صعدة برس - *بقلم ا/عـلـي مـحـمـد الـخـمـيـسـي
عبدربه منصور هادي , علي عبد الله صالح , علي محسن الأحمر , حميد الأحمر , صادق الأحمر وإخوانه , محمد سالم باسندوة , عبد المجيد الزنداني , محمد اليدومي , عبد الوهاب الانسي , عبد الملك الحوثي , ياسين سعيد نعمان ...الخ
كلهم حكام وكلهم خائفون ومحاطون بحراسات مشددة ... منهم من يحكم كرسي الرئاسة ومنهم من يحكم كرسي الحكومة ومنهم من يحكم الجيش ومنهم من يحكم الأحزاب ومنهم من يحكم المليشيات ومنهم من يحكم الوزارات ومنهم من يحكم المؤسسات ... وفي الوقت نفسه كلهم أو معظمهم يخافون من الآخر ومن غدر الآخر ومن خصومة الآخر ومن لئم الآخر ومن أطماع الآخر ومن غضب الآخر ...الخ
الرئيس هادي لأسباب أمنية يحكم من منزلة , الرئيس باسندوة لأسباب أمنية يدير الحكومة من منزلة , الرئيس صالح لأسباب أمنية يدير حزبه ويستقبل مناصريه في منزلة , حميد الأحمر لأسباب أمنية يدير شركاته وشركاءه من منزلة , صادق الأحمر وإخوانه لأسباب أمنيه يديرون شئون قبيلتهم وما تبقى من مناصيرهم من منازلهم , علي محسن الأحمر لأسباب أمنيه يحكم فرقته من منازل متنقلة حول الفرقة أو داخل الفرقة , ياسين سعيد نعمان لأسباب أمنية يدير حزبه من مسكن قرب الفرقة خوفا من المجهول أو من النيران الصديقة ... اليدومي والانسي وعبد المجيد الزنداني يديرون حزبهم ومجموعاتهم المؤدلجة من داخل منازلهم , عبد الملك الحوثي لأسباب أمنيه يدير مليشياته وأنصاره من داخل منزلة في محافظة صعدة ... كلهم يحكمون ويتحكمون ويظهرون بمظاهر القوة والغلبة ولكنهم في حقيقة الأمر كلهم خائفون من المجهول ومن غدر الأيام ومكر اللئام !!!
هذا هو الوضع المخزي الذي وصلنا إليه اليوم بفعل الصراع العبثي على السلطة والثروة والمكانة والنفوذ والنقود ... لقد أصبحنا بالفعل أضحوكة الشعوب المتحضرة والدول المسئولة ... المصيبة أن كل من ذكرناهم يخاف ممن ذكرناهم مع إنهم جميعا شركاء في السلطة والثروة والنفوذ منذ عقود ولم تفرقهم سوى المتغيرات الجديدة التي طرأت على البلد منذ أن قرر الكثير منهم الاستفراد والتفرد وإقصاء الآخر ... لا تقولوا ثورة وكلام فاضي المسألة أعمق من ذلك بكثير وهي ليست وليدة الأمس أو نتاج لما يسمى بموجه الربيع العربي ... هناك تحالفات وتفاهمات قديمة بين الجميع بدأت تتفكك وينفرط عقدها خاصة منذ مابعد حرب صيف 1994م وهي السبب الرئيسي الذي قاد الجميع إلى هذا الوضع البائس والمخزي والمعيب .
ماهو الحل إذاً ؟!!...
الحل في تصوري بسيط :
1- مصارحة ومصالحة حقيقية بين الجميع ومن ثم الاحتكام الحقيقي إلى الشعب وصندوق الاقتراع .
2- الإيمان العميق بان الوطن يتسع للجميع ولايقبل التفرد والاستحواذ والإقصاء والغلبة لأي طرف.
3- الإيمان العميق بقضاء الله وقدرة ... والقناعة الكاملة بما قسمة الله وكتبة .
4- الإيمان العميق أيضا بقصر العمر في هذه الحياة التي يعيشها الإنسان سواء كان رئيس أو مرئوس وبأن القبر أبو متر ونصف أو مترين (( مصير كل إنسان )) لا يتسع في نهاية العمر سوى لجسد ملفوف بكفن خال من الجيوب وخزائن البنكنوت وبصاير الأراضي والعقارات والشركات والمكانة والنياشين والشهادات ...الخ .
5- ان لم يؤمنوا بذلك قولا وعملا واعتقادا فهناك حل ابسط من البسيط وهو أن يرحلوا جميعا فالعالم من حولنا واسع واليمن لم تعد تتحمل المزيد من الصراع .
ali.alkhamesy@gmail.com |