صعدة برس - بقلم/أحمد غراب
حروب صغيرة تبدأ بعود كبريت وتتحول إلى محرقة، نطفة ماء قد تتحول الى نهر دماء ، حروب كثيرة في اكثر من محافظة بين عزل أو قرى أو قبائل متجاورة ساهم في اشتعالها حالة الفلتان الأمني التي تعيشها البلاد وانتشار السلاح.
كتب مغترب يمني من السعودية: “هل سمعت عن حرب بيت الكبش والتويتي في إب وضحايا وجرحى بسبب الخلاف على الماء ؟ الرجاء أن تكتب لأهل الخير من عقال وشيوخ للمبادرة لإصلاح ذات البين”.
أليس هناك من يبادر للصلح ونزع فتيل الحرب القائمة منذ خمسين يوماً بين العزلتين الجارتين؟
ستة مصابين من الطرفين وتدمير منزل وسمعنا مقتل فتاة كانت تجلب الماء.. وبالأمس وصلتني رسالة اخرى من شاب في ذمار يقول: “ حرب بين بدنتين في قرية الميثال الحداء بسبب خلاف على بير “.. أما الرسالة الثالثة فكانت من تعز ولايمكن ان تتصوروا كم تأثرت وأنا اسمع ما سمعته: "نتمنى ان تكتب عن حال الثأر في المخلاف تعز ، كل يوم عندنا قتل والمشكلة أنهم في ريعان الشباب ، فحرام الذي يحصل والدولة ساكتة، حتى عندنا في اغتيالات بالمترات بسبب الثارات، المشكلة هي بين بني الدعيس وبني عون، وقد سالت دماء كثيرة، الحرب لها تقريباً ستة اشهر وفيها اربعة مقاتيل، 3 من بني عون و1من بني الدعيس و12 مصاباً من الطرفين ـ بحسب كلامه ـ ".
تساءلت باستغراب ما سبب هذه الحرب التي نشبت فكانت المفاجأة؟ أجاب: "سببها اثنين اولاد تضاربوا في المدرسة !!"
سألت الأخ المرسل: "ألا يوجد عقول رشيدة من الوجهاء والمسؤولين تبادر الى إصلاح ذات البين؟"، قال: "يوجد واحد او اثنين فقط أما البقية فيحبون ان تستمر الفتنة لمصلحتهم الشخصية، ولكي يوجد حل لا بد من تكاتف كل المشائخ وتعاون دولتنا الموقرة".
(إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن.. والله حرام دماء ابناء البلد والمنطقة الواحدة تسيل و الناس يتفرجوا ألايوجد عقل رشيد في هذه البلاد؟!).
أضاف صاحب الرسالة: "أهم المشكلات الحاصلة الآن هي بين بني الدعيس وبني عون، ومن المتوقع لهذه المشكلة ان تكون دموية اكثر في الايام المقبلة".
وليست تلك الحرب الوحيدة فهناك حروب صغرى اخرى منها مشكلة بين طرفين وفيها خمسة قتلى من الطرفين وكل القتلى قتلوا في المدينة في عصيفرة، وأمس سمعنا عن اغتيال شخص بدباب متر في عصيفرة".
نريد أن ننادي أين أنتم يا أهل الحكمة والايمان، أين انتم يا من امركم الله سبحانه وتعالى بإصلاح ذات البين ؟ اين انتم يا رجال الصلح يجب أن يكون المصلح عاقلاً حكيماً منصفاً في إيصال كلِّ ذي حقٍّ إلى حقِّه مدركاً للأمور متمتعاً بسعة الصدر وبُعد النظر مضيقاً شقَّة الخلاف والعداوة، مُحلاً المحبَّة والسلام.
قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ “.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ الصلح خير” ، وفي حديث آخر: “ اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم “.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
ghurab77@gmail.com |