صعدة برس - بقلم/
د.عمر عبد العزيز
زعزعت الصين النظام المالي والاستثماري والتجاري العالمي الجائر، من خلال إنزال السلعة من علياء زيفها إلى موطن حقيقتها الواقعية وقيمتها الفعلية، ولهذا السبب تواجه الصين حرباً تجارية مكشوفة.. لكن مديرو هذه الحرب لا يستطيعون فعل شيء ذي بال.. لسبب بسيط هو أن الصين أعادت الحقيقة إلى منبتها، والقيمة إلى أُصولها، والسلعة إلى مكانتها الطبيعية المنخلعة من الاحتكار والابتزاز.
هل يقوى سدنة النظام النقدي الدولي الموروث من ظفر الحرب الكونية، ومتاهة الحرب الباردة، على العودة إلى جادة الصواب، والتخلِّي الحُر عن النظام النقدي والتجاري الذي أوصل الأمور إلى حافة الهاوية؟!
كبار مُنظِّري عرابي هذا النظام يُعلنون التخلِّي عنه .. سواء في قلب النظام النقدي والتجاري بالولايات المتحدة ، أو في أوروبا التي تدفع الآن ثمن التحاقها التاريخي برأس القاطرة الرأسمالية الأمريكية، حيث تعاني اليونان واسبانيا وايطاليا والبرتغال من العواقب الوخيمة للنظام النقدي والتجاري الدولي المشمولين برعاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ومن الطريف حقاً أن تتحدث اليوم قيادات هاتين المؤسستين الماليتين العتيدتين عن ضرورة التخلِّي عن النظام النقدي والتجاري والاستثماري السائد، فيما يطالبون بتطهير البنوك والمصارف والمؤسسات التجارية والاستثمارية العابرة للقارات.
Omaraziz105@gmail.com |