نايف علي رحمة - إنه لمن المؤسف أن تظل تداعيات الحرب في صعدة هي الشغل الشاغل لمعظم السكان فيها, فاختلاف الآراء أصبح لدى البعض ينحو وجهة الصراع والتنازع، وحالة كهذه ليست بمستغربة، إذ أن تبعات الحرب لم تقتصر، من حيث الخسائر، على الجانبين، وإنما امتدت لتطال الجميع بمختلف أوضاعهم الاقتصادية, والسياسية, والثقافية..
وأنّى لشخصٍ أن يكون بمنأى عن ذلك، فتبعات الحرب ومتابعتها لم تخرج عن اهتمام الجميع, وأنا من حينها وحتى اللحظة لم أر تجمعاً في أي مكان بالمحافظة يخلو من حضور لهذه القضية بشكل أو بآخر..
وكيف لنا أن نغض الطرف عمّا حصل، أو أن نتجاوزه بسهولة، وكلا الطرفين هما خسارة على الوطن الذي يحتاج لأبنائه جميعاً، من أجل حراسة مكاسبه وصونها وتنميتها, إذ لو تم استغلال هؤلاء في الصالح العام لكان هو الأجدى والأنفع..
وبحسبة بسيطة من خلال استطلاع واقع النشاط الإنساني العام في صعده، ومظاهره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. سنرى أن الحال في تدهور.. وأن عقلية أي مواطن في المحافظة تعاني من كابوس يعود أثره ومصدره إلى الوضع القائم ومراحل الحروب الخمسة الماضية..
وصحيح أن المحافظة تمر بمرحلة مخاض جديد، ولو نظرنا إلى انعكاسات الوضع القائم على التفكير لوجدناه في تراجع، وهناك على الصعيد الشخصي من حالت بيننا وبينهم الحرب، أو انقطع التواصل معهم نظراً لالتحاقهم بميلشيات الحوثي..
إن الحالة مأساوية.. ومن هنا نناشد الجميع وضع حل لمثل هكذا مشاكل، أو على الأقل تسهيل العقبات أمام فئة النشء والطلاب والشباب، وسرعة مد العون لهم، وتبني نشاطات طلابية شبابية، تنمي عقول الشباب بعيدا عن الوضع الجاري، ولما من شانه إحلال السكينة وتلافي الانتحار على شواطئ اليأس والإحباط والضياع..
Naïfal60@gmail.com |