فيصل الصوفي -
* الذين يعيشون بكلمتي الجنوب والجنوبية مجردتين من أي نسب أو إضافة يفعلون ذلك من باب المكابرة وتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع, وأشياء أخرى لها صلة بهذه المنطقة الكبيرة التي يعرفها المجتمع الدولي بأنها المكان الذي تقع فيه الجمهورية اليمنية .. والدليل على مكابرتهم وتجاهلهم هو أنهم لم يتمكنوا منذ عام ونصف من نسبة الجنوب والجنوبية إلى مسمى واضح .. جنوب من .. وجنوبية من ..؟ ثم إن حضرموت وشبوة مثلاً لا تقعان في الجنوب, بل في الشرق اليمني كما يقع الجنوب في الجهة الجنوبية من اليمن والمخا والحديدة في الغرب وصعدة والجوف في الشمال.
* المناضلون الذين حاربوا القوة الاستعمارية الكبرى في عدن والمحميات الأخرى كانوا يخوضون الحرب وفي قناعتهم أنهم يقومون بذلك من أجل تحرير جزء من التراب اليمني وعندما أنجزوا الاستقلال سموا ذلك الجزء «جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية».. فهو جزء من اليمن, وليس جزء من أي دولة أخرى .. والقيادات التي قادت حرب التحرير ثم فاوضت وأنجزت مسألة الاستقلال الوطني وسمت الدولة المستقلة عن الاستعمار باسم «جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية» لم تقبل الاستجابة لدعوة الوحدة مع الشمال حينها لأنها كانت ترفض الوحدة أو كانت ترى أن «الجنوب» شيء مختلف عن الشمال .. بل فضلت عدم خوض هذه المغامرة لأن الجمهورية في الشمال كانت عرضة للسقوط بقوة الثورة المضادة التي تزعمها أمراء بيت حميد الدين المدعومون عسكرياً ومخابراتياً من قوى متخلفة عربية وقوى استعمارية معادية لحركة التحرر الوطني .. قحطان الشعبي وسائر رفاقه لم يغامروا في خوض تجربة وحدوية لا أحد مهيأ لها في ذلك الوقت وفضلوا أن يبقى نظام جنوب اليمن قوة قائمة بذاتها للدفاع عن النظام الجمهوري في الشمال.
* هل هو أمر عسير على دعاة المناطقية والكراهية أن يفهموا أن المفخرة الكبرى لمناضلي الجبهة القومية هي أنهم اسقطوا المحميات من السلطنات والمشيخات ووحدوها في كيان واحد بدافع إنهاءس التجزئة التي فرضتها مصالح استعمارية وقوى محلية تابعة ومنتفعة في ذلك الوقت .. فهل يفهم دعاة « المناطقية والكراهية» أو حملة شعار « الجنوب والجنوبية» أنهم يتعبون أنفسهم عندما قرروا اختيار الخيار رقم «صفر» .. وبوسعهم تمنية أنفسهم بالأماني اللذيذة وبوسعهم أن يستغلوا كل الظروف المواتية لصالحهم ولكن ليست بوسعهم تجزئة وطن وحدته إرادة المناضلين وإرادة الشعب ووحدة القدر المقدور.