صعدة برس -
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وردت إلينا أسئلة؛ منها:

أنا رجل.. فهل يجوز لي أن أزور زميلتي في العمل في بيتها إذا كانت هناك مناسبة؟


زيارة الرجل للمرأة جائزة بشروطها الشرعية، كان هناك الرواة من التابعين يزورون السيدة عائشة -رضي الله عنها- وهي أمهم، وكانت تُكلّمهم مِن وراء حجاب، وكانت تجعل هناك رسولا بينهما، وكانت هذه الزيارة بشروطها؛ يعني يكون هناك مَحْرَم؛ لأنه ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما.

ونهى رسول الله عن الخلوة الشرعية؛ فلا تكون هذه الزميلة وحدها في البيت، ثم تزورها بموجب أنها زميلة، هذا لا يجوز إلا بحضور جماعة من البشر من المحارم: الأب الأخ الزوج إذا كانت هي متزوّجة؛ فكونك تذهب للمناسبة مع أخذ هذه الشروط والآداب؛ فهذا لا بأس به.

وهل يجوز أن أُكلِّمها في التليفون وعلى الشات.. أم لا يجوز؟

وقولوا للناس حُسنا.. ما الذي تقوله في الشات وما الذي تقوله في التليفون؟ فإذا كنت ترمي بالكلام إلى مقاصد أخرى؛ فهذا سوء خلق، وسوء الخلق لا يجوز، ولكن إذا تكلّمت بالمعروف كشيء في العمل أو كشيء لقضاء المصالح ومصالح الناس؛ فهذا يجوز، ولا بأس بذلك إطلاقا.

سؤال آخر يقول:

ما الحدود الشرعية بالنسبة للبنت في التعامل مع زوج الأخت أو شقيق الزوج؟

النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر زوج الأخت أو شقيق زوجها من الأغراب؛ فهم والأغراب سواء، ولذلك يَحْرُم عليها أن تختلي بواحد منهما.

وسُئِل عن "الحمو".. هذه العلاقة شقيق الزوج؛ فقال الحمو "الموت"؛ يعني نهى نهاية عظمى يعني اكره هذا اللقاء وهذه الخلوة، وعاملها معاملة الأجانب، فكما تُعامل الأجانب بالعرف وبالحال تعاملهم، ولذلك إذا جاء شقيق الزوج وكانت وحدها لا تُدخِله البيت، ولكن إذا كان معها أبناؤها؛ فلا بأس أن يدخل أو أن يتغدّى أو أن ينتظر أخاه؛ سواء كان قريبا أو بعيدا؛ لأن الحالة فيها أدب مع الله سبحانه وتعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذا الأدب افتقده كثير من الناس واختلطت عنده الأوراق، ولم يفرق بين الالتزام وبين التعصّب، ونرى أن هذا الأخ يأتي ويُحاول الدخول وهو يعرف أنها وحدها.. هذه قلة أدب مع الله ورسوله صدرت منه، وينبغي عليها أن تتمسّك بما أرشدها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الرجل مع زوجة الأخت أو أخت الزوجة؛ فإنه إذا كان وحده وجاءت للزيارة واحدة منهما؛ فإنه لا يُدخلها معتذرا بأن زوجته غير موجودة.