صعدة برس -
عناصر من الجيش السوري الحرلندن ـ سليم كرم ذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية أن الحكومة الفرنسية قد تتدخل من جانبها في محاولة لوقف نزيف الدماء في الأزمة السورية الراهنة وذلك من خلال تزويد قوات المعارضة السورية بمعدات عسكرية تتضمن أسلحة مدفعية ومدافع مضادة للطائرات. ونسبت الصحيفة إلى أحد الدبلوماسيين قوله إنه "في الوقت الذي تواصل فيه قوات المعارضة السورية تعزيز قدراتها على الحفاظ على المناطق والمعاقل التي سبق وأن استولت عليها من النظام السوري، تقوم الحكومة الفرنسية بمحاولة إيجاد فرصة مناسبة للغرب كي يقدم من خلالها و للمرة الأولى مساعدات عسكرية لقوات المعارضة السورية".
يذكر أن القوى الغربية كما تقول الصحيفة كانت تصر على عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة مدمرة والاكتفاء فقط بتزويدها بأسلحة خفيفة وذلك خوفًا من أن تؤدي حالة الفوضى في أوساط المعارضة المسلحة وتمزقها وانشقاقها على مستوى التنظيم إلى سقوط تلك الأسلحة في أيدي الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وتقول الصحيفة إنه "وعلى الرغم من تسليح قوات المعارضة السورية لايزال أمرًا محفوفًا بالمخاطر، إلا أن الحكومة الفرنسية تأثرت كثيرًا بالطريقة التي تدير بها قوات المعارضة المدن والمناطق التي تقع تحت سيطرتها من تكوينها مجالس محلية ثورية لفرض القانون والنظام".
وقال مصدر دبلوماسي في تصريحات أدلى بها إلى وكالة "رويترز" في باريس "إن الموضوع يشغلنا على نحو جاد غير أنه معقد وينطوي على مضامين خطيرة" ولكنه عاد وأكد قائلا "إننا لم نهمل الموضوع".
يذكر أن سورية كانت تخضع للانتداب الفرنسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى بموجب تفويض من عصبة الأمم آنذاك، وفي ضوء ذلك تلعب فرنسا دورا قويًا وتشارك في رسم السياسات الدولية تجاه سورية.
وخلال الأسبوع الماضي بدأت فرنسا في تقديم مساعدات مالية مباشرة لخمس مدن سورية تسيطر عليها قوات المعارضة السورية وذلك لاستخدامها في إعادة ضخ المياه لتلك المدن ولاستئناف عمل المخابز والمدارس لتمكين تلك المدن من استعادة ولو شكل من أشكال الحياة الطبيعية.
إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بتصعيد هجماته الأكثر عنفا ودموية على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة مما دفع بتلك القوات إلى مناشدة المجتمع الدولي لتزويدهم بأسلحة مضادة للطائرات تعينهم على وقف هجمات النظام الجوية.
وقال نشطاء سوريون إن "قوات المعارضة السورية نجحت في الآونة الأخيرة من إسقاط طائرة مروحية وطائرة حربية تابعة للنظام غير أن ذلك تم بمحض الصدفة والحظ".
ويقول النشطاء أيضا إن "تمكين قوات المعارضة من التصدي لهجمات الأسد الجوية يمكن أن يقلب موازين الحرب الأهلية في سورية والتي يقال أنها أودت بحياة ما يقرب من 26 ألف قتيل حتى الآن".
وقال مصدر دبلوماسي إن "فرنسا قد تخرج عن خط السياسة الغربية وذلك من خلال تزويد قوات المعارضة السورية بمدافع مضادة للطائرات. غير أن فرنسا تسعى في نفس الوقت إلى التوصل إلى قادة جديرين بالثقة لقوات المعارضة في كل من دير الزور وحلب وإدلب".
وقال المصدر الدبلوماسي إن "الأمر يحتاج إلى العمل بجد من أجل بناء علاقة تتسم بالثقة وتحديد هوية من سيحمل تلك الأسلحة و اتخاذ القرار بتقديمها". وقال أيضا إن " الأمر سوف يستغرق وقتًا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تلقت فيه قوات المعارضة ضربة بعد نجاح القوات الحكومية من استعادة سيطرتها على مدينة تل شهاب الحدودية القريبة من الأردن والتي كانت بمثابة نقطة عبور رئيسية للاجئين السوريين.
وقال نشطاء سوريون إن "القوات الحكومية التي كان يدعمها ما لا يقل عن 20 طائرة حربية قد أجبرت قوات المعارضة على الفرار".