صعدة برس - أحمد الحسني
المواقف المتباينة لقيادات الحراك الجنوبي من عقد مؤتمر موحد، لا تعكس في اعتقادي تعدد المشكلة الجنوبية، بالقدر الذي تعكس فيه صراع الأطراف السياسية على تمثيل الإرادة الجمعية لأبناء الجنوب والذهاب بعيداً عن حقيقة المشكلة وجوهرها، ومؤشر على مستقبل الحوار الوطني بصفة عامة حول هذه القضية.
هناك معاناة في الجنوب وأزمة حقيقية وصلت طور التسليم بها من الجميع، ولكن ما سيضاعف من مشقة الوصول إلى حل لها هو احتكار تمثيل الإرادة الجماهيرية في قراءة الأزمة والتعامل المنطقي معها وتجلي الدور الإقليمي في إدارة هذه الصراعات والانقسامات.
بالأمس شهدنا إلحاحاً كبيراً من حزب الإصلاح على تمثيل الجنوب وفرض وجهة نظره كمحدد وسقف للحوار الوطني حول الأزمة، وهو ما ينسف الأمل في الحل ويزيد الصراع حدة، واليوم نرى أن هناك انقساماً حاداً ليس بين أنصار الفيدرالية وأنصار فك الارتباط، وإنما بين أنصار فك الارتباط أنفسهم، وتحولهم إلى تيارات تهيمن فيها مصالح الشخصيات التي تقود الحراك وسندها الإقليمي على مصلحة المواطن في الجنوب وقضيته الحقيقية وتأخذ طابعاً مناطقياً منذرة بنكء جراح الصراعات المناطقية التي شهدتها المناطق الجنوبية قبل الوحدة، وهو ما كان قد سعت إلى لملمته لجان المصالحة الشعبية منتصف العقد الفائت.
صراع اليوم بين تيارات فك الارتباط لن يخدم حل الانفصال ولا حل الوحدة، وإنما هو مزيد من التمزق في جسد اليمن، جنوبه أو كله، ويفاقم أزمة قائمة ليقود إلى مستقبل كارثي، النتن الحقيقي هو في التعهدات الإقليمية بالحفاظ على الوحدة وإن كان لا قيمة لها وهذا التمويل للصراعات داخل الحراك.
قد يتفوق مؤقتاً تيار هادي أو تيار البيض أو تيار الجفري أو تيار محمد علي أحمد أو أي تيار آخر، لكن الذي سيتفوق أخيراً هو تيار معاناة المواطن وقضيته..
*صحيفة اليمن اليوم |