الخاصة بمهام التجسس.
روابط ذات صلةاليمن: مقتل شخصين يشتبه في انتمائهما الى القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار كوانتس تسجل أول الخسائرالسنوية وتلغي طلب طائرات جديدة باكستان: مقتل 13 شخصا في سلسلة غارات لطائرات أمريكية بدون طياراقرأ أيضا
موضوعات ذات صلةعلوم وتكنولوجيا
لكن دور هذه الطائرات يتغير الآن، إذ تنفق الملايين من الجنيهات في مشاريع مدنية خاصة، بدءا من أمن الحدود إلى أعمال المراقبة من قبل الشرطة وحتى نقل السلع.
وفي هذا العام، مرر الكونغرس الأمريكي قانونا جديدا يسمح لإدارة الطيران الفيدرالي، وهي الهيئة الأمريكية المنظمة للمجال الجوي، بفتح مجالها أمام الطائرات بدون طيار حتى شهر سبتمبر 2015، ومن المتوقع أيضا أن تتخذ بريطانيا الخطوة نفسها.
وقالت الجهة المنظمة للتشريعات الجوية في بريطانيا، وهي هيئة الطيران المدني، لبي بي سي إن طائرات كبيرة بدون طيار قد تحلق في سماء بريطانيا قبل نهاية هذا العقد.
وقد سلمت هيئة الطيران المدني بالفعل 120 تصريحا يسمح بالطيران لطائرات صغيرة، وقبل حلول عام 2020 قد يتسع نطاق هذه التصاريح ليشمل الطائرات الكبيرة بدون طيار.
وقال غيري كوربت من هيئة الطيران المدني: "في مجال الطيران يمكنك أن تسوي بين ما نحن عليه الآن من تقنيات الطائرات بدون طيار، وبين طائرات الركاب عام 1918 أو في أوائل العشرينات".
وأضاف كوربت واصفا الطائرات بدون طيار: "لقد وجدناها مفيدة جدا في القتال والحروب، كما يمكننا أن نرى المستقبل أمام الاستخدام التجاري لها".
وتقوم الآن شركات دفاعية كبيرة وشركات ناشئة بالاستثمار بقوة فيما يعتقد الكثيرون أنه سيكون قريبا سوقا تصل قيمته إلى عشرات المليارات من الجنيهات.
وحتى الآن، كان التطور في مجال الطائرات بدون طيار يزداد من خلال زيادة هائلة في الإنفاق العسكري في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
والآن، أصبحت أجهزة الاستشعار والكاميرات المستخدمة في الطائرات بدون طيار رخيصة بشكل يجعل من الممكن وجود مجموعة كاملة من التطبيقات المدنية.
"ثورة هادئة"قامت خمسة من اجهزة الشرطة باختبار استعمال طائرات خفيفة بدون طيار كبديل عن وحدات الدعم الجوي التقليدية، الا ان جهاز شرطة واحد في مدينة ستافوردشاير ظل يستعمل هذا النوع من الطائرات.
وفي وقت سابق من هذا العام وقعت الشرطة في كِنت معاهدة مع شركاء في بريطانيا وفرنسا وهولندا لتطوير طائرات بدون طيار لمراقبة عمليات الشحن في القنال الانجليزي.
وفي الجانب التجاري، تستخدم بعض هذه الطائرات الصغيرة لتصوير الأراضي الزراعية وتحليل البيانات الواردة منها.
ويمكن لمثل هذه المعلومات أن تستخدم في تحديد الأماكن التي تكون في حاجة إلى مخصبات أو مواد لمكافحة الحشرات.
وتستطيع هذه الطائرة التي يبلغ طول جناحيها مترين أن تطير بنفسها من نقطة إلى أخرى باستخدام تقنية جي بي إس، وهي نفس التقنية الموجودة في معظم الهواتف الذكية.
وقالت سيو ولف من شركة كالين–لينز الجوية، وهي إحدى الشركتين البريطانيتين المشاركتين في المشروع الجديد: "إنها حقا ثورة هادئة سوف تأتي. وهي تقنية يمكن تصديرها بسهولة."
