علم الدين هاشم - الجولة الخليجية التى قام بها وزير الشباب والرياضة اليمنى يبدو انها كانت بمثابة رسالة لكل الذين اثاروا الغبار الكثيف حول مصير بطولة خليجي 20 التى يفترض ان تستضيفها اليمن فى الشهر القادم ,, فكل تصريحات الوزير اليمنى التى صدرت على لسانه خلال هذه الجولة كانت تحمل بين طياتها ردا شاملا على ما اثير خلال الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق بالتهديدات الامنية التى وجد فيها بعض المتحفظين على اقامة البطولة فى اليمن فرصة ذهبية لتعضيد وجهة نظرهم ورفضهم على استضافة اليمن للبطولة بعدما كانوا يبررون رفضهم فى البداية على ضعف البنية التحتية وعدم قدرتها على استيعاب منتخبات وجماهير البطولة اضافة الى عدم توفر الملاعب الكافية لاستقبال تمارين المنتخبات المشاركة والمباريات الرسمية ,, فما قاله الوزير اليمنى خلال تواجده فى الدوحه كان كافيا لدحض كل هذه الادعاءات التى اثارت غضب اهل اليمن على المستوى الرسمى والشعبى , حيث شدد الوزير اليمنى على ان الاستعدادات الامنية فى اعلى مستوياتها وتتناسب تماما كما هو الحال مع اكبر البطولات العالمية وباحدث وافضل الامكانيات الامنية , واجزم بان كلمة تهديد لاوجود لها وكذلك كلمة تأجيل الدورة بعد ان اصبحنا على اعتابها واود ان اؤكد على مدى الحشد الامني لهذه البطولة وحجم الاشراف الامنى ايضا بل ان القوات الخاصة ستكون مشاركة فى حفظ الامن الى جانب شركات امنية متخصصة وكل ذلك من اجل تأمين الاشقاء واود ان اؤكد ايضا على اننا لو شعرنا بادنى تهديد لم نكن لنوجه الدعوة للاشقاء الخليجيين !!
حديث الوزير اليمنى وضع النقاط فوق الحروف واغلق الباب نهائيا امام اى تحفظات يمكن ان تثير الجدل من جديد حول هذه البطولة التى كما يبدو عليها حتى الان انها اضحت استثنائية قبل ان يبدأ الصراع الخليجى الخليجى على المستطيل الاخضر ,, بل لا اظن فى تاريخ دورات كاس الخليج ان وجدت بطولة اهتماما اعلاميا ضخما مثل خليجي 20 رغم ان التاريخ يوثق لكثير من الخلافات والانشقاقات التى كانت سببا فى انسحاب منتخبات من البطولات السابقة ابرزها انسحاب المنتخب السعودى من خليجي 10 قبل عشرين عاما بسبب تعويذة البطولة الشهيرة التى اختارتها الكويت الدولة المستضيفة حيث كان يتوقع ان يتخذ ذلك الخلاف منحا سياسيا ينسف اقامة البطولة لولا حكمة الشهيد احمد الفهد الذى تدخل فى اللحظات الاخيرة لتغيير التعويذة ولكنه لم ينجح فى اعادة المنتخب السعودى للمشاركة فى البطولة ,, وهذه الحادثة كمثال بان دورات كاس الخليج فى السنوات الماضية كانت تسبقها بعض التوترات ولكنها لم تصل لدرجة الخلاف والتراشق الاعلامي الذى صاحب الاعداد لخليجي 20 منذ حفل القرعة وحتى الساعات التى سبقت جولة الوزير اليمنى الذى ماكان له القيام بها لولا الحملات الاعلامية التى بدأت تشكك فى قدرات اليمن الامنية وفى توفير الحماية اللازمة للمنتخبات وجماهير البطولة ,, ولااعتقد ان هناك دولة تحترم سيادتها يمكن ان تقبل بمثل هذه الحملات ضدها طالما انها تصدر على لسان اشخاص لايفرقون بين التدخل فى ( سيادة الدول ) وبين حقهم فى التعبير كاعضاء فى هذه ( المنظومة الخليجية ) التى من واجبها الحفاظ على حقوق الدول الاعضاء فى استضافة البطولة ,, واعنى هنا الاتحادات الخليجية التى ابدت تحفظها منذ البداية على اقامة البطولة فى اليمن وفى مقدمتها الاتحاد الكويتى الذى جهر برفضه على اقامة البطولة فى اليمن وخطط لنسف اقامتها هناك عندما قرر رسميا استضافة اجتماع لامناء السر فى الاتحادات الخليجية فى اليوم الذى حدد فيه الاتحاد اليمنى موعدا لاقامة حفل مراسم القرعة , وهو قرار تحفظت عليه الاتحادات التى كانت ترى ان من حق اليمن استضافة البطولة بعد قرار رؤساء الاتحادات الخليجية الذى صدر على هامش بطولة خليجيى 19 فى العاصمة العمانية مسقط ثم تم التأمين عليه ايضا فى الاجتماع الذى استضافته الدوحه ,, ولم يجد الاتحاد الكويتى مفرا للتخلى عن تحفظه ورفضه الا فى الساعات الاخيرة التى حسمها الشيخ احمد الفهد الذى اعلن فى تصريح غير من مجريات الاحداث بانه اول من سيحضر الى اليمن لحضور افتتاح البطولة ,, وعلى ذات النهج سار ايضا الاتحاد البحرينى الذى كان اكثر تشددا فى رفض اقامة البطولة فى اليمن وطالب بان تكون المنامه البديل المناسب لاستضافة البطولة , ودخلت بعض الصحف البحرينية على خط الازمة وازكت من نيرانها بمقالات تدافع عن وجهة نظر الاتحاد البحرينى وتحريض بقية الاتحادات لاتخاذ موقف مشابه ,, الامر الذى اضطر المسؤولين فى الاتحاد اليمنى التفرغ للرد على كل مايثار فى الصحافة البحرينية او الخليجية بصفة عامة .
اخيرا يمكن القول ان جولة الوزير اليمنى وضعت خطا فاصلا بين الرفض والقبول وغيرت من لغة المتحفظين والمتشددين على اقامة البطولة فى اليمن رغم التهديدات الامنية الاخيرة التى بدأت تمس ملاعب البطولة ,, فاليمن من حقه ان يستضيف البطولة مثل غيره طالما ان هذا الحق تم باعتراف واجماع كل رؤساء الاتحادات الخليجية فى مسقط !
* نقلاً عن "استاد الدوحة" القطرية |