صعدة برس - وجه وزير الدفاع محمد ناصر أحمد بإيكال مهمة حماية وتأمين طريالحديدة) في منطقة الحيمة وبني مطر إلى "الشيخ ربيش وهبان العليي وجماعته".ق (صنعاء –
وحسب محضر اجتماع للجنة العسكرية مرفقاً به "تعليمات وزير الدفاع" ، أن اللواء محمد ناصر أحمد أسند إلى أحد مساعدي قائد المنطقة الشمالية الغربية علي محسن الأحمر «مهمة النزول إلى منطقة الحيمة واللقاء مع الشيخ ربيش وهبان العليي عضو مجلس النواب وجماعته» وذلك لإيكال مسئولية حماية الخط إليه وجماعته.
المذكرة التي نصت على أنّ تكليف وزير الدفاع لمساعد علي محسن الأحمر بتلك المهمة تم«تلفونياً» في 20 سبتمبر 2012م نصت أيضاً على أن يبدأ مساعد علي محسن بالنزول إلى الحيمة وتكليف ربيش وهبان وجماعته رسمياً بحماية الطريق في صباح السبت 22 سبتمبر 2012م.
يأتي ذلك فيما تسترت اللجنة العسكرية عن هذا التكليف وتعمدت التكتم بشأنه، إذ خلت التغطية الإخبارية الرسمية عن اجتماع اللجنة العسكرية السبت (22 سبتمبر 2012م) من أي إشارة إلى ما قام به وزير الدفاع، الذي رأس الاجتماع، من تكليف لربيش وهبان بحماية طريق صنعاء حرض.
واكتفت وكالة الأنباء اليمنية سبأ بالقول إن لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار عقدت اجتماعاً لها برئاسة وزير الدفاع «وقفت خلاله أمام عدد من القضايا المدرجة في جدول أعمالها، حيث جرى بحث الإجراءات المتخذة لتأمين خط صنعاء – الحديدة والحرص على منع حدوث أية اختلالات أمنية تستهدف السير الآمن لهذا الطريق».
وفي أولّ رد فعل على صدور تعليمات وزير الدفاع، القاضية بإسناد تلك المهمة إلى ربيش وهبان، وصف وجهاء وأعيان في بني مطر القرار بأنه تنصل من الدولة عن مسئوليتها في حماية وتأمين الطريق، وتخلٍ عن ما يفترض أن تقوم به من بسط نفوذها وسيادتها في المناطق المنفلتة عن سلطة الدولة.
وكان ربيش وهبان الذي تربطه صلة مصاهرة بحميد الأحمر قد نشط خلال الأزمة التي اندلعت منذ منتصف العام الماضي في أعمال تقطع استهدفت ناقلات الوقود ومصالح الدولة والمواطنين، ما جعل من قرار وزير الدفاع بتكليفه رسمياً بحماية الطريق أن يثير استغراب العديد من الأوساط المحلية .
وفي تصريح لـ"المنتصف" قال الشيخ بكيل الجعدبي تعليقاً على ذلك القرار: إنه في الوقت الذي كان المنتظر من الدولة ممثلة بوزارة الدفاع واللجنة العسكرية القيام بمسئولياتها تجاه أمن المواطن، وحماية المصالح العامة، إذا بها تقوم بإسناد هذه المهمة إلى مسلحي القبائل، في تأكيد واضح على تنصلها عن مسئوليتها.
وعبّر الجعدبي، وهو من وجهاء بني مطر، عن خشيته من أنّ هذه الخطوة تكشف عن توجه رسمي لدى وزير الدفاع واللجنة العسكرية بفتح المجال أمام مراكز قوى قبلية لتشكيل تكوينات مسلحة تأخذ صلاحيات الدولة في حماية وتأمين المصالح العامة. مضيفاً: إنّ ذلك سيزيد من حدة الاختلالات الأمنية.
وناشد الجعدبي رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أن يحل اللجنة العسكرية، متمنياً عليه أن يعقد بنفسه لقاءات مع القيادات العسكرية والأمنية ليطلع على حجم الاختلالات التي قال إنّ اللجنة العسكرية تزيدها سوءاً بمثل هذا النوع من القرارات التي تصب الزيت على النار.
إلى ذلك اعتبر مراقبون القرار المشار إليه بأنه يأتي ضمن خطة شاملة لتقوية مراكز قوى قبلية ودينية في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة والمحافظات المحيطة بهما على وجه الخصوص، وفي الوقت نفسه تمكين هذه القوى الدينية والقبلية من إحكام سيطرتها على مختلف مداخل العاصمة والطرق المؤدية إليها.
وعلى خلفية قرارات سابقة بتعيين قياديين من حزب الإصلاح على رأس محافظات تشهد مواجهات مسلحة بين الإصلاحيين والحوثيين كانت العديد من الأوساط السياسية والاجتماعية قد حذرت من مخطط لإشعال فتنة بين مكونات المجتمع، وتقوية طرف على حساب آخر.
وفي ذات السياق يأتي قرار وزير الدفاع بإيكال مهمة حماية طريق صنعاء الحديدة إلى ربيش وهبان العليي بدلاً من تكليف وحدات عسكرية وأمنية للقيام بذلك، فحسب مصدر قبلي في منطقة الحيمة بأنّ القرار المشار إليه يهدف إلى إشعال فتنة بين القبائل في الحيمة وبني مطر ومناطق أخرى.
وقال المصدر القبلي لـ"المنتصف": إنّ تكليف ربيش وجماعته بحماية الطريق استفزاز لمشاعر أبناء المنطقة الذين يعرفون أنه وجماعته وراء معظم أعمال التقطع التي طالت المصالح العامة والخاصة، متسائلاً: كيف يتم إسناد مهمة تأمين وحماية الطريق إلى قاطعي الطريق؟!
م/المنتصف |