صعدة برس-وكالات - في محاولة لمواجهة التحديات المقبلة من متاجر التجزئة وطوفان الكتب الإلكترونية عبر الإنترنت في سوق تتغير بوتيرة متسارعة، دخلت اثنتان من أكبر دور النشر في العالم، «راندوم هاوس» و«بنغوين»، في محادثات لدمج أعمالهما.
وأكدت «بيرسون»، وهي التكتل الإعلامي البريطاني الذي يمتلك دار نشر «بنغوين»، أول من أمس أنها دخلت في مناقشات مع شركة «برتلسمان» الألمانية، مالك دار نشر «راندوم هاوس»، لعقد صفقة اندماج محتملة. وسيترتب على عملية الاندماج، في حالة اكتمالها، إنشاء كيان مشترك يتحكم في نحو 25 في المائة من سوق الكتب الأميركية، سيقوم بنشر أعمال قائمة من أشهر المؤلفين، أمثال دان براون وتوني موريسون وجون غريشام، في «راندوم هاوس»، فضلا عن جونو دياز وباتريشيا كورنويل في «بنغوين».
ويتمثل التحدي الأكبر الآن في محاولة دور النشر التقليدية التنافس مع شركات التكنولوجية العالمية، مثل «أمازون» و«أبل» و«غوغل»، التي اكتسبت المزيد من القوة في سوق الكتاب الإلكتروني. ووضعت الأسعار الرخيصة التي تقدمها شركات التجزئة، مثل «أمازون»، المزيد من الضغوط على دور النشر لتعديل استراتيجية الكتاب الرقمي الخاص بها، في الوقت الذي يشهد اختفاء المتاجر التقليدية.
وربما تشير هذه الصفقة إلى التوجه نحو المزيد من الاندماجات بين كبريات دور النشر، مثلما تمكنت صناعة الموسيقى من إعادة ترتيب نفسها، إلى حد كبير، في أثناء عملية التحول المؤلمة نحو السوق الرقمية. ونظرا للمنافسة الشرسة التي تواجهها من متجر «آي تيونز» التابع لشركة «أبل»، انخفض عدد شركات الموسيقى من 6 إلى 3 شركات فقط.
وأمس ارتفعت أسهم مجموعة «بيرسون» العملاقة للنشر بنحو 1.5 في المائة في تعاملات أسواق المال وذلك بعد أنباء عن محادثات الدمج ما بين «بنغوين» و«راندوم هاوس». فيما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنه في حالة نجاح المحادثات سيؤدي الاندماج إلى قيام أكبر دار نشر كتب في العالم. وتأتي محادثات الاندماج بين الشركتين بعد أقل من شهر من إعلان مارجوري سكاردينو الرئيسة التنفيذية لمجموعة بيرسون اعتزامها التقاعد بعد 15 عاما أمضتها في هذا المنصب. وذكرت تقارير بريطانية أن الاندماج في حالة الاتفاق عليه سيخضع لمراقبة سلطات مكافحة الاحتكار.
يذكر أن دار «راندوم هاوس» للنشر التي تملكها مجموعة «بيرتلسمان» الألمانية أصبحت أكبر دار للنشر في بريطانيا بينما تراجعت دار «بنغوين» إلى المركز الثالث. وحققت «راندوم هاوس» نجاحا هذا العام بفضل سلسلة روايات fifty shades.
أما «بنغوين» فقد حققت سلسلة كتب جيمي أوليفر، أشهر طهاة بريطانيا، أفضل مبيعات لها هذا العام.
فيما قالت «بيرسون»، التي تمتلك أيضا صحيفة «الفاينانشال تايمز»، إنه لا توجد أي ضمانات أن يتم التوصل إلى اتفاق بين المؤسستين، مضيفة «لم تصل الشركتان بعد لاتفاق، وليس من المؤكد أن تنتهي المباحثات إلى عملية دمج للمؤسستين. وسيصدر تصريح آخر بخصوص هذا الأمر عندما يكون الوقت ملائما». وكانت «الفاينانشال تايمز» قد نشرت مقالا حول إمكانية أن تمتلك المجموعة الألمانية أكثر من 50 في المائة من الأسهم في أي عملية دمج.
م/محيط |