طائرات شحن بدون طيار
إدارة الطيران الفيدرالي الامريكي تتوقع أن تحلق 10,000 طائرة تجارية بدون طيار في الأجواء الأمريكية بحلول عام 2017
وتستخدم وزارة الأمن القومي الأمريكية انواعا غير مسلحة من طائرة "بريديتور" الحربية للبحث عن المهاجرين غير الشرعيين على الحدود مع المكسيك.
كما تدرس شركات الشحن العالمية، كشركة فيدرال اكسبريس، استخدام الطائرات بدون طيار لنقل البريد والشحنات لمسافات بعيدة.
إلا أنه يجب أن يتم تلافي بعض العقبات التي تخص قواعد السلامة والخصوصية قبل أن يأخذ هذا المجال الصناعي الجديد في الانتشار.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالي أنها تتوقع أن تحلق 10,000 طائرة تجارية بدون طيار في الأجواء الأمريكية بحلول عام 2017، الأمر الذي لاقى نقدا لاذعا.
يذكر أن هناك حملات تهدف في الوقت الحالي إلى تحويل أجواء عدد من المدن الأمريكية إلى "أجواء خالية من الطائرات بدون طيار"، كما يناقش السياسيون مشروع قانون للخصوصية من شأنه أن يطالب الشركات المشغلة للطائرات بدون طيار فوق الأراضي الأمريكية بإخطار الحكومة بأي معلومات يتم جمعها.
يقول كريس كولز، أحد المدافعين عن الخصوصيات، وصاحب مدونة "درون وورز": "إن العامة لا تستوعب مدى سرعة تطور هذا الأمر، فنحن نناقش أن تكون الأجواء مفتوحة في الولايات المتحدة بحلول عام 2015، وفي بريطانيا بحلول عام 2020."
وتابع: "لقد فشل البريطانيون حتى الآن في مناقشة هذا الأمر بشكل جيد، حيث إن عددا قليلا من البرلمانيين يتحدثون عنه."
أنظمة "التحقق والمناورة"إلا أن هناك مبالغ كبيرة من الأموال العامة يتم إنفاقها خلف الكواليس هنا في بريطانيا.
حيث إن ائتلافا من شركات الدفاع تقوده شركة بي اي إي سيستمز كان قد تلقى ما يقرب من 31 مليون جنيه استرليني في التمويل الإقليمي لإثبات ما إذا كان بمقدور الطائرات بدون طيار أن تشارك في التحليق بأمان في الأجواء مع الطائرات الأخرى.
كما تم إنفاق ما يقرب من 17 مليون جنيه استرليني لتحويل قاعدة عسكرية قديمة تقع في بلدة إيبربورث غرب ويلز لتكون أول مركز في أوروبا يعمل على اختبار الطائرات المدنية بدون طيار.
إلا أن أهم جزء مفقود في هذه التكنولوجيا يتمثل في نظام للتحقق والمناورة، له أن يعمل بشكل آلي على تحويل مسار الطائرة المدنية بدون طيار لتتفادى خطوط الطيران التجارية الأخرى، وأن تهبط على الأرض في منطقة آمنة إذا لزم الأمر.
كما ذكرت هيئة الطيران المدني البريطانية بوضوح أنها لن تعتمد استخدام الطائرات بدون طيار التي يزيد وزنها عن 20 كيلوغراما في أجواء بريطانيا إلى أن تتأكد من أن هذه الطائرة لديها القدرة على التحقق من الطائرات الأخرى في الجو ومن ثم تفاديها.
يقول كوربيت: "إذا ما وقع حادث في هذه المرحلة، فإن هذه الصناعة سترجع خطوات واسعة إلى الوراء".
وأضاف: "نحن لم ننته بعد من هذا الأمر، إلا أن هناك كثيرون يعملون بشكل مكثف لإيجاد حل له".
|