صعدة برس-متابعات - بينما تستعد باماكو لاستضافة اجتماع دولي رفيع المستوى لوضع اللمسات الأخيرة على تدخل عسكري في شمال مالي، عادت "لو كانار أنشيني"، الأسبوعية الساخرة الفرنسية، لتُؤكّد بأن إسلاميي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وأنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، الذين يمارسون مهاراتهم في شمال مالي، ليست الجهات الوحيدة التي تستفيد من الكرم القطري إذ تقوم قطر بتمويل السلفيين في ليبيا وتونس والمغرب.
وأشارت الصحيفة في مقال بعددها الأخير الأربعاء، بقلم رئيس تحريرها كلود أوجلي، إلى أن المديرية العامة للأمن الخارجي نشرت منذ ثلاثة أشهر مذكرات تحذير على أمل إقناع الرئيس فرانسوا هولاند، "بدعوة قطر إلى تخصيص بترودولاراتها لقضايا أفضل".
وأضافت الصحيفة، شديدة الإطّلاع، "في يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول، عند نهاية المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال هولاند، بكلمات مبهمة، أمام جمع من الصحفيين أن (التمويلات الإنسانية) القطرية في شمال مالي قد تقع بين أيدي الجماعات الإرهابية".
ومضت قائلة "بفضل تسريبات ويكيليكس، نعلم منذ عدة أشهر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تتحدث بشكل أكثر صراحة. ففي برقية سرية بعثتها في ديسمبر/ كانون الاول 2009 لعدة دبلوماسيين أميركيين، قالت أن 'أموالا خاصة سعودية وكويتية وقطرية تشكل المصدر الأكثر أهمية بالنسبة للجماعات الإرهابية السنية في العالم بأسره '".
وأضافت "لو كانار أنشيني" "وبعد هيلاري كلينتون، أخطرت القيادة العليا والمخابرات الفرنسية نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، ثم هولاند بأن المنظمات غير الحكومية القطرية تمول الجماعات الإرهابية المتواجدة شمالي مالي عبر بنك إسلامي وعبر زملائهم في سوريا".
وقالت ان "المديرية المركزية للمخابرات الداخلية، التي تراقب الحركات الإرهابية في منطقة الساحل، أمدت الرئاسة بتقارير مقلقة. حسب المديرية العامة للأمن الخارجي، فإن إسلاميي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وأنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، الذين يمارسون مهاراتهم في شمال مالي، ليست الجهات الوحيدة التي تستفيد من المال القطري، إذ تقوم قطر بتمويل السلفيين في ليبيا وتونس والمغرب. وهناك اهتمام خاص بالمملكة الشريفة ويقول أحد رجالات المخابرات المخضرمين 'قد يصبح المغرب الحلقة الضعيفة المقبلة'".
وتقول المخابرات الفرنسية والبريطانية، اللتان تستقيان معلوماتهما من الميدان، بناء على التصنت على المكالمات الهاتفية، أنه يوجد إسلاميون مسلحون من أربعة عشر جنسية مختلفة. يتحدث بعضهم باللغة الفرنسية، وحسب المتصنتين فإن ذلك يعني أنهم قدموا من بلد فرنكوفوني.
وأضافت "لو كانار أنشيني"، ساخرة، "لكن هؤلاء ليس لهم الحق في صفة 'عضو شريك' في فرنكوفونيتنا المقدسة"، في إشارة إلى انضمام قطر المفاجئ لمنظمة الدول الفرنكوفونية مُباشرة ومن دون المرور بمرحلة "العضو المراقب"، كما تقتضي الإجراءات المتبعة عادة في المنظمة.
ونقلت عن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين تساءله "قطر، عضو في منظمة الدول الفرنكوفونية؟ لم يعد ينقصنا إلا هذا. ما هي لعبة الرئاسة الفرنسية؟".
ونقلت عن دبلوماسي آخر قوله "صديقنا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني يهتم بأفريقيا، لكن ليس دائما بالطريقة المناسبة".
وكانت الصحيفة نفسها قد كشفت في آذار/ مارس الماضي، نقلا عن الاستخبارات الفرنسية، أن قطر تمول جماعات إسلامية من جميع المشارب والبلدان.
م/ميدل ايست |