صعدة برس - *أحـمـد حـرمــل
كثر الحديث هذه الأيام عن جزئيات بسيطة في ثنايا القضية الجنوبية وكثر الهرج والمرج فيها بهدف ألها شعب جنوب عن هدفه الجامع المتمثل في استعادة الدولة كنتاج طبيعي لفشل الوحدة، ومن هذه الجزئيات هو الحديث عن منزل علي سالم البيض ، وهي المرة الأولى التي نسمع فيها قيادياً بارزاً في التجمع اليمني للإصلاح يتحدث عن منزل البيض الكائن في منطقة معاشق في مدينة كريتر بمحافظة عدن الذي تم تفيده من قبل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر عقب حرب 94م العدوانية الظالمة التي حولت الجنوب إلى ارض مستباحة وتحولت معها الوحدة إلى احتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فما جاء على لسان القيادي محمد قحطان إثناء حديثه في مؤتمر مجلس المدينة بصنعاء من نفي بامتلاك علي سالم البيض منزلاً في عدن وان المنزل الذي يتحدث عنه الجنوبيون اشتراه حميد الأحمر من حر ماله اثأر استياءً شعبياً واسعاً في الشارع الجنوبي،ولم يثر استغرابي توافق عقلية وتفكير قحطان مع عقلية وتفكير الشيخ صادق الأحمر بقدر ما أثاره مطالبته للرئيس هادي بإصدار قرار بإعادة المنزل إلى ملاكه الحقيقيين (شركة البس) فذا كان قحطان يعلم بان المنزل الذي اشتراه الشيخ حميد الأحمر بحر ماله مملوك لشركة (البس) وانه تم تأميمه إبان حكم الاشتراكي للجنوب هذا إذا افترضنا صحة واقعة شراء المنزل من الدولة مع اننا نجزم بانه تم تمليك المنزل للشيخ عبد الله بتوجيهات رئاسي مثله مثل تمليك علي محسن الاحمر لمنتزه ذوريدان فلماذا لم ينصحه بعدم الشراء استناد إلى قاعدة فقهيه تقول (إذا باع من لا يملك لمن لا يستحق فان البيع يعتبر باطلاً) هذا أولا وثانياً إذا كان تأميم أملاك الناس حراماً يا قحطان فان شراء المؤمم حرام مرتين ناهيك عن إن دعوت قحطان إلى أعادت المنزل إلى مالكه الحقيقي قبل إصدار قانون تأميم المساكن في نوفمبر 1968م تلتقي مع دعوات بعض القوى الجنوبية المنادية بالجنوب العربي ولا فرق بين إعادة جزء أو إعادة الكل فكلاهما يلتقيان في شيئاً واحد هو الحقد فأصحاب مشروع الجنوب العربي تأتي دعواتهم بعودة الوضع في الجنوب إلى ما كان عليه قبل الاستقلال للتعبير عن حقدهم الدفين على الاشتراكي فيما تأتي دعوة قحطان بإعادة منزل علي البيض لشركة (البس) للتعبير عن حقد قحطان الدفين على علي سالم البيض.
علق بعض الخبثاء على ما قاله قحطان بالقول: شكراً قحطان لقد كشفت لنا سراً ضل يحير الجنوبيين لعقود من الزمن وقدمت إجابتاً شافيتاً لأسئلة لم يجد الجنوبيين إجابة لها بما فيهم أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمن ،وهو: ما الذي جرى في نفق جولد موار؟ ولماذا استعجل علي البيض في التوقيع على إعلان الوحدة ولم ينتظر إلا إن تنجز اللجنة الثلاثية التي شكلها المكتب السياسي إعمالها في إعداد رؤيتين سياسيتين بمشروعين للوحدة الكونفدرالية وللوحدة الفدرالية وما هي مميزات وعيوب كل منهما ليقر المكتب السياسي أحداها ، وكانت اللجنة مكونة من سالم صالح محمد والمهندس حيدر أبو بكر العطاس والدكتور ياسين سعيد نعمان؟ حيث فوجاء الجميع بتوقيع البيض وصالح على إعلان الوحدة في نوفمبر1989م ،ولم نكن نعرف بان عدم امتلاك أمين عام الاشتراكي والرجل الأول في الجنوب منزلاً يؤويه وإفراد أسرته هو ما دفعه للتعجيل في التوقيع على إعلان الوحدة والانتقال إلى صنعاء بحثاً عن منزل فشر البلية ما يضحك.
فهل يعقل بان علي سالم البيض الرجل الأول في الجنوب قبل الوحدة لا يمتلك منزلاً يا قحطان؟ وهو من وقع قراراً مصيرياً بحجم قرار الوحدة، أم إن التهميش الذي تعانيه من حزبك ضائل طموحكم وصرت بلا قضية إلى درجة جعلتك تخوض في صغائر الأمور وتدافع عن أخطاء غيرك وتبررها كما فعلت في تبريرك لحادثة انفجار مخزن الذخيرة والصواريخ في الفرقة الأولى مدرع. |