صعدة برس - بليغ الحطابي -
أثار خبر نقل لجنة الاحتفال مكان إيقاد شعلة ثورة سبتمبر من ميدان التحرير الى مكان آخر، حفيظة المناضلين والثوار الذين اعتبروه بادرة خطيرة وامتهاناً بقدسية ا لمكان والحدث، فضلاً عن كونها انقلاباً واضحاً وصريحاً على الثورة الأم وأهدافها الستة التي أنير بتحققها درب اليمنيين.. فضلاً عن أن التبريرات التي سيقت وراء هذا الخبر لا تعبر سوى عن عجز وفشل الحكومة التي طالما أدعت ووعدت بحماية الامن والسكينة العامة وإشاعة الطمأنينة بينما تبدو عاجزة عن حماية احتفال ومهرجان شبابي يحضره شعب يفاخر ويزهو بما أحرزته ثورتهم خلال خمسة عقود من الزمن.
ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لانتزاع ثورة عانقت إنجازاتها وإضاءاتها النجوم في السماء يتبادر الى أذهان الكثير عن أسباب افتخار الشعوب الاخرى بثوراتهم الاولى.. وأهميتها بالنسبة لهم كانطلاقة أولى لحركات تحررية وانعتاق كامل من كل أنواع الظلم والذل والجبروت.. وكقيمة معنوية وإنسانية محفزة لصنع المستقبل في ظل استمرارية النضال الوطني لتحقيق الاحلام والطموحات.. ولنا في الفرنسيين والمصريين مثالاً في عشقهم الدائم وصيرورتهم النضالية الوطنية التي لن تتوقف عند حدٍ معين.. أو تتطاول على ثوراتهم وصنّاعها والتشكيك في أدوار مناضليها الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل مجد وعزة أوطانهم.
ما جعلنا نطرق هذا الباب هو حالة الاسفاف والتهجم والتشكيك بل وحالة الاقصاء والإلغاء آلممنهجة لثورة 26سبتمبر و14اكتوبر الذي وصل حد الازدراء والتشكيك في شخوص هذا الحدث وصانعيه ومناضليه الاحرار.. وايضاً الحالة الهستيرية لمحاولة محو وطمس هوية هذا الحدث من ذاكرة اليمنيين بحماقات لا تمت للسياسة وفنونها وممارساتها بصلة إن لم تكن ممارسة تدل على العمالة والارتهان لقوى خارجية متربصة باليمن ونظامها الجمهوري الوحدوي الديمقراطي.. كما أن من يدعون ثوريتهم وأنهم أبطال وثورجيون في محاولة تنفيذ ما يملى عليهم من بقايا النظام الإمامي فهي شعارات الثورة بلا قيم ولا مبادئ لطمس ثورة الحق وبركان الغضب على الظلم.
وبهذا الخصوص يقول المناضل سيف العزيبي من مناضلي ثورة اكتوبر المجيدة من أبناء محافظة لحج إن من يمارس هذه الافعال هم بقايا القوى الرجعية الظلامية وهي تلك القوى التقليدية المستفيدة من عهود الإمامية والاستعمارية.
ويضيف: مثل هذه القوى لاتزال تعيش بفكر ظلامي منغلق خارج العصر.
ويوافقه رئيس منظمة مناضلي الثورة اليمنية حمود بيدر الذي دان محاولة إلغاء أو تحويل رمزية الثورة السبتمبرية من ميدان التحرير الى مكان آخر.. وشبهها بمحاولة نفس القوى لشطب أهداف الثورة اليمنية من صدر الصفحة الاولى من صحيفة «الثورة» الرسمية فبراير الماضي.. مؤكداً أنها محاولة من قوى سياسية تهدف الى إرباك الدولة وأطراف العملية السياسية من مواصلة الجهود الوطنية لإخراج البلاد من الأزمةالراهنة.
وأكد رئيس منظمة مناضلي الثورة اليمنية أن من يقوم بمثل هذه المحاولات قد كشف نفسه وفضح مخططه المشبوه..
< ولعل ما يمكن الاشارة اليه هنا هو أن مظاهر ومحاولات الانقضاض على أهداف الثورة المباركة وإلغائها بالنكوص والارتداد الثوري بل والتآمر عليها وإحياء مقاومتها من قوى تقليدية فاشلة ستبوء بالخسران.. لذا فمن يحن الى عهد الاستعمار ويعمل جاهداً لتقويض الاستقلال والنظام الجمهوري ويستدعون القوى الاجنبية لمساعدتهم للصعود الى الحكم وكرسي السلطة إنما يتربصون بأهداف الثورة، فكما مارسوا العداء ضد مؤسسة الجيش والاعتداء عليها في ثكناتها ومعسكراتها ومارسوا التخريب لاقتصاد الوطن ومؤسسات واستهداف مصالح البلاد من خلال سلسلة من أعمال العنف والفوضى والحروب المفتعلة وتفخيخ الاجواء، وتشويه التجربة الديمقراطية واجترار ثقافة التشطير والانفصال لا يمكن بأي شكل من الاشكال أن يكونوا قوى تغيير ثورية لأنهم مجرد أداة في يد قوى أجنبية تعمل على تنفيذ أجندتها على حساب الدم اليمني والقرار الوطني المستقل..
|