صعدة برس - *بقلم/أحـمـد غــــراب
سيظل الطريق إلى هيكلة الجيش مجهولاً، طالما ظلت خارطة انتشار السلاح مسيطرة، والمخطط العمراني للمدن تمدد عليه المعسكرات ولا تبالي.
كتبت على صفحتي في الفايس:”أخشى بأن لا تأتي الهيكلة إلا وقد خلص الجيش”؛ ذلك أن حركة الهيكلة العظمية للجيش واستهدافه تبدو أكثر ديناميكية وأسرع وتيرة من عملية هيكلة الجيش وتوحيده وتأهيله.
لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن سقوط ضحايا من الجيش، والسؤال: إذا كان الجيش موجوداً لحماية الشعب فمن يحمي الجيش؟ وأيهما المقصود بالهيكلة: الجيش الوطني أم ما كان يسمى بالجيش الشعبي والقبلي؟.
عملية الهيكلة على أهميتها مازالت تحبو بطريقة تقليدية، تعتمد الوسائل البدائية في الحصر والتقويم والتدرج في قراراتها، تتم بحذر شديد، كل قرار في طريق الهيكلة يبدو كخطوة في حقل ألغام؛ لأنها تتم في ظروف بالغة الحساسية، وحالة فلتان، وصراعات مختلفة تخوضها الدولة، الأمر يبدو تماماً كمن يحمل لوحة وقلماً ويريد أن يرسم ويخطط وهو يخوض حرباً مفتوحة.
مسألة أخرى في غاية الأهمية يجب التركيز عليها؛ لأنها من الأسباب الرئيسية في عرقلة توحيد الجيش، وهي أن عملية هيكلة الجيش لو اقتصرت على عملية توحيد الجيش فقط ستظل هيكلة قاصرة وسيظل ضعيفاً، إذ يوجد هدف حقيقي هام يجب أن تركز الهيكلة على إقرار استراتيجية لتحقيقه، وهو الخروج من جلباب ما كان يسمى بالجيش الموازي، كنا نقول بتفاخر: نحن لدينا في اليمن جيشان؛ جيش وطني، وجيش شعبي (يندرج في إطاره الجيش القبلي)، وهذه النافذة شكلت منفذاً للفوضى، أخذ يتوسع شيئاً فشيئاً حتى أصبحت كالأرضة تأكل من قوة الجيش وتتسبب في إضعافه، حتى أصبح منقسماً ضعيفاً تتناوشه السهام من كل ناحية، وحكاية الجيش الشعبي هذه كان الغرض منها القول: إن الشعب مسلح؛ ليكون في دعم الجيش، فلما انقسم الجيش صار في وضع لا يحسد عليه في بلد كل ما فيه مسلح، يعني لو جلبت أقوى جيش في العالم لن يصمد في هذه الظروف؛ شعب مسلح، جماعات متصارعة مدججة بالسلاح، وأجندات داخلية وخارجية الصراع أسها وأساسها، وفوق هذا بلد فيه من السلاح ثلاثة أضعاف عدد سكانه، على المستوى البسيط عندما تذهب لقسم الشرطة وتشتكي بغريم ويرسلون له عسكرياً أو حتى اثنين، فيجدون هذا الغريم ومعه بجانبه عشرون شخصاً مسلحاً، ماذا يستطيع أن يفعل العسكري؟
عملية الهيكلة تحتاج أيضاً إلى بعد إنساني لنجاحها الأسرع بإخراج المعسكرات من المدن وإنهاء عسكرة الجامعات والمدارس وفرض قوانين منع انتشار السلاح واستغلال النفوذ بجميع أشكاله وما يترتب عنه من مظاهر فوضى.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.. |