صعدة برس - عقدت أحزاب "اللقاء المشترك" في اليمن اجتماعاً عاصفاً تواصل على مدى ثلاثة أيام، شهد انقسامات شديدة داخل التحالف، في حين أكدت مصادر انشقاق 4 أحزاب من داخل اللقاء لتشكيل كيان سياسي جديد موالٍ لإيران.
وكان الاجتماع انتهى بإعلان رفض "اللقاء المشترك" القاطع لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي اليمنية. وأكد بيان صادر عن الاجتماع أن حماية السفارات الأجنبية في اليمن "مسؤولية الحكومة اليمنية التي عليها أن توفر الحماية اللازمة وتتحمل مسؤولية ذلك".
وأوضحت مصادر مطلعة أن الاجتماع الذي استمر على مدى 72 ساعة ويعد الأطول من نوعه، عكس الانقسام الشديد بين الأحزاب الستة التي يتألف منها تكتل اللقاء المشترك.
وأشارت المصادر إلى أن ثلاثة أحزاب كانت هددت بالانسحاب من التكتل، وهي حزب البعث العربي الاشتراكي المرتبط بالقيادة القومية في سوريا، وحزبي اتحاد القوى الشعبية والحق الحليفين لجماعة الحوثي على خلفية قضايا كثيرة كان آخرها وصول قوات مارينز إلى البلاد بعد حادثة اقتحام السفارة الأمريكية.
وبرغم إصدار المجلس الأعلى للمشترك البيان التوافقي الذي تأخر كثيراً، يرى سياسيون من داخل هذا التكتل أن تحالف أحزاب المشترك مهدد بالانفراط نتيجة أسباب عديدة، بينها انتهاء العوامل التي كانت تجمع هذه الأحزاب في مواجهة عدو مشترك هو نظام الرئيس السابق علي عبدالله لينتقل الموقف إلى أولويات متناقضة بين أحزاب تندرج ضمن التحالف الإيراني وأخرى مناوئة له.
إنشاء كيان سياسي جديد
وفي هذا السياق تحدث لـ"العربية.نت" عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي قُطر اليمن، علي الأسدي، مشيراً إلى وجود خلافات داخل حزب البعث بشأن تلك التحالفات التي تسعى إيران من خلالها إلى إعادة صياغة المشهد السياسي اليمني.
وشدد القيادي البعثي المعروف بمناهضته لنظام الأسد كونه قد أقحم حزب البعث في تحالفات مشبوهة مع إيران، على أن طهران قد نجحت فعلاً في شقّ اللقاء المشترك، مضيفاً: "هناك تواصل وتنسيق من الجانب الإيراني لتلطيف الأجواء وإحداث تقارب بين رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام (رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح) مع أربعة من أحزاب وليس ثلاث كما يشاع من "اللقاء المشترك" بالإضافة لجماعة الحوثيين".
وكشف الأسدي: "حسب معلومات أكيدة، هناك وفد من شخصيات قيادية تمثل أربعة أحزاب في المشترك قامت بزيارة إلى طهران عبر مطار القاهرة واستمرت زيارتهم تقريباً أسبوعين. وعقب عودتهم إلى اليمن، وفي صنعاء تحديداً، عقدوا أول اجتماع لهم وشكلوا لجنة لإعادة تقييم الأنظمة السياسية التنظيمية لهذه الأحزاب بما يواكب الأحداث والمتغيرات السياسية الراهنة".
وأضاف: "يتم صياغة برنامج سياسي موحّد لهذه الأحزاب ينسجم مع التوجهات الإيرانية في المنطقة تمهيداً لانفصالها عن "المشترك" وإعلان قيام تحالف سياسي جديد موالٍ أو قريب من إيران".
وأوضح الأسدي أن اجتماعات ولقاءات مكثفة عقدت في هذا السبيل، وكان يحضرها السفير الإيراني في أغلب الأحيان للإشراف على لجنة صياغة النظام الموحد لهذه الأحزاب.
ولفت إلى أن الحزب الاشتراكي - بحسب المعلومات - تلقى هو الآخر دعوة وجهت له للانضمام إلى هذه الأحزاب، ولكنه رفض الدخول في التحالف الجديد الذي ينطلق نظرياً من معاداة السياسات الأمريكية، وعملياً هو موجّه ضد دول الخليج خصوصاً المملكة العربية السعودية، حسب قوله.
*العربية نت